حدادة مصر... من هي السيدة التي غير لقاء تلفزيوني للرئيس السيسي حياتها؟

استضاف التلفزيون المصري، حدادة مصر في محادثة هاتفية على الهواء مباشرة، شرحت فيها ظروف حياتها، وكيف أصبحت أول سيدة في محافظة الدقهلية شمالي القاهرة تعمل في مهنة الحدادة.

حدادة مصر... من هي السيدة التي غير لقاء تلفزيوني للرئيس السيسي حياتها؟

السياق

مهنة شاقة، عرفت طريقها منذ الأزل إلى الرجال، إلا أن النساء سبرن أغوارها، في محاولة منهن للتغلب على ضيق ذات اليد، ومساعدة أسرهن في حياة كريمة.

بوسي سعد أو «حدادة مصر» كما اشتهرت، كانت بين أولئك النساء، إلا أن قصتها شهدت تغييرًا جذريًا، بعد أن لفتت أنظار الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، الذي قرر تحقيق مطالبها.

فمن تصريح «أنا تحت أمرك» من الرئيس المصري إلى الدموع التي انهمرت من عينيها، من المفاجأة التي لم تكن تحلم بها، أصبحت قصة «حدادة مصر» حديث الشارع المحلي، ووسائل التواصل الاجتماعي في مصر.

 

بداية القصة

استضاف التلفزيون المصري، «حدادة مصر» في محادثة هاتفية على الهواء مباشرة، شرحت فيها ظروف حياتها، وكيف أصبحت أول سيدة في محافظة الدقهلية (شمالي القاهرة) تعمل في مهنة الحدادة.

السيدة قالت إنها تعلَّمت مهنة الحدادة منذ نعومة أظفارها، وحاول الأقارب إثناءها عنها خوفًا عليها، إلا أنها أحبت المهنة التي ورثتها أبًا عن جد، قائلة: «وقفت أمام النار كثيرًا منذ أن كنت في السابعة من عمري، وتعلَّمتها بشكل مميز من والدي، الذي ساعدني كثيرًا».

وتابعت حدادة مصر: «والدي -رحمة الله عليه- كان يحمل مسؤولية كبيرة، أطلقوا عليه أبو البنات لأنه أنجب 11 بنتًا، ومعظمنا كان يريد أن يساعده، لنكون العكاز الذي يستند إليه، ويقف وسط الجميع مرفوع الرأس».

 

صعوبات المهنة

وأشارت إلى أنها كانت تتمنى أن تكمل تعليمها كباقى زميلاتها، لكنها عندما وجدت والدها بحاجة إلى مَنْ يساعده ويعينه على الحياة ومهنة الحدادة، فضَّلت العمل بجانبه، تاركة تعليمها.

وأكدت أنها ستعوِّض ما افتقدته فى طفولتها من حلم التعليم في أبنائها، وستكافح حتى يكملوا تعليمهم، ويتفوقوا في مهنة الحدادة، ليكملوا المسيرة من بعدها.

«حدادة مصر»، قالت إنها لا تزال تحتفظ بالآلات والماكينات التي عمل عليها والدها، مفضِّلة العمل عليها من دون استحداثها بالآلات المتطورة، مشيرة إلى أن الحدادة مهنة صعبة، تحتاج إلى قوة لطرق الحديد وتشكيله وتطويعه، في درجة حرارة عالية جدًا، ما قد يعرِّضها لمخاطر أثناء عملها.

وأوضحت بوسي، أن كل ما تتمناه شقة صغيرة تجمعها بأبنائها الأربعة، وورشة خاصة لتعمل فيها، حيث إنها العائل الوحيد لأبنائها.

 

السيسي يتفاعل

تصريحات وقصة «حدادة مصر» تفاعل معها الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، لتفاجأ بوسي، بتواصله معها على الهواء مباشرة، معبِّـرًا لها عن فخره بها، وبقصتها.

وقال الرئيس السيسي: "الصورة الي في التليفزيون نموذج ومثل نفتخر ونفخر به كلنا، فعلًا المرأة المصرية عظيمة ومخلصة وشريفة، وشقيانة على أهلها وناسها، ربنا يكرمك، لو عاوزه حاجة قوليلي ومتتكسفيش".

وتعهد الرئيس المصري، بمساعدة السيدة في مهمتها الثقيلة، قائلًا: «البيت والمكان اللي تشتغلي فيه، أنا تحت أمرك في كل حاجة(..) ربنا يعينك على المهمة التي تقومين بها، أنتِ تؤدي مهمة عظيمة، وأنا تشرفت أني أكلمك وأنا تحت أمرك».

ووعد الرئيسي السيسي، «حدادة مصر» بتوفير العمل لأشقائها، كما أمر بمنح شقة لها وورشة للحدادة لتعمل فيها.

لم تمض ساعات على تصريحات الرئيس المصري، حتى أعلنت «حدادة مصر»، أن عدداً من المسؤولين في محافظة الدقهلية، ذهبوا إليها الخميس، وحصلوا على بياناتها وقرروا تدبير منزل لها ولأولادها، وصرف معاش شهري مدى الحياة لها، كونها عائلة لأبنائها.

 

حدادة مصر تعلِّق

وعن تفاعل الرئيس السيسي معها، قالت «حدادة مصر»، إنها لم تتخيل أبدًا ما حدث معها، مشيرة إلى أنها فوجئت بمكالمة الرئيس وسرعة الرد... «فعيناي لم تذوقا النوم منذ مكالمة الرئيس السيسي، كأني في حلم، لم أكن أتوقع أن يتصل بي رئيس الجمهورية بنفسه ويثني على عملي ويدعمني».

وبكت بوسي من شدة فرحتها، قائلة إن «الرئيس السيسي أنصفني وجبر بخاطري وخاطر أولادي»، إلا أنها أكدت أن «أحلامها صغيرة، وحياتها صعبة فعلاً ومسؤولياتها كبيرة».

وقالت «حدادة مصر»، التي تعول 4 أبناء وتمارس مهنتها في الشوارع لعدم امتلاكها ورشة، إن الرئيس السيسي وعدها بورشة مغلقة ستتولى المحافظة تجهيزها خلال الأيام المقبلة.

قصة بوسي، تفاعل معها رواد مواقع التواصل الاجتماعي، مؤكدين أنها نموذج فريد ويستحق الدعم والتشجيع.

وبينما أشاد فريق من رواد مواقع التواصل الاجتماعي، بتلبية الرئيس المصري أمنيات «حدادة مصر»، طالب آخرون بتسليط الضوء على تلك النماذج المكافحة، لما له من آثار إيجابية في المجتمع.

 

ليست الأولى

وسائل إعلام محلية، كانت سلَّطت الضوء، على سيدة تمتهن الحدادة، داخل إحدى الورش بمنطقة المتنزة، شرق الإسكندرية، شمالي القاهرة.

وقالت مها صبري، حدادة الإسكندرية، إنها تعمل في هذه المهنة منذ 16 عامًا، مشيرة إلى أن الظرف اضطرتها للعمل مع زوجها لتساعده في الورشة، توفيرًا لنفقات استئجار أحد العمال، إلا أنها تعلَّمت المهنة وعشقتها.

وعن الصعوبات التي تواجهها، قالت: «إن العمل في مهنة الحدادة صعب، وخطر، خاصة استخدام الصاروخ واللحام»، مشيرة، إلى أنه حال حدوث كسر أسطوانة الأكسجين، من الممكن أن تحدث عاهة مستديمة لمَنْ يقف بجوارها.