مثلث ملتهب... ماذا يحدث قرب الحدود السودانية الإثيوبية الإريترية؟

كشفت مصادر عسكرية سودانية، عن وجود حشود عسكرية لقوات إريترية، في منطقتي تسني وأم حجر، قرب المثلث الحدودي السوداني الإثيوبي والإريتري.

مثلث ملتهب... ماذا يحدث قرب الحدود السودانية الإثيوبية الإريترية؟

السياق

مثلث حدودي ملتهب، يضم السودان وإثيوبيا وإريتريا، ينذر بين الحين والآخر، باندلاع اشتباكات بين تلك البلدان، كان آخرها اليوم، بوجود تحشيدات عسكرية لقوات إريترية، في منطقتي تسني وأم حجر، في حادث يدق ناقوس الخطر، من إمكانية حدوث تحرشات بين قوات الجيران الثلاثة.

وكشفت مصادر عسكرية سودانية، في تصريحات صحفية اليوم، عن وجود حشود عسكرية لقوات إريترية، في منطقتي تسني وأم حجر، قرب المثلث الحدودي السوداني الإثيوبي والإريتري.

 

إغلاق المعبر الحدودي

تلك التحشيدات، تأتي بعد ساعات من إغلاق السُّـلطات السودانية، المعبر الحدودي الرابط بين الخرطوم وأديس أبابا، في أعقاب اقتياد مليشيا إثيوبية، قائد منطقة القلابات العسكرية، إلى وِجهة مجهولة.

لكن ما أسباب التحشيدات الأخيرة؟ ولِمَ اقتادت المليشيا الإثيوبية قائد منطقة القلابات العسكرية؟ وما حقيقة أنباء اختطاف مليشيا إثيوبية أطفالًا سودانيين؟ وإلى أين يصل ذلك النزاع؟

الأسباب التي أدت إلى التحشيدات الأخيرة بدأت قبل يومين، باختطاف مليشيات إثيوبية، ثلاثة صبية من المناطق الواقعة جنوب غرب بلدة القلابات السودانية بولاية القضارف، للمطالبة بفدية مالية مقابل إطلاق سراحهم.

 

اختطاف أطفال

وقالت صحيفة «سودان تريبون» المحلية، إن المليشيات الإثيوبية اقتادت الأطفال، الذين ينتمون إلى قبائل الفلاتة، وتتراوح أعمارهم بين 10 سنوات و15 سنة، أثناء رعيهم الأبقار قرب إقليم الأمهرا الإثيوبي المتاخم للسودان.

وفور انتشار أنباء اختطاف المليشيا الإثيوبية، الأطفال الثلاثة واقتيادهم إلى جِهة غير معلومة، مشَّطت قوات الجيش السوداني والاحتياطي المركزي -بقيادة النقيب بهاء الدين يوسف من حامية القلابات العسكرية- المنطقة، في محاولة العثور على الأطفال.

 

طلب فِدية

وأوضحت مصادر الصحيفة، أن التحركات العسكرية السودانية، كشفت عن وجود الأطفال المختطفين، في منطقة ثلاثة قطاطي برفقة مليشيا إثيوبية، تحاول الاتصال بذويهم، لطلب فدية مالية، نظير إطلاق سراحهم.

إلا أنه أثناء ملاحقة النقيب يوسف تلك المليشيات المسلَّحة، في محاولة لتحرير الأطفال الثلاثة، اختفى، من دون أن يُعثَـر له على أثر، بينما رجَّحت مصادر أن يكون مَنْ يلاحقهم، اختطفوه أو صفوه.

 

اختفاء النقيب

معلومات تواترات، لم يكشف عن مدى صحتها، إلا أن السُّـلطات السودانية أغلقت -فور اختفاء النقيب يوسف- المعبر الحدودي بمدينة القلابات السودانية.

وبعد إغلاق الحدود، أجرى الجيش السوداني عمليات تمشيط، داخل أراضيه، تمكَّـن خلالها من التصدي لمليشيا إثيوبية وقوات أخرى، ما أسفر عن مقتل أحد مقاتليه، خلال أحدث اشتباكات بين القوات السودانية ومسلحين إثيوبيين.

وقالت تقارير محلية، إن عمليات الجيش السوداني، كانت في مناطق أم دبلو وحسكنيت وخور سنط، بالقرب من جبل أبو رنقل بمحلية باسندة الحدودية بولاية القضارف، مشيرة إلى أن المليشيات الإثيوبية كانت مدجَّجة بالأسلحة الثقيلة.

 

تعزيزات عسكرية

تلك الاشتباكات، أدت إلى نشر أديس أبابا، تعزيزات عسكرية في إقليم الأمهرة، المحاذي لولاية القضارف، تجاه الأراضي السودانية الحدودية الزراعية، بالقرب من المشاريع الزراعية، لتمكين مزارعيها من زراعة الأراضي السودانية، بحسب «سودان تريبون».

في المقابل، دفع الجيش السوداني وقوات الاحتياط، تعزيزات مماثلة في مناطق كنينة وباسندة والقلابات، تحسبًا لأي احتمالات قد تحدث، نتيجة التعزيزات الإثيوبية.

 

انتشار الجيش الإثيوبي

وبحسب تقارير صحفية، فإن مدينة المتمة الإثيوبية، تشهد انتشاراً أمنياً كثيفاً للجيش الإثيوبي والشرطة، بالتزامن مع وصول وفد أمني وعسكري وسياسي رفيع من محافظة شهيدي، لبحث تداعيات الأوضاع الأمنية والتدخل لاحتواء الأزمة، بين أديس أبابا والخرطوم.

وأشارت إلى أن السُّـلطات الإثيوبية في إقليم أمهرة، دفعت صباح السبت، بتعزيزات عسكرية في ناقلات جند كبيرة مزوَّدة بأسلحة، وأغلقت المحال التجارية والمقاهي والفنادق.

 

تهدئة الأوضاع

وكان القادة العسكريون في السودان وإثيوبيا، اتفقوا في العشرين من يونيو الماضي، على تهدئة الأوضاع الأمنية على الشريط الحدودي، وترحيل خلافات الحدود، إلى القيادة السياسية للبلدين، إلا أن هجمات المليشيات الإثيوبية، المدعومة من القوات الرسمية على المزارعين السودانيين، تسبَّبت في انهيار هذا الاتفاق.

وكان الجيش السوداني قرَّر -في نوفمبر الماضي- إعادة الانتشار في مناطق واسعة محاذية لإثيوبيا، استولى عليها إثيوبيون، وطردوا منها المزارعين السودانيين.

 

المليشيات الإثيوبية

وقال مسؤولون عسكريون في السودان -في تصريحات صحفية- إن إعادة الانتشار نجحت في استعادة 95% من الأراضي السودانية، التي كانت بيد المليشيات الإثيوبية.

وبينما يتمسَّـك السودان، بضرورة تكثيف علامات الحدود بين البلدين، ووضعها بالمسافات المناسبة، لتوضيح مسار خط الحدود بناءً على الاتفاقيات الدولية 1902 والحدود عام 1902 والمذكرات المتبادلة لعام 1972، ترفض أديس أبابا ذلك.