مخاوف أمريكية من شن داعش خراسان والقاعدة هجمات ضد الغرب

وتساءلت المسؤولة الأمريكية: هل تصبح الهجمات أكثر تركيزًا على الغرب؟ وهل تصبح أكثر تركيزًا مما كانت عليه؟ بينما قال مسؤولون أمريكيون إن تنظيم داعش خراسان