بعد أن ضيقت عليه تركيا الخناق... إعلام الإخوان يلفظ أنفاسه الأخيرة

برنامج رؤية الموقوف، كان يقدِّمه الإخواني حسام الغمري، عبر فضائية الشرق، وفي آخر حلقاته انتقد السلطات المصرية، ما أجبر تركيا على توجيه طلب رسمي للمسؤولين عن الفضائية، بوقف ومنع ظهور الغمري

بعد أن ضيقت عليه تركيا الخناق... إعلام الإخوان يلفظ أنفاسه الأخيرة
مذيعو الإخوان

السياق

نزولًا لرغبة القاهرة، والشروط التي حددتها لإتمام عودة العلاقات مع تركيا، أوقف أنقرة برنامجًا تلفزيونيًا ومنعت ظهور مذيعين إخوانيين، دأبا على انتقاد السُّلطات المصرية ومسؤوليها، بما يخالف التعليمات الأخيرة، التي فرضتها الحكومة التركية على المنصات الإعلامية الإخوانية، التي تبث من أراضيها.  

"كلامي بيزعلهم"...!

برنامج "رؤية" الموقوف، كان يقدِّمه الإخواني حسام الغمري، عبر فضائية الشرق، وفي آخر حلقاته انتقد السُّلطات المصرية، ما أجبر تركيا على توجيه طلب رسمي للمسؤولين عن الفضائية، بوقف ومنع ظهور الغمري، وإلزامه بعدم تقديم أي محتوى إعلامي على منصات وحسابات التواصل الاجتماعي.

كما مُنع من الظهور -في القناة ذاتها- الإعلامي والمذيع الإخواني هيثم أبو خليل.

وكتب أبو خليل منشورًا على حسابه الشخصي في "تويتر" اعتراضًا وتهكمًا على القرار التركي قائلًا: "إذا كان الله معنا... فمن علينا؟! تم إبلاغي بعدم الظهور على قناة الشرق مرة أخرى، لأن كلامي بيزعلهم! صباح الفل... على حقوق الإنسان وعلى الرأي والرأي الآخر".

قيد الإقامة الجبرية

كانت تركيا، قد قررت في مارس الماضي، منع أنشطة جماعة الإخوان سياسيًا وإعلاميًا من أراضيها.

وعليه منعت برامج 4 من مذيعي الإخوان هم: معتز مطر ومحمد ناصر وحمزة زوبع وهشام عبد الله.

يـأتي ذلك ضمن خطوات أنقرة، لمحاولتها استئناف اتصالاتها الدبلوماسية مع القاهرة، وإعادة العلاقات السياسية بينهما.

كان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، أعلن أن البلدين أجريا اتصالات "استخباراتية ودبلوماسية واقتصادية"، مضيفًا أنه يأمل بعلاقات "قوية" بين البلدين.

واستأنفت مصر وتركيا مطلع سبتمبر الجاري، الجولة الثانية من المباحثات الاستكشافية، التي تجرى بين البلدين منذ مايو الماضي، بعد أن توقَّفت أشهرًا، بسبب خلافات على ملفات استراتيجية.

عُقدت المحادثات في أنقرة على مدى يومين، بقيادة نائبي وزيري خارجية البلدين، وعقب الاجتماع، قالت تركيا ومصر إن البلدين اتفقا على مواصلة المحادثات.

وكشفت مصادر مقيمة بتركيا لـ "السياق"، أن السُّلطات التركية تضع 20 من قيادات الصفين الأول والثاني بتنظيم الإخوان، المتهمين في قضية اغتيال النائب العام المصري السابق المستشار هشام بركات، تحت الإقامة الجبرية منذ يناير 2021، أي مع بداية التحرك التركي نحو الجانب المصري، لعودة العلاقات الدبلوماسية.

إخوان "المحاضن التربوية"

وذكرت المصادر المقرَّبة من تنظيم الإخوان، أن معظم هؤلاء المتهمين، طلبة سابقون، لافتة إلى أن القيادات الكبرى، المطلوبة على ذمة القضية نفسها، تنعم بحياتها بشكل عادي.

ويعيش الـ 20 إخوانيًا المتهمون في قضية النائب العام المصري، داخل "محاضن تربوية"، وهى أسر أو تجمعات صغيرة لتدريس الفِكر الإخواني"، يرعاها ويموِّلها يحيى موسى، مؤسس حركة حسم الإرهابية، المتهم الرئيس من القضاء المصري، بتأسيس الذراع المسلَّحة لتنظيم الإخوان، والتخطيط لاغتيال النائب العام هشام بركات.

وفي محاولة للنجاة بأنفسهم، ذكرت المصادر لـ "السياق" أن قيادات الصف الأول، المسؤولة عن إدارة التنظيم، أبلغت السُّلطات التركية -في رسائل خاصة- تبرؤها من يحيى موسى ومجموعته، وهم بذلك يرفعون أيديهم عن حمايتهم، في إشارة إلى تصرف الجانب التركي معهم كيفما يشاء، مقابل عدم تصنيفهم كإرهابيين في أوروبا.

 الاختبار الحقيقي

ترى القاهرة، أن تسليم يحيى موسى، مؤسس حركة حسم الإخوانية الإرهابية، المتهم الرئيس في التخطيط لاغتيال النائب العام المصري هشام بركات، الاختبار الحقيقي لجدية الجانب التركي في تحسين العلاقات، حسب مصادر تحدَّثت لـ "السياق".

وذكرت المصادر أن أبرز المطلوبين الآخرين من الجانب المصري: تامر جمال، واليوتيوبر عبدالله الشريف، المتهمان بالتحريض ضد النظام المصري، كما يلاحقهما الإنتربول، إلا أنهما يقيمان في دولة قطر وليس في تركيا.

يأتى ذلك تزامنًا مع الجولة الثانية، من المشاورات الاستكشافية بين مصر وتركيا، التي عُقدت في أنقرة على مدى يومين، مطلع سبتمبر الحالي، وفيها اتفق الطرفان على مواصلة المشاورات، وتأكيد رغبتهما في تحقيق تقدُّم بالموضوعات محل النقاش، والحاجة إلى اتخاذ خطوات إضافية، لتيسير تطبيع العلاقات.