مقتل جندي إيرلندي في لبنان... ما علاقة حزب الله بالحادثة؟
قال رئيس الوزراء الإيرلندي مايكل مارتن: نحن مصدومون جميعاً وحزناء للغاية لفقدان أحد جنودنا من قوات حفظ السلام لحياته في لبنان.

السياق
أعلنت قوات الدفاع الإيرلندية قتل جندي إيرلندي، من قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة جنوبي لبنان "يونيفيل"، وإصابة ثلاثة أحدهم في حالة خطرة، إثر تعرض قافلة من مركبتين مدرعتين فيهما 8 جنود لإطلاق نيران من أسلحة خفيفة، خلال توجههم للعاصمة بيروت.
وأوضحت -خلال بيانها- خضوع الجندي المصاب بحالة خطرة لعملية جراحية، بينما يتلقى الجنديان الآخران العلاج من إصابات خفيفة.
وأعلنت قوات الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان "يونيفيل" فتح تحقيق في قتل الجندي الإيرلندي بالتنسيق مع الجيش اللبناني، مشيرة إلى أن التفاصيل المتاحة عن الحادث -حتى اللحظة- قليلة ومتضاربة، وأن الحادث وقع خارج منطقة عمليات "يونيفيل" جنوبي لبنان.
تفاصيل الحادث
ووفقًا لإذاعة صوت لبنان، فإن أهالي منطقة العاقبية اعترضوا دورية لقوات "يونيفيل" ما أثار أزمة بين الطرفين سُمعت إثرها أصوات إطلاق نيران، استهدف مركبة دورية قوات حفظ السلام، أنثاء محاولتها الانسحاب، ما أدى إلى انقلابها.
رواية إذاعة صوت لبنان تتفق مع ما أوردته وكالة الصحافة الفرنسية، على لسان مصورها، الذي أوضح أن الحادث وقع على طريق يربط مدينة صور بصيدا جنوبي لبنان، وأنه شاهد مركبة "يونيفيل" منحرفة عن مسارها، ودخلت متجراً على الطريق، قبل رفعها.
وتحدث شهود عيان، للوكالة الفرنسية، عن اعتراض عدد من السكان المركبة، لدى عبورها الطريق بشكل غير اعتيادي، وعند محاولة سائقها المغادرة كاد أن يدهس أحد المعترضين، ما أدى إلى حالة من التوتر، قبل أن تنحرف عن مسارها، بينما ذكر شهود آخرون سماع دوي طلقات نارية في المكان.
وحضرت دوريات لقيادة "يونيفيل" والكتيبة الإيرلندية والجيش اللبناني، الذي فرض طوقاً أمنياً في المكان، ومنع الصحفيين من التصوير، بينما أخذت وحدات للجيش اللبناني كاميرات المراقبة المثبتة في المكان.
اتهامات لحزب الله
31 أغسطس الماضي، جدد مجلس الأمن تفويض وجود قوات يونيفيل بلبنان عامًا، مع تعديل أن تحركاتها لا تحتاج إلى إذن أو التنسيق مع أي جهة، عكس ما كان يحدث منذ وجودها بلبنان عام 1978، ما أثار حفيظة حزب الله، الذي حذر أمينه العام -بخطاب ألقاه في 17 سبتمبر الماضي- "يونيفيل" من أنهم "إذا أرادوا أن يتصرفوا بعيداً عن الدولة وعن الجيش اللبناني، المعني بالحركة في الجنوب، فإنهم يدفعون الأمور إلى مكان ليس لمصلحتهم".
تصريحات حزب الله السابقة، أثارت العديد من التساؤلات عن مدى ضلوعه في الحادث، إلا أن مسؤول وحدة التنسيق والارتباط في الحزب، وفيق صفا قال لوكالة رويترز: "نتقدم بالتعزية لقوات يونيفيل لسقوط قتيل"، متمنياً الشفاء للجرحى "في الحادث غير المقصود الذي وقع بين أهالي بلدة العاقبية وأفراد من الكتيبة الإيرلندية"، داعيًا إلى عدم إقحام حزب الله في الحادثة.
تعزية رسمية وصدمة
أما من الناحية الرسمية، فأعرب رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي، عن أسفه لسقوط قتيل من قوات يونيفيل، مشدّدًا على ضرورة إجراء السلطات المعنية التحقيقات اللازمة، لكشف ملابسات الحادث وتحاشي تكراره".
وبعث ميقاتي برقية تعزية، إلى رئيس إيرلندا مايكل دانيال هيغينز والأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش.
على الجانب الآخر قال رئيس الوزراء الإيرلندي مايكل مارتن لصحفيين، لدى وصوله إلى قمة الاتحاد الأوروبي في بروكسل: "نحن مصدومون جميعاً وحزناء للغاية لفقدان أحد جنودنا من قوات حفظ السلام لحياته في لبنان"، مشيراً إلى عملهم "في بيئات معادية أحياناً وخطرة للغاية".
وأضاف: "ربما يكون من الحكمة أن ننتظر تحقيقاً وتحليلاً لما حدث".
ووصف وزير الخارجية والدفاع في الحكومة الإيرلندية سايمون كونفني، قتل جندي من الكتيبة الإيرلندية وإصابة آخرين بالحادثة الخطيرة.
وقال الرئيس الإيرلندي مايكل دي هيجينز في بيان: «نحن، كشعب، فخورون جداً بسجلنا المتواصل في حفظ السلام مع الأمم المتحدة. ومع ذلك، يجب ألا ننسى مخاطر هذا العمل».
وتُعدّ هذه الحادثة الأبرز جنوبي لبنان خلال السنوات الأخيرة، وتأتي في خضم أزمتين سياسية واقتصادية يشهدهما لبنان، الذي فشل برلمانه -الخميس- للمرة العاشرة على التوالي، في انتخاب رئيس للبلاد.