كاتبة أمريكية: المجزرة المقبلة ستكون بين طالبان وخصومها الجهاديين
من المرجَّح أن توفِّر طالبان ملاذاً للجماعات الإرهابية المناهضة للهند، مثل عسكر طيبة وجيش محمد، كما أن هناك مخاوف من أن تستخدم هذه الجماعات أفغانستان، كقاعدة لشن هجماتها في كشمير كما فعلت في التسعينيات

ترجمات-السياق
قالت الكاتبة الأمريكية روث بولارد: إن الهجوم المميت، الذي وقع بالقرب من مطار كابل الدولي، مجرَّد مقدِّمة لمواجهات أكثر دموية، بالنظر لتعزيز قدرة الجماعات الإرهابية، بما في ذلك الجماعات التابعة لتنظيم داعش، على إلهام وتجنيد أنصار، على خلفية نجاح حركة طالبان، في الاستيلاء على السُّلطة.
وأضافت الكاتبة، في مقال بشبكة بلومبرج الإخبارية، أن المجتمع الجهادي العالمي، كانت له ردود فِعل متباينة لسيطرة طالبان على السلطة في أفغانستان، إذ بدا تنظيم القاعدة مليئاً بالحماس، معلناً عن عهد جديد منتصر من الحُكم الإسلامي الذي يثبت أن الجهاد، وليس "لعبة الديمقراطية"، هو السبيل للوصول إلى السُّلطة، بينما وصفت هيئة تحرير الشام، الفصيل المهيمن في المناطق التي يسيطر عليها المتمرِّدون في محافظة إدلب السورية، انتصار طالبان بأنه مثال للصمود في وجه الاحتلال الأجنبي.
ونقلت الكاتبة، عن الخبير الجهادي، الزميل في مركز السياسة العالمية ومقره واشنطن، أيمن جواد التميمي، قوله في مدونته: "جادل تنظيم داعش، بأن ما فعلته طالبان لم يكن غزواً بقدر ما كان استيلاءً على السُّلطة، بالتنسيق مع الولايات المتحدة، واعتبر التنظيم أن مساره هو الأفضل، لأنه يرى أن دعم الإسلام لا يمر عبر فنادق قطر ولا سفارات روسيا والصين وإيران".
وأشارت بولارد، إلى أنه من المتوقَّع أن تواجه طالبان بعض المشكلات، قائلة إنها تحاول بالفِعل، لكنها لم تنجح بشكل كبير حتى الآن، أن تلعب على الجانبين، وذلك في محاولة للحصول على دعم المجتمع الدولي، من خلال وعود بنسخة أكثر اعتدالاً، ببث لقطات لتلميذات يتم إدخالهن الفصول الدراسية، بينما يحتجز جنودها المدجَّجون بالسلاح النشطاء الحقوقيين، ويضربون الصحفيين في الشوارع.
وتابعت: "الآن وقع هجوم على إحدى بوابات مطار كابل، حيث كان يحتشد الآلاف من الذين يأملون العبور إلى بر الأمان، وفي الفترة التي سبقت تفجيرات الخميس، التي قُتل فيها ما لا يقل عن 60 أفغانياً و13 جندياً أمريكياً، أشارت تصريحات من الولايات المتحدة والمملكة المتحدة، إلى أن التهديد يأتي من تنظيم داعش في خراسان، وهي جماعة تابعة للتنظيم، الذي اجتاح أجزاء كبيرة من سوريا والعراق، عامي 2014 و2015 لإقامة الخلافة، ويبدو من الواضح أن التنظيم لم يتمكن من تفويت الفرصة، للقضاء على أهدافه المتمثلة في المدنيين والقوات الأجنبية ومقاتلي طالبان".
من جانبه، قال الرئيس الأمريكي جو بايدن، إنه يتحمَّل المسؤولية عن "كل ما حدث مؤخراً" في أفغانستان، لكنه لم يتراجع عن قراره بسحب القوات الأمريكية بحلول 31 أغسطس، وقال: "إلى أولئك الذين نفَّذوا هذا الهجوم، وكذلك لمَنْ يتمنى أن تتضرَّر أمريكا، اعلموا أننا لن نسامح ولن ننسى، وسنطاردكم ونجعلكم تدفعون الثمن".
