ابتزاز ومحاولة إنقاذ.. ما مصير الحوار الوطني في لبنان؟
المهندس جاد دميان، منسق منطقة طرابلس، عضو المجلس المركزي في حزب القوات اللبنانية يقول للسياق: الحوار لزوم ما لا يلزم، ومن يريد مناقشة الأمور الخلافية والوصول إلى الحلول، عليه أن يقدم على هذه الخطوة، في أول عهده وليس في الأشهر الأخيرة من حُكمه

السياق
في ظل استمرار الأزمة السياسية والاقتصادية في لبنان، والدبلوماسية مع دول الخليج، أطلق الرئيس ميشال عون، دعوة لعقد مؤتمر للحوار الوطني بين القوى السياسية، لكن عددًا من الأحزاب السياسية، على رأسها تيار المستقبل والقوات اللبنانية، اعتذر عن عدم المشاركة في الحوار، الأمر الذي يجعل مصيره مجهولًا.
كان الرئيس اللبناني، قد دعا إلى حوار وطني طارئ، لبحث 3 قضايا هي: اللامركزية الإدارية والمالية الموسّعة، واستراتيجية البلاد الدفاعية، ومخططات التعافي الاقتصادي.
بيد أن هذه الدعوة، لقيت رفضًا من معظم الأحزاب والقوى اللبنانية، ورأتها مناورة من عون وصهره جبران باسيل، لإعادة تموضع تيارهما في الانتخابات المقبلة، التي يتوقع أن تطيحهم خارج ترتيبات العملية السياسية المقبلة.
ابتزاز ومقايضة
المهندس جاد دميان، منسق منطقة طرابلس، عضو المجلس المركزي في حزب القوات اللبنانية يقول لـ"السياق": "الحوار لزوم ما لا يلزم، ومن يريد مناقشة الأمور الخلافية والوصول إلى الحلول، عليه أن يقدم على هذه الخطوة، في أول عهده وليس في الأشهر الأخيرة من حُكمه".
ويرى القيادي في حزب القوات اللبنانية، أن هذه الدعوة تتزامن مع نهاية ولاية المجلس النيابي، وبذلك لن تكون هناك هيئة قادرة على ترجمة الحلول في التشريع أو في التنفيذ من خلال الحكومة".
واعتبر المهندس دميان، أن "المرحلة المقبلة مرحلة انتخابات، والكتل النيابية الجديدة هي المسؤولة عن مناقشة الأزمات والبحث عن الحلول".
وشدد على أن الرئيس ميشال عون "يحاول مرة جديدة ابتزاز حزب الله، لمقايضة الاستحقاقات المقبلة، مقابل الإبقاء على تغطيته للسلاح غير المشروع".
إهدار وقت
كان زعيم تيار المستقبل، رئيس الوزراء اللبناني السابق سعد الحريري، أعلن رفضه المشاركة في الحوار الذي دعا إليه عون.
وقال الحريري عبر "تويتر"، إنه أبلغ "الرئيس عون اعتذاره عن عدم المشاركة"، ولفت إلى أن "أي حوار على هذا المستوى يجب أن يحصل بعد الانتخابات النيابية".
فتحي محمود، عضو المجلس المصري للشؤون الخارجية، يرى في تصريحات لـ"السياق"، أن "دعوة الرئيس اللبناني ميشال عون للحوار الوطني، محاولة لتضييع الوقت، بعد فشله في حل الأزمات المتتابعة التي تواجه لبنان وتهدد بانهياره".
وأكد أن "الانقسام الحاد الذى يواجه القوى السياسية والطائفية، سواء على المستوى العام بين حزب الله وحلفائه من جانب، ومعظم الشعب اللبناني الذى يرفض هيمنة إيران على مقدراته من جانب آخر، أو على مستوى الخلافات التي تضرب بين الحليفين حزب الله والتيار الوطني الحر صهر عون".
حوار بلا جدوى
عضو المجلس المصري للشؤون الخارجية، المختص بالشأن اللبناني، أكد أن "هناك قوى عدة لا تنوى حضور هذا الاجتماع، منها حزب القوات اللبنانية بزعامة سمير جعجع، وتيار المستقبل بزعامة سعد الحريري، وبذلك فإن الحوار من دونهما لن يكون ذا جدوى".
وفي ما يتعلق بمضمون الحوار، يرى أن "أسباب الأزمة اللبنانية غير مطروحة على طاولة الحوار، فهو لا يستطيع مناقشة ملف سلاح حزب الله وسيطرته ومن خلفه إيران على مقدرات لبنان، واستمرار الحزب في تهديد الأمن القومي لدول عربية عدة، ولا يستطيع هذا الحوار التطرق إلى عمليات الفساد وتهريب الأموال التي فاقمت الأزمات الاقتصادية والمعيشية للبنان".
و"رغم الصفقة الجزئية التي جرت بين عون ونبيه برى، التي تضمنت موافقة الأول على فتح دورة استثنائية لمجلس النواب اللبناني، مقابل سماح برى لوزرائه بحضور اجتماع مجلس النواب لإكمال النصاب اللازم للموافقة على الموازنة، فإن هذا الاتفاق لا يتطرق للأزمات الاساسية والحرب الباردة، بين رئيس الجمهورية ورئيس مجلس النواب"، بحسب فتحي محمود.
وكان الخلافات على طريقة إجراء الانتخابات النيابية المقبلة، فجرت صراعًا بين الحليفين التيار الوطني وحزب الله.
كان شربل عيد القيادي بحزب القوات اللبنانية رئيس جهاز التنشئة السياسية بالحزب، أكد أن "حوار الناس الوحيد معكم هو في صناديق الاقتراع، ليقولوا لكم كلمة واحدة "وداعاً"!.
واستنكر عبر "تويتر" الدعوة لهذا الحوار، قائلًا: "حوار مع من؟ مع من أفسد ونهب وهجّر وفجّر؟ أو مع من استباح الدولة وسيادتها لمصالح خارجيّة وجرّ علينا كل الويلات؟ حوار مع من؟ مع من لم يلتزم مرة واحدة بأي بند من مقررات أي حوار؟!".
كما انتقد البطريرك الماروني بشارة الراعي، دعوة عون للحوار الوطني وملفاته خصوصًا "مسألة اللامركزية"، مشيرًا إلى أنها محاولة لتقنين التشرذم وتفكيك الدولة اللبنانية.