سوناك بدلًا من تراس... هل يستقر صاحب الأصول الهندية على رئاسة وزراء بريطانيا؟
بعد إعلان بيني موردانت، انسحابها من سباق زعامة حزب المحافظين في بريطانيا، خلت الساحة لريشي سوناك، والذي أصبح بالتالي الزعيم الجديد للحزب ورئيس الوزراء المقبل.

السياق
بريطانيا على موعد مع ثالث رئيس للحكومة في أقل من عام، بعد استقالة تقدمت بها ليز تراس، إثر تحديات اقتصادية سقطت في تجاوزها، وبخلاف عدم وجود شعبية مرضية لمساندتها، كان حزب المحافظين أول من حاصر رئيسته ودفعها نحو الاستقالة، لتكسر الرقم القياسي كأقصر فترة لاعتلاء هذا المنصب في تاريخ البلاد.
أما وزير الخزانة السابق ريشي سوناك ورئيس الوزراء الجديد فتفرد هو الآخر بكونه أول شخص من أصول مهاجرة يشغل هذا المنصب.
كان سوناك صاحب الأصول الهندية المرشح المفضل لخلافة بوريس جونسون رئيسًا للوزراء، بعد استقالة الأخير في يوليو الماضي.
لكنه فشل حينها في إقناع أعضاء حزب المحافظين، الذين صوتوا لليز تراس وزيرة الخارجية وقته،ا لتخلف جونسون في داونينغ ستريت في سبتمبر ولأيام معدودة فقط.
وزير الخزانة السابق عاد للترشح لخلافة تراس، إثر استقالتها بعد أن ابتعد بوريس جونسون عن محاولته العودة إلى منصبه.
شغل سوناك منصب رئيس الوزراء بعد انسحاب منافسته المتبقية، بيني موردونت، من سباق زعامة الحزب، التي عجزت عن تأمين الأصوات المئة اللازمة لدعم ترشيحها من قِبل زملائها النواب، بينما انتخب هو رئيسًا له وأعلنت موردونت تقديم دعمها له.
من هو سوناك؟
فور ترشحه لمنصب رئيس الوزراء أصبح اسم سوناك محل اهتمام العديد من الصحف، بحكم أصوله، وطريقة تدرجه في السلم الوظيفي بالمملكة المتحدة حتى إطلاق حملته للدخول إلى "10 داوننغ ستريت".
وتؤكد التقارير، أن المرشح الأبرز لتولي رئاسة الوزراء الذي ولد في عام 1980 في ساوثهامبتون، هو ابن لعائلة هندية من أصل بنجابي، أبوه طبيب وأمه صيدلانية قدما إلى المملكة المتحدة في ستينيات القرن الماضي بعد أن عاشا سنوات طويلة في شرق أفريقيا. التحق سوناك في السلك التعليمي منذ نعومة أظافره ودرس الاقتصاد والسياسة في جامعة أوكسفورد، ونال لاحقاً درجة الماجستير في إدارة الأعمال من جامعة ستانفورد في ولاية كاليفورنيا الأمريكية.
ازداد ريشي سوناك شهرة وغنى بعد زواجه من ابنة الثري الهندي نارايانا مورثي. وتعد أكشاتا مورتي الآن من أغنياء سيدات المملكة المتحدة، وتدور حولها شكوك عديدة بعد تقارير عن تهرب ضريبي أجرته بالتعاون مع زوجها. ويملك الزوجان ثروة هائلة بلغت قيمتها في 2022 قرابة 730 مليون جنيه إسترليني.
اكستب سوناك خبرة طويلة في المجال المالي، بفضل عمله محللاً في بنك غولدمان ساكس في الفترة ما بين 2001 و2004، ثمّ عمل في صناديق التحوّط. وانتخب لاحقاً نائباً محافظاً في البرلمان البريطاني عن ريتشموند في يوركشاير في 2015. وفي عهد تيريزا ماي عُين الخبير المالي وزيراً صغيراً في الحكومة المحلية. ويعد سوناك واحداً من المدافعين عن خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي. وأطلق حينها سوناك حملة حماسية تدعم مغادرة الاتحاد الأوروبي، وقال لصحيفة "يوركشاير بوست"، إنه يعتقد أن ذلك سيجعل بريطانيا "أكثر حرية وعدلاً وازدهاراً".
وعزز موقفه الداعم لمغادرة الاتحاد الأوروبي، بالقول، إن الأعمال في المملكة المتحدة "خُنقت" بسبب الروتين الممل في سياسات بروكسل، لكنه كان متفائلاً بإمكانية الاتفاق على صفقة تجارة حرة مع الاتحاد الأوروبي بعد خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي.
وبعد استقالة حكومة تيريزا ماي في 2019 نتيجة فشلها في تنفيذ نتيجة استفتاء 2016 للخروج من الاتحاد الأوروبي. أصبح سوناك مؤيداً لحملة بوريس جونسون لزعامة حزب المحافظين، وأصبح جونسون رئيساً للوزراء في يوليو (تموز) 2019، وعين سوناك سكرتيراً رئيسياً لوزارة المال. وفي 2020 تولى سوناك وزارة المال بعد استقالة ساجد جاويد في فبراير (شباط) 2020.