ولفتت الكاتبة، إلى أن تنظيم داعش خراسان، تأسس شرقي أفغانستان عام 2015، وكان ينظر إلى طالبان على أنها عدو له، كما اشتبكت الجماعتان مراراً وتكراراً على مر السنين.
وبينما تتطلع طالبان إلى الداخل، حيث تركز طموحاتها على كابل، فإن "داعش خراسان" لديه أحلام عابرة للحدود، ويستقطب أنصاره الجدد من صفوف طالبان، الذين رفضوا عملية السلام التي تقودها الولايات المتحدة، وشن هجمات كبيرة على العاصمة، بما في ذلك التفجيرات المتتالية عام 2018 التي أودت بحياة 29 شخصاً، بينهم تسعة صحفيين، في ما وصفته بأنه "أعنف هجوم" على وسائل الإعلام الأفغانية منذ عام 2001، كما قتل العشرات العام الماضي، في حصار استمر 20 ساعة في أحد السجون شرقي البلاد، عندما حاول مسلَّحو التنظيم تحرير المئات من أعضائهم، وفقاً لبولارد.
وذكرت بولارد أنه خلال الأشهر الأربعة الأولى من عام 2021، سجَّلت بعثة الأمم المتحدة للمساعدة في أفغانستان 77 هجوماً أعلن "داعش خراسان" مسؤوليته عنها أو نُسبوا إليه، قائلة إن أهداف التنظيم تتمثَّل في الأقلية الشيعية المسلمة والنِّساء والبنية التحتية للبلاد.
وأضافت الكاتبة: في حال تقاتلت هاتان المجموعتان، فإن الضحايا سيكونون، كما هو الحال دائماً، من المدنيين، مشيرة إلى أن هؤلاء المدنيين تحمَّلوا وطأة حُكم طالبان الوحشي، من عام 1996 إلى عام 2001 ثم غزو القوات الأمريكية وحلف شمال الأطلسي، بضرباتهم الجوية وهجماتهم البرية، ثم عودة الهجمات الانتحارية التي تلت ذلك.
ووفقاً لمشروع تكاليف الحرب التابع لجامعة براون، قُتل أكثر من 47 ألف مدني أفغاني في الصراع، ما يقرب من 1700 منهم في الأشهر الستة الأولى من هذا العام، بينما قُتل نحو 66 ألف جندي وشرطي.
وتابعت: "كما ستكون هناك تداعيات على باكستان وآسيا الوسطى والصين والهند، فمن المرجَّح أن توفِّر طالبان ملاذاً للجماعات الإرهابية المناهضة للهند، مثل عسكر طيبة وجيش محمد، كما أن هناك مخاوف من أن تستخدم هذه الجماعات أفغانستان، كقاعدة لشن هجماتها في كشمير كما فعلت في التسعينيات".
ورأت بولارد، أن ما يؤدي إلى صب الزيت على النار، هو ذلك الاعتقاد السائد بشكل متزايد، خاصة بين أولئك الذين يميلون إلى الجهاد والعنف، لكنهم لم يصلوا إليه، أن السياسة والديمقراطية، وشكل الدول القومية الذي حدَّده الغرب، أمور لا تصلح للتطبيق، ونقلت عن كبيرة المحللين ورئيسة برنامج الممثِّلين غير الحكوميين في معهد نيولاينز بواشنطن، رشا العقيدي، قولها إن "هؤلاء يرون في طالبان نموذجاً وبديلاً، وهذه مشكلة".
وأضافت العقيدي: "ستساعد تصرفات داعش حُكام كابل الجدد، لأنها ستعزِّز وضع طالبان، باعتبارها أهون الشرَّين".
ورأت بولارد، أنه إذا كان هناك أي شيء يرمز إلى فشل المهمة الأمريكية في أفغانستان، فسيكون الاعتقاد بأن حركة مثل طالبان، أهون الشرَّين.