بعد رفض الدبيبة تسليم السلطة.. هل نشهد حكومتين في ليبيا؟

من جانبه، قال المحلل السياسي الليبي أحمد المهدوي، في تصريحات للسياق، إنه لا يعتقد أن هناك أي اشتباكات مسلحة قد تحدث، لأن عبدالحميد الدبيبة لا يملك قوة عسكرية، يستطيع من خلالها مواجهة باشاغا.وأشار إلى أن باشاغا لديه كتائب من طرابلس ومصراتة مؤيدة له، مؤكدًا أن هبوط باشاغا في مطار معيتيقة، بعد عودته من طبرق خير إشارة على مدى قوة الرجل.

بعد رفض الدبيبة تسليم السلطة.. هل نشهد حكومتين في ليبيا؟
فتحي باشاغا رئيس الحكومة الليبية الجديدة

السياق

تطورات متسارعة، مرت بها ليبيا خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية، التي كانت حبلى بالكثير من الأحداث، التي ستغير شكل التحالفات المستقبلية في البلد الإفريقي، وتعيد ضبط الأمور أو تأزيمها، حسب ما ستسفر عنه.

بدأت التطورات الأخيرة في ليبيا، بإعلان البرلمان، مساء الخميس، تكليف وزير الداخلية السابق، المرشح الرئاسي فتحي باشاغا رئيسًا للحكومة الجديدة في ليبيا، التي ستقود المرحلة الانتقالية، حتى إجراء الانتخابات الرئاسية والبرلمانية.

وما إن أعلن البرلمان قراره بتكليف باشاغا، حتى انبرى رئيس الحكومة المنتهية ولايتها عبدالحميد الدبيبة، في إعلان رفضه لقرار مجلس النواب، مشيرًا إلى أن المجلس الرئاسي هو الذي يحق له تغيير حكومة الوحدة الوطنية، وفقـًا لخارطة الطريق في جنيف.

وقال عبدالحميد الدبيبة، عبر «تويتر»، إن رئيس مجلس النواب عقيلة صالح «ساومني» لبقائي في منصبي رئيس حكومة ستة أشهر أو سنة، مقابل انسحابي من الانتخابات المقبلة وتعهدي بعدم الترشح، على حد قوله.

وأوضح الدبيبة أن «رئيس مجلس النواب قاد حملة ضده، لأنه لديه مشكلة معه، منذ خسارة قائمته في ملتقى جنيف»، على حد وصفه، مشيرًا إلى أن «هذه محاولة جديدة لاقتحام العاصمة طرابلس بالقوة(..) ولن نسمح بجر البلاد إلى حرب جديدة».

مصير غامض

واختتم الدبيبة تغريداته قائلًا: «أهل طرابلس سيدافعون عن أنفسهم ضد أي اعتداء على مدينتهم»، في تصريحات كشفت عن مصير غامض ينتظر العاصمة الليبية طرابلس، التي شهدت ساعات حاسمة الليلة الماضية، في انتظار رئيس الحكومة الجديد فتحي باشاغا.

إلا أن باشاغا، قابل تصريحات الدبيبة، بإعلانه أن حكومته تفتح ذراعيها للجميع وبالجميع ومن دون استثناء، متوجهًا في كلمته خلال مؤتمر صحفي عقده فور وصوله مطار معيتيقة بالعاصمة طرابلس، بالشكر لحكومة الوحدة الوطنية برئاسة عبدالحميد الدبيبة، الذي قال إنه تحمَّل مسؤولياته في فترة صعبة.

وتابع رئيس الحكومة الجديد: هذه هي الديمقراطية التي تضمن التدوال السلمي للسلطة، وأنا على ثقة بأن الحكومة ستلتزم بهذه المبادئ الديمقراطية، مشيرًا إلى أنه سيتعاون مع مجلسي النواب والدولة، «فلا يمكن للحكومة أن تنجح من دون التعاون والعمل المشترك مع السلطة التشريعية».

تصريحات رئيس الحكومة الجديد، بثت الأمل قليلًا، في النفوس، إلا أن هناك شواهد كانت مثيرة للقلق، خاصة بعد استمرار تحركات أرتال الميليشيات المسلحة من غربي ليبيا إلى العاصمة طرابلس، مع تطويق ميليشيا تابعة لعبدالحميد الدبيبة مبنى رئاسة الوزراء بطريق السكة وسط العاصمة طرابلس.

وفي الجهة المقابلة، انتشرت آليات عسكرية تابعة لفتحي باشاغا أمام مطار معيتيقة، لاستقباله في مطار معيتيقة بالعاصمة طرابلس، في مشاهد كشفت عن سيناريوهات «مخيفة» قد تكون ليبيا مقبلة عليها.

إلى ذلك، يقول المحلل السياسي الليبي معتز بلعيد، في تصريحات لـ«السياق»: تصريحات الدبيبة الرافضة لتسليم السلطة، كانت متوقعة، نظرًا لتشبثه بكرسي رئاسة الحكومة وسوء علاقته بمجلس النواب، إضافة إلى تدخل قوى خارجية وداخلية لدعمه، ما يعطي مؤشرات بأن باشاغا سيواجه الكثير من المصاعب قبل بدء مهامه.

اشتباكات وتحديات

وعن احتمال نشوب اشتباكات مسلحة بين المليشيات الرافضة لتنحي الدبيبة والمؤيدة لذلك، قال المحلل الليبي، إن الاحتمال وارد بشكل كبير، إلا في حال تدخل حكماء ومشايخ مصراتة، لأن أصول الرجلين منها، إضافة إلى تهدئة من شخصيات وطنية وقوى دولية فاعلة، مشيرًا إلى أنه رغم ذلك، فإن العاصمة طرابلس وكل المدن الليبية، سيسودها قلق كبير بهذا الخصوص.

أما عن التحديات التي تواجه حكومة باشاغا، فقال المحلل الليبي إنها كثيرة خلفتها حكومات متعاقبة، أولها رأب الصدع بين الليبين، وتوحيد المؤسسات العسكرية والأمنية، وتفكيك المليشيات، إضافة إلى تخفيض قيمة صرف العملة الأجنبية وتوفير السيولة، ومشكلات الكهرباء والتعليم والصحة، مشيرًا إلى أن نجاح هذه الحكومة مرهون بالوفاق الحقيقي لرأب الصدع وتفكيك المليشيات.

اشتباكات مسلحة

من جانبه، قال المحلل السياسي الليبي أحمد المهدوي، في تصريحات لـ«السياق»، إنه لا يعتقد أن هناك أي اشتباكات مسلحة قد تحدث، لأن عبدالحميد الدبيبة لا يملك قوة عسكرية، يستطيع من خلالها مواجهة باشاغا.

وأشار إلى أن باشاغا لديه كتائب من طرابلس ومصراتة مؤيدة له، مؤكدًا أن هبوط باشاغا في مطار معيتيقة، بعد عودته من طبرق خير إشارة على مدى قوة الرجل.

وأكد أنه على  فتحي باشاغا إزالة حالة القوة القاهرة التي أعاقت إجراء الانتخابات، ومعالجة أزمه السيولة التي تعانيها البلاد منذ سنوات، وتوحيد المؤسسات الأمنية والعسكرية بمساعدة اللجنة العسكرية، مشيرًا إلى أن التحدي الأكبر هو حشد التأييد الدولي لحكومته، خصوصًا أن هناك مَنْ يدعم الدبيبة إلى الآن رئيسًا للحكومة.