رغم انتهاكات المليشيا... مبادرة سعودية لنقل الأسرى الحوثيين إلى اليمن

أعلن التحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن، أن 3 مراحل لنقل الأسرى الحوثيين جواً إلى صنعاء وعدن ستكتمل اليوم الجمعة.

رغم انتهاكات المليشيا... مبادرة سعودية لنقل الأسرى الحوثيين إلى اليمن

السياق

رغم استمرار الخروق الحوثية للهدنة الأممية، فإن يد التحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن، ما زالت ممدودة بالسلام، لانتشال البلد الآسيوي من أزمته الإنسانية، وإفشال المشروع الإيراني في المنطقة.

وتبذل المملكة العربية السعودية جهودًا مضنية، لمساعدة اليمن في العودة إلى الحضن العربي والخليجي، رغم محاولات مليشيات الحوثي، للتحايل والانقلاب على الشرعية وقرارات الأمم المتحدة، التي أبدت موافقتها عليها.

إلى ذلك، أعلن التحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن، أن 3 مراحل لنقل الأسرى الحوثيين جواً إلى صنعاء وعدن ستكتمل اليوم الجمعة، مؤكدًا مغادرة أولى طائرات نقل الأسرى إلى اليمن، ضمن المبادرة السعودية الإنسانية.

وأوضح التحالف، في بيان، أن طائرة للصليب الأحمر تحمل 40 أسيرًا حوثيًا وصلت إلى العاصمة المؤقتة عدن، مشيرًا إلى أن عدد الأسرى المفرج عنهم 163، بينهم 108 أشخاص سيصلون إلى مطار عدن تباعًا.

وكشف التحالف، عن وجود مقاتلين أجانب بصفوف الحوثيين ضمن الأسرى يجري تسليمهم لسفارات بلدانهم.

موقف صادق

من جانبه، قال المحلل السياسي السعودي سليمان العقيلي، إن إعلان التحالف مبادرة نقل الأسرى، يعد موقفًا صادقًا من المملكة العربية السعودية، لأن هؤلاء الأسرى اشتبكوا مع القوات العسكرية السعودية المرابطة على الحدود، لزعزعة الأمن الوطني السعودي.

وأوضح المحلل السياسي، في تصريحات لقناة الإخبارية السعودية، أن المملكة -عبر التحالف- تقوم ببادرة حسن نية، لبناء الثقة في البيئة السياسية الجديدة، التي نتج عنها التوصل لوقف إطلاق النار، وتشكيل القيادة السياسية الجديدة في اليمن.

وأشار إلى أن مبادرة المملكة تساعد في بناء بيئة سياسية يدخل فيها الجميع، من أجل حوار سياسي للتوصل لتسوية سياسية بين أطراف الصراع في اليمن.

وأكد المحلل السياسي السعودي، أن التحالف أوفى بوعده خلال أيام قليلة، وأثبت مصداقيته ومصداقية المملكة العربية السعودية قائدة التحالف، مشيرًا إلى أن هذه الخطوة أثبتت حرص القيادة السياسية والعسكرية السعودية على تعزيز الجوانب الإنسانية والسياسية في اليمن.

 

مبادرة إنسانية

كان المتحدث الرسمي باسم تحالف دعم الشرعية في اليمن، العميد الركن تركي المالكي، أعلن في إبريل الماضي، أن قيادة القوات المشتركة للتحالف ستطلق سراح 163 من أسرى الحوثيين، الذين شاركوا بالعمليات القتالية ضد المملكة، كمبادرة إنسانية امتداداً للمبادرات الإنسانية السابقة.

وأكد التحالف، في بيانه الصادر في ذلك الوقت، أن مبادرته تأتي دعماً للجهود والمساعي لإنهاء الأزمة اليمنية وإحلال السلام وجهود الأمم المتحدة، لتثبيت الهدنة الحالية وتهيئة أجواء الحوار بين الأطراف اليمنية، ولتسهيل إنهاء ملف الأسرى والمحتجزين والشهداء، انسجاماً مع القيم الإسلامية والمبادئ الإنسانية والتقاليد العربية الأصيلة، وما نص عليه القانون الدولي الإنساني المتمثل في نصوص وأحكام اتفاقية جنيف الثالثة، المتوقف تنفيذه منذ عام 2018 باتفاقية ستوكهولم.

وأضاف أن قيادة القوات المشتركة للتحالف بدأت إنهاء إجراءات إطلاق سراح الأسرى الـ163، بالتنسيق مع اللجنة الدولية للصليب الأحمر لنقلهم إلى صنعاء، مشيرًا إلى أن ملف إنهاء تبادل الأسرى والشهداء محل اهتمام القيادة السياسية والعسكرية، التي تُؤكد التعامل بهذا الملف من منطلقات إنسانية، بعيدًا عن الحسابات أو المكاسب السياسية والعسكرية.

 

انتهاكات الحوثي

ورغم ذلك الموقف من التحالف والمملكة العربية السعودية، فإن مليشيات الحوثي، لم تنفك عن اختراق الهدنة الأممية التي أعلنت في أبريل الجاري، لإفشال جهود الأمم المتحدة والرياض، لإنهاء الأزمة اليمنية.

وقال الجيش اليمني، في بيان، إن قوات الجيش رصدت خلال 5 أيام (30 أبريل- 4 مايو الجاري) أكثر من 341 خرقاً للهدنة، ارتكبتها مليشيا الحوثي في مأرب، الجوف، صعدة، حجّة، أبين، الحديدة، تعز، والضالع.

وبحسب الجيش اليمني، فإن الخروق الحوثية توزعت خلال الأيام الخمسة الماضية كالتالي: 113 خرقاً في الجبهات المحيطة بمحافظة مأرب، و69 خرقاً في جبهات القتال غرب حجة، و65 خرقاً في جبهات محور تعز، و43 خرقاً في جبهات الجوف، و43 خرقاً في محوري البرح وحيس جنوب الحديدة (خلال يوم العيد فقط الاثنين 2 مايو)، و4 خروق في محور الضالع، و3 خروق شمال وغرب صعدة، وخرق واحد في محور أبين.

 

صواريخ حوثية

وأكد أن قواته رصدت إطلاق المليشيا الحوثية 8 صواريخ خلال يومين نحو مناطق يمنية وسعودية آهلة بالسكان وباتجاه مواقع عسكرية، منها 4 صواريخ بالستية و4 صواريخ كاتيوشا في تصعيد غير مسبوق منذ انطلاق الهدنة.

وأشار إلى أن الأحياء والقرى الآهلة بالسكان في محافظات تعز والحديدة، تعرضت خلال الأيام الخمسة الماضية، لاستهداف ممنهج بالقصف العشوائي من المليشيا الحوثية، بمختلف أنواع الأسلحة المتوسطة والثقيلة.

وأكد أن مليشيا الحوثي قصفت صباح الأربعاء الماضي، مبنى إدارة أمن تعز المجاور لكلية الآداب وحديقة جاردن سيتي، وكذا مبنى النادي الأهلي بقذائف الهاون في عمليتين منفصلتين، أدتا إلى إصابة 10 أشخاص من رجال الأمن والمدنيين، وألحقتا أضرارًا بالسيارات والمنازل، وبثّت الرعب والهلع بين الأطفال والأسر التي كانت تحتفل بعيد الفطر.