بعد إطاحة خان... البرلمان الباكستاني يستعد لانتخاب رئيس جديد

قال أحد السياسيين: يريد عمران خان أن يتذكره الباكستانيون لوقوفه في وجه أمريكا، حتى على حساب خسارة السلطة في النهاية.

بعد إطاحة خان... البرلمان الباكستاني يستعد لانتخاب رئيس جديد
شهباز شريف

ترجمات - السياق

يستعد البرلمان الباكستاني –الاثنين- لانتخاب رئيس وزراء جديد، عقب التصويت لصالح حجب الثقة عن رئيس الوزراء السابق عمران خان، ومن المرجح أن يخلف خان شهباز شريف، رئيس حزب الرابطة المسلمة، الشقيق الأصغر لرئيس الوزراء السابق نواز شريف، الذي تولى المنصب ثلاث مرات.

وقالت صحيفة فايننشال تايمز، إن هذه الخطوة سترسم خطاً بعد أسابيع من عدم اليقين السياسي، الذي غذى خفض قيمة الروبية، وجر سوق الأسهم في البلاد إلى أسفل، وأجبر البنك المركزي على رفع أسعار الفائدة.

وقال خان، لاعب الكريكت الباكستاني السابق، الذي كان رئيسًا للوزراء منذ عام 2018، إنه قبل نتيجة التصويت على سحب الثقة في الساعات الأولى من الأحد، لكنه دعا أنصاره إلى الاحتجاج السلمي، على ما وصفه بأنه انقلاب مدبر من الخارج. 

 

استقرار باكستان

من المتوقع أن يقبل نواب المعارضة، الذين يتمتعون الآن بالأغلبية في البرلمان، ترشيح شريف لأعلى منصب في الدولة المسلحة نوويًا، في تصويت برلماني أعلنه رئيس البرلمان أياز صادق الأحد.

 شريف هو رئيس الوزراء السابق في ولاية البنجاب، أكبر أقاليم باكستان من حيث عدد السكان، وشقيق رئيس الوزراء السابق نواز شريف، الذي حكُم عليه بالسجن سبع سنوات، بتهم فساد يزعم أنها ذات دوافع سياسية. 

وقال شريف: "سنجلب الاستقرار لباكستان، لن يكون هناك انتقام من أحد". ومن المحتمل أن يظل شريف في السلطة حتى تتوجه باكستان إلى صناديق الاقتراع مرة أخرى في أغسطس 2023.

وقبل دخوله عالم السياسة، اشتهر خان بأنه رجل اجتماعي ورياضي، لكنه غيَّـر صورته، ورحب بانتصار طالبان في أفغانستان العام الماضي، وانضم إلى نمط إسلامي محافظ. 

كان خان قد وعد بتغيير سياسات السلالات الحاكمة في باكستان، ممثلة بعائلات مثل بوتو وشريف، وتعهد بمحاربة الفساد وإصلاح الدولة.

لكن استجابته الضعيفة للتضخم السريع -في الأشهر الأخيرة- أشعلت استياء الرأي العام، مما وصفه منتقدوه بسوء إدارة اقتصادية.

ووحدت أحزاب المعارضة المنقسمة ذات يوم قواها، للتحريض على التصويت بسحب الثقة وإزالة الأغلبية البرلمانية الضئيلة لخان، وهي سلسلة من الأحداث أصر خان -من دون دليل- على أنها تحريض ومؤامرة أجنبية.

 

أسباب سقوط خان

رغم عدم استكمال أي رئيس وزراء باكستاني ولايته، التي مدتها خمس سنوات، فإن خان سيكون أول من يعزله البرلمان في تصويت بحجب الثقة.

وسيرث شريف برنامج قرض من صندوق النقد الدولي بـ 6 مليارات دولار، تضمن إجراءات غير شعبية مثل رفع أسعار الخدمات.

وقد أدى ارتفاع معدل التضخم بسرعة، مدفوعًا جزئيًا بتداعيات أسعار السلع الأساسية المتصاعدة، إلى تحذيرات من الاضطرابات.

 وقالت مليحة لودي، السفيرة السابقة في الولايات المتحدة، التي أصبحت معلّقة سياسية: "الكبرياء والحكم غير المنتظم وسوء الإدارة الاقتصادية وعدم التسامح مع المعارضة، من العوامل التي أسهمت في سقوط خان".

 وقبل إطاحة خان، كانت هناك تقارير تفيد بأن الجيش الباكستاني القوي، سحب دعمه لرئيس الوزراء. وزعمت المعارضة بعد انتخابه عام 2018 أن الجيش لعب دورًا حاسمًا في ضمان فوزه، بما في ذلك التأثير في السياسيين البارزين لدعمه، ونفى كبار ضباط الجيش هذه المزاعم.

وحكم الجيش باكستان ما يقرب من نصف الـ 75 عامًا من وجودها، منذ أن حصلت على استقلالها من الحكم البريطاني.

 وقالت لودي: "المرحلة الانتقالية المقبلة حافلة بالتحديات، لاسيما إدارة اقتصاد مثقل بالديون ومتضخم، والطريق إلى الأمام يتسم بعدم اليقين، لكن الخبر السار أن الدستور انتصر وتعززت الديمقراطية".

 وحذر قادة الأعمال من أن الحكومة الجديدة ستواجه تحديات صعبة، مثل الغضب من ارتفاع أسعار الوقود والكهرباء.

 الشهر الماضي، تحت ضغط متزايد من المعارضين السياسيين، أعلن خان دعمًا لتعريفات الوقود والكهرباء، في محاولة لكسب التأييد الشعبي.

بدوره، قال رئيس شركة رائدة في كراتشي، المدينة الساحلية بجنوبي باكستان: "هذا ليس الوقت المناسب لأية قيادة جديدة لتولي مسؤولية باكستان".

 

انتخابات مبكرة

إلى ذلك قال أحد كبار قادة المعارضة لصحيفة فاينانشيال تايمز إن شريف قد يعلن عن انتخابات برلمانية قبل نهاية هذا العام "لتجنُّب الذهاب إلى الانتخابات عام 2023 عندما تجعل الاتجاهات الاقتصادية حكومته غير شعبية".

في الأسابيع الماضية، ادعى خان مرارًا وتكرارًا أنه كان ضحية مؤامرة أمريكية لإطاحته، بعد رحلته إلى موسكو للقاء الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، في اليوم الذي بدأت فيه روسيا غزوها لأوكرانيا،  ونفى مسؤولون أمريكيون هذا الادعاء.

وقال سياسيون مقربون من خان، إنه يعتزم إثارة القضية بمسيرات في الأيام المقبلة لحشد الدعم.

وقال أحد السياسيين: "يريد عمران خان أن يتذكره الباكستانيون لوقوفه في وجه أمريكا، حتى على حساب خسارة السلطة في النهاية".