باتت على شفا حرب أهلية.. أزمة إثيوبيا تلوح في الأفق منذ أشهر

هناك فرصة حقيقية لأن تستولي الجبهة الشعبية لتحرير تيجراي على السلطة، كما فعلت في عام 1991، أو على الأقل أن تدفع ثاني أكبر دولة من حيث عدد السكان في إفريقيا والتي يبلغ عدد سكانها 115 مليون نسمة، نحو الحرب الأهلية الشاملة

باتت على شفا حرب أهلية.. أزمة إثيوبيا تلوح في الأفق منذ أشهر

ترجمات-السياق

منذ أشهر، كانت هناك تحذيرات من الكارثة، التي قد تحل بإثيوبيا، إذا لم يتمكن رئيس الوزراء آبي أحمد من المصالحة مع خصومه في تيغراي المتمردة، كما أنه على مدى أشهر أيضاً، لم تتمكن الضغوط الخارجية والإغراءات والعقوبات -الموجَّهة من الولايات المتحدة- من وقف تصعيد الصراع، ما جعل هذه الكارثة المتوقَّعة حقيقة.

وقالت صحيفة واشنطن بوست الأمريكية، إن الجبهة الشعبية لتحرير تيغراي، التي تتمركز في إقليم شمالي يبلغ عدد سكانه 6 ملايين، تصدت بشكل فعال للهجوم الذي شنَّته قوات آبي أحمد، كما أنها تتجه نحو العاصمة أديس أبابا، بالتحالف مع جيوش أخرى مرتبطة بمجموعات عِرقية متعددة في البلاد.

 

استيلاء على السلطة

 

ورأت الصحيفة، أن هناك فرصة لأن تستولي الجبهة الشعبية لتحرير تيغراي على السلطة، كما فعلت عام 1991، أو على الأقل أن تدفع ثاني أكبر دولة، من حيث عدد السكان في إفريقيا، إذ يبلغ عدد سكانها 115 مليون نسمة، نحو الحرب الأهلية الشاملة.

ولفتت الصحيفة، إلى أن رد فعل آبي أحمد تمثَّل في حثِّ سكان أديس أبابا، بعبارات لاذعة، على حمل السلاح، إذ قال: "سندفن هذا العدو بدمائنا وعظامنا ونجعل مجد إثيوبيا عالياً مرة أخرى"، معتبرة أن الأمر الأكثر إثارة للقلق، هو التقارير التي تفيد بأن أتباع رئيس الوزراء ينتشرون في جميع المناطق السكنية في أديس أبابا، ويقبضون على المتمردين التيغراي الذين يعيشون في المدينة، مستغلين حالة الطوارئ المعلنة حديثاً.

وقالت الصحيفة: رغم الانتهاك الجسيم لحقوق الإنسان، فإن هذا السلوك يتوافق مع نهج آبي أحمد إزاء الصراع، الذي كان يتعامل معه باعتباره حرباً ضد جميع سكان إقليم تيغراي، من هنا جاءت سياسته المتمثلة في رفض وصول المساعدات الإنسانية إلى ملايين المدنيين الذين يتضورون جوعاً هناك، حسب الصحيفة.

 

السعي إلى الحوار

ترى "واشنطن بوست" أن أيدي الجبهة الشعبية لتحرير تيغراي ليست نظيفة في هذه الحرب، إذ بدأت أعمالها القمعية أثناء وجودها في السلطة، قبل انتخاب آبي أحمد عام 2018، الحدث الذي أثار الآمال في تغيير ديمقراطي في البلاد.

وأضافت: "قبل عام، بسبب غضبها من إعلان آبي أحمد تأجيل الانتخابات، بسبب تفشي وباء كورونا، استفزت الجبهة الشعبية لتحرير تيغراي حكومته، من خلال الاعتداء على القواعد العسكرية التابعة للحكومة في تيغراي، كما ارتكبت القوات التابعة للجبهة الجزء الخاص بها هي الأخرى من الفظائع في الهجوم المضاد الحالي".

ووفقاً للصحيفة، كان ينبغي على آبي أحمد أن يسعى إلى الحوار بداية هذا الصراع، وهو الشيء الذي قد يتوقَّعه المرء من رجل فاز بجائزة نوبل للسلام عام 2019، صحيح أنه تم الاحتفاء برئيس الوزراء الإثيوبيي لإنهائه حرب بلاده الطويلة مع إريتريا المجاورة، لكن تلك الاتفاقية اتخذت جانباً مختلفاً إلى حد ما في ضوء الأحداث اللاحقة، لا سيما من خلال تشكيل تحالف عسكري بين الحكومة الإثيوبية وإريتريا ضد تيغراي.

 

دولة فاشلة

بالنسبة للولايات المتحدة، فإن الحرب التي تلوح في الأفق في إثيوبيا تثير احتمال وجود دولة فاشلة، مكان الدولة التي كانت ذات يوم حليفة لها، في جهودها لمحاربة الإرهاب في القرن الإفريقي، وقد ردت إدارة الرئيس جو بايدن على الأحداث الأخيرة في أديس أبابا، من خلال التهديد بالحد من وصول الصادرات الإثيوبية إلى الأسواق الأمريكية، بموجب قانون النمو والفرص في إفريقيا، من 1 يناير المقبل، وفقًا للصحيفة.

وذكرت "واشنطن بوست" هذه التهديدات أن ربما تؤثر في آبي أحمد، رغم عدم تأثير أي إجراء أمريكي آخر عليه قبل ذلك، مطالبة بضرورة أن يكون هناك شيء يجعله وبقية قادة إثيوبيا المتحاربين، يغيِّـرون مسارهم، وإلا فإنه سيكون هناك حمام دم، يبتلع هذا البلد الذي طالت معاناته، حسب الصحيفة.