بعد اختراق مقاتلاتها مجالها الجوي.. هل تغزو الصين تايوان؟

تعيش تايوان تحت التهديد المستمر بغزو من الصين، التي تعد الجزيرة جزءًا من أراضيها، يجب أن يعود إليها، وبالقوة إذا لزم الأمر.

بعد اختراق مقاتلاتها مجالها الجوي.. هل تغزو الصين تايوان؟

ترجمات - السياق

يتزايد الضغط العسكري والسياسي، الذي تمارسه الصين على تايوان للقبول بسيادتها عليها، لكن تايبيه تعد بالدفاع عن حرية البلاد، وتقول إن "شعب تايوان فقط هو مَنْ يمكنه تقرير مستقبله".

وتعيش تايوان تحت التهديد المستمر بغزو من الصين، التي تعد الجزيرة جزءًا من أراضيها، يجب أن يعود إليها، وبالقوة إذا لزم الأمر.

وتساءلت مجلة فورين بوليسي الأمريكية، عن إمكانية اقتحام الصين لتايوان، خلال الأشهر المقبلة، مشيرة إلى أن بكين تواصل إرسال الطائرات الحربية، التي تحلق فوق المنطقة العازلة بالجزيرة، في إشارة إلى القيادة التايوانية، وإلى تلك الموجودة في البر الرئيس، بأنها مازالت تستطيع تهديد الجزيرة من وقت إلى آخر.

وقالت المجلة في تقرير: رغم أن الأسبوع الماضي، كان عطلة وطنية في الصين، فإن القوات الجوية التابعة لها، لم تحصل على راحة، إذ أنه منذ الجمعة الماضي، سجل أرقامًا قياسية جديدة في عمليات التطفل على منطقة تحديد الدفاع الجوي التايوانية (ADIZ) ، حيث دخلت 56 طائرة الركن الجنوبي الغربي للمنطقة، الاثنين الماضي.

وأشارت "فورين بوليسي" إلى أن الرحلات الجوية تضمنت مجموعة من القاذفات الثقيلة، ترافقها 30 طائرة مقاتلة أو أكثر -التشكيل نفسه الذي يتوقعه المرء أثناء هجوم حقيقي- حسب وصف المجلة.

 

الاقتحام الأكبر

وأوضحت "فورين بوليسي" أن سِرب الطائرات التي توغلت داخل حدود تايوان، كان الأكبر منذ أن بدأت الجزيرة تتبع مناورات الصين في منطقة ADIZ العام الماضي، مشيرة إلى أن هذه المنطقة في تايوان، ليست مجالها الجوي، لكنها المنطقة العازلة المحيطة بها، وهي منطقة تحتفظ بها العديد من البلدان، في حال وجود مواقف متوترة، لكن ليس له قوة في القانون الدولي.

ووفقًا لـ "فورين بوليسي"، فإن الصين نفَّذت عمليات جوية، بالقرب من حافة المجال الجوي الفِعلي لتايوان، ما عدته "فورين بوليسي" (فتوة استفزازية)، مشيرة إلى أنه رغم أن ADIZ التايوانية تستوعب جزءًا صغيرًا من البر الرئيس، فإنها لا تبلغ بأن الرحلات الجوية هناك تدخلات.

ورأت "فورين بوليسي" أن هذه التدخلات تخدم أغراضًا عدة لبكين، بدءًا من إظهار القوة القسرية، إلى إجهاد الطيارين التايوانيين الذين يتعين عليهم التدافع للرد.

 

أسباب الاقتحام

وعن أسباب الاقتحام، قالت "فورين بوليسي": هناك سببان محتملان للاقتحامات الأخيرة.

أولاً: قدَّمت دول أخرى مؤخرًا دعمًا أكبر لتايوان، سواء بشكل غير مباشر، كما هو الحال مع صفقة الغواصات بين الولايات المتحدة وأستراليا والمملكة المتحدة، أو بشكل مباشر، كما كان مع ليتوانيا التي ترحب بسفارة تايوانية بحُكم الأمر الواقع في فيلنيوس.

وأشارت المجلة، إلى أن المسؤولين الصينيين يتابعون أي شيء يتعلق بتايوان بقلق شديد، ويركزون على ما قد يبدو إشارات صغيرة لأي تضامن دولي خارجي، مثل الرياضيين الذين دعموا نظراءهم التايوانيين، بعد حظر عملهم في حدث غوص دولي الأسبوع الماضي.

لكن من المحتمل أن تكون عمليات الاقتحام، محاولة لتذكير القيادة التايوانية والجمهور، بأن هذه التحركات لها تكلفة، حسب وصف المجلة.

الحماية السياسية

ثانيًا -تضيف المجلة- تعد المناورات شكلاً من أشكال الحماية السياسية للصين، مشيرة إلى أن السياسة الداخلية الصينية، أصبحت على نحو متزايد مصابة بجنون العظمة من الناحية الأيديولوجية، ومن ثم فإن المسؤولين يرون أن أي اعتراف بتايوان كدولة مستقلة، يعرِّضهم للخطر الداخلي.

وأوضحت "فورين بوليسي" أن الجيش الصيني ليس محصَّنًا ضد هذا الضغط، ومن ثم فإن تطفله على ADIZ يظهر مدى ولائه للحزب الشيوعي الحاكم، لذلك اختار التوقيت المناسب لهذه الطلعات الجوية، وهو وقت الاحتفال بالأسبوع الذهبي، الذي يحيي ذكرى تأسيس جمهورية الصين الشعبية.

وبينت "فورين بوليسي" أن الولايات المتحدة تحاول تخفيف حدة التوترات، لكن من الصعب السير بين الردع وعدم التضارب، لذلك عقد مستشار الأمن القومي الأمريكي جيك سوليفان اجتماعًا مع الدبلوماسي الصيني رفيع المستوى يانغ جيتشي في سويسرا الأسبوع  الماضي، كمحاولة لتخفيف حدة التوتر بين البلدين من جهة، وبين الصين وتايوان من جهة أخرى.

ونوهت المجلة، إلى أن واشنطن أصدرت تحذيرات حادة لبكين، التي ربما كانت سبب عدم حدوث تدخل كبير لجزيرة تايوان، إذ حاول الرئيس الأمريكي جو بايدن المساهمة في الأمر، وأعلن بعد مكالمة هاتفية مع الرئيس الصيني شي جين بينغ، أن الجانبين اتفقا على "الالتزام باتفاقية تايوان".

 

احتمالات الغزو الصيني

وفي ما يخص المواجهات الأمريكية الصينية، بشأن الأزمة التايوانية، قالت "فورين بوليسي": رغم أن الصين تسيء كثيرًا إلى موقف الولايات المتحدة، فإن واشنطن لم تعترف بادعاءات بكين بالسيادة على تايوان.

وأضافت: "في بيئة أقل سخونة من الناحية السياسية، فإن لغة بايدن غير الدقيقة ستكون أقل أهمية بكثير، وبينما تركز الصين على هذه التفاصيل الصغيرة، عندما يتعلق الأمر بتايوان، فإنها قد تستغل الزلة اللفظية وتسيء تفسيرها على أنها علامة على سياسة الولايات المتحدة المتغيرة، أو تصورها على أنها اتفاق أمريكي مع المواقف الصينية".

وعن احتمالات الغزو الصيني لتايوان، استبعدت "فورين بوليسي" أن يحدث أي غزو صيني لتايوان قريبًا، مشددة على أنه -إن حدث- ستكون مخاطرة كبيرة في نظام يتجنَّب المخاطرة، لكن مع تعثر الاقتصاد الصيني، ستبدو القومية أكثر جاذبية لإبقاء الجمهور في الصدارة.

وأشارت المجلة، إلى أن هناك فرصة أكبر بكثير لأزمة خطيرة بخلاف الحرب، سواء كانت الصين تجمع قوات على نطاق الغزو في مكان قريب، لاختبار رد فعل الولايات المتحدة، أو الاضطراب المتعمد للحياة اليومية في تايوان، مثل قطع كابلات الإنترنت.