تحركات موسكو توحي بحرب غير تقليدية.. كيف ستغزو روسيا أوكرانيا؟
وصفت واشنطن بوست الحرب التي تخطط لها روسيا في أوكرانيا -في حال حدوثها- أنها ستكون غير تقليدية، ونقلت عن مسئولين أوكرانيين مخاوفهم من تطور الأمور سريعًا، مع بدء المناورات العسكرية الروسية البيلاروسية.

ترجمات السياق
تطورات الأوضاع على الحدود الروسية الأوكرانية تتسارع، وتتزايد معها خشية الدول الغربية من غزو وشيك يجتاح حليفتهم السوفيتية السابقة "كييف".
آخر تلك التطورات، سلَّطت عليها الضوء صحيفة واشنطن بوست الأمريكية، حيث بدأت موسكو تدريبات عسكرية تستمر 10 أيام مع حليفتها الوثيقة مينسك، بينما يخشى مسؤولون غربيون أن تكون هذه التدريبات مجرد غطاء لهجمات تشنها روسيا على أوكرانيا.
مرمى البوارج الروسية
وأشارت الصحيفة إلى أن التعثر الدبلوماسي الأخير بشأن منع غزو روسيا لأوكرانيا، صاحبته مغادرة كبار القادة العسكريين الروس إلى بيلاروسيا لحضور المناورات، بعد فشل المفاوضين الذين يمثلون روسيا وأوكرانيا وفرنسا وألمانيا، خلال اجتماعهم في برلين، في التوصل إلى اتفاق بعد تسع ساعات من المناقشات الساعية إلى حل للصراع، في منطقة دونباس شرقي أوكرانيا.
وأوضحت "واشنطن بوست" أن المناورات تتضمن آلاف الجنود وأنظمة عسكرية متطورة، بينها نظام الدفاع الصاروخي الروسي أرض جو، إس 400، وأنظمة الدفاع الجوي "بانتسير"، وطائرات سوخوي 35 المقاتلة، وفي الوقت نفسه فإن البوارج البحرية الروسية أبحرت تجاه البحر الأسود، لإجراء تدريبات، حيث أصبحت على مقربة من السواحل الجنوبية الأوكرانية.
ولفتت الصحيفة إلى أن هذه المناورات البحرية واسعة النطاق، ستجعل ممرات الشحن الدولية "شبه مستحيلة" للإبحار.
كما نشرت وزارة الدفاع الروسية فيديو لمجموعة سفن حربية روسية، تدخل ميناء سيفاستوبول في شبه جزيرة القرم، بعد مناورات أجرتها في البحرين الأسود والمتوسط.
وذكرت الوزارة أن المجموعة تضم سفن الإنزال "كوروليوف" و"كالينينغراد" و"مينسك" و"غيورغي بوبيدونوسيتس" و"أولينيغورسكي غورنياك" وغيرها.
وأكدت "واشنطن بوست" أن بعض العتاد والسفن، شارك في الغزو الروسي لجورجيا عام 2008.
أمريكا متهمة
وشهد مبنى الأمم المتحدة بنيويورك، اشتباكـًا بين واشنطن وبكين، حيث اتهم دبلوماسي صيني كبير الولايات المتحدة بـ "تصعيد التوتر.
ومن نيويورك إلى موسكو حيث قال وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف، إن اجتماعه مع وزيرة الخارجية البريطانية ليز تروس، كان مثل "أصم يتحدث إلى مكفوفين".
بوتين يرفض
رأت "واشنطن بوست" أن أكثر ما زاد مخاوف الغرب من عملية عسكرية روسية في أوكرانيا، تصريحات الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، التي أوضح فيها أنه لم يستسلم للمسار الدبلوماسي، وسيرسل قريبًا ردًا مكتوبًا على مقترحات وقف التصعيد من الناتو وواشنطن، موضحاً: "الولايات المتحدة وحلف الناتو تجاهلا مباعث القلق التي عبَّرت عنها روسي،ا ضمن مقترحاتها بشأن الضمانات الأمنية".
واعتبر بوتين أن المزاعم عن "التصرفات العدوانية" لروسيا غير منطقية، لأن الناتو اقترب من الحدود الروسية وليس العكس، وأضاف: "الحديث عن الناتو كحلف دفاعي، تشهد عليه أفعاله في أفغانستان والعراق ويوغسلافيا وليبيا".
في السياق ذاته -حسب "واشنطن بوست"- فإن روسيا طالبت الغرب مرارًا بالتعهد بعدم ضم أوكرانيا إلى حلف الناتو، مشيرة إلى أنه رغم أن الجانبين يجريان المفاوضات في ذلك، فإنها من دون جدوى.
سندافع عن بلادنا
ووصفت "واشنطن بوست" الحرب التي تخطط لها روسيا في أوكرانيا -في حال حدوثها- أنها ستكون غير تقليدية، ونقلت عن مسئولين أوكرانيين مخاوفهم من تطور الأمور سريعًا، مع بدء المناورات العسكرية الروسية البيلاروسية.
إلى ذلك قال وزير الدفاع الأوكراني أوليكسي ريزنيكوف: "حشد القوات عند الحدود، وسيلة ضغط نفسي من جيراننا... لدينا ما يكفي من القوات للدفاع بشرف عن بلدنا".
وأضاف: "هذه الإجراءات تشكل تهديدًا لسيادة أوكرانيا"، مشيرًا إلى أن المناورات البحرية الروسية البيلاروسية، أغلقت الممرات البحرية بالمنطقة، خصوصًا في بحر آزوف.
حرب الميلشيات
ونقلت "واشنطن بوست" عن مسؤولين في موسكو ومينسك، تأكيدهم أن القوات الروسية ستنسحب بعد تلك التدريبات، لكن مسؤولي الأمن الأمريكيين والأوروبيين يشككون في ذلك، حيث تعد تلك التدريبات العسكرية الأكبر على الإطلاق لروسيا في بيلاروسيا.
وأشارت الصحيفة، إلى أن تلك التدريبات تشمل عمليات الكشف عن كمائن العبوات الناسفة، وتكتيكات المجموعات الصغيرة، في ما يبدو أنه استعداد لمعارك المدن، ولحرب غير تقليدية ضد الميليشيات والمتطوعين، كما أجرت القوات الروسية أيضًا تدريبات على تدمير مواقع القيادة بقاذفات صواريخ اسكندر البالستية.
بريطانيون في كييف
وبينّت "واشنطن بوست" أن هذه التطورات تأتي وسط مخاوف من أن التدريبات الروسية البيلاروسية، يمكن أن توفر بيئة خطرة مع نشر الجيوش الغربية لقواتها أقصى الشرق، في إشارة إلى وصول طائرة للقوات الجوية الملكية البريطانية تحمل 350 جنديًا الخميس، إلى العاصمة البولندية وارسو، في خطوة أعقبت إرسال لندن صواريخ مضادة للدبابات إلى أوكرانيا، للمساعدة في تعزيز دفاعاتها.
وينضم الجنود الـ350 إلى 150 آخرين نُشروا ببولندا في ديسمبر على حدود بيلاروسيا و150 جنديًا يسهمون في تعزيز الوجود المتقدم لحلف شمال الأطلسي.
ستنهار في 5 أيام
ودفعت عمليات الانتشار العسكري لموسكو، بعض الدول التي يعدها بوتين جزءًا من دائرة نفوذ روسيا نحو الغرب، إذ قال رئيس ليتوانيا إن بلاده -المطلة على بحر البلطيق- ستطلب من واشنطن نشر قوات هناك بشكل دائم للمساعدة في تعزيز الأمن، كما تنقل الولايات المتحدة بعض القوات من ألمانيا إلى رومانيا، لدعم الجناح الشرقي لحلف شمال الأطلسي.
وأكدت الصحيفة الأمريكية أن "الشكوك" دفعت الدول الغربية إلى تكثيف وجودها العسكري في المنطقة، حتى في الوقت الذي تسعى فيه إلى حل دبلوماسي مع روسيا للأزمة الأوكرانية، حيث أكد تقييم عسكري واستخباراتي أمريكي، أن الحرب قد تتسبب في انهيار الحكومة الأوكرانية في غضون أيام، وتقتل أو تصيب ما يصل إلى 50 ألف مدني، وتشرد 5 ملايين شخص.
وأمام توقع حدوث أزمة إنسانية وأزمة لاجئين -في حال نشوب الحرب- قالت إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن، إنها تستعد لخطط القوات الأمريكية، للمساعدة في إجلاء الأمريكيين، بمجرد عبورهم إلى بولندا، في حال وقوع هجوم روسي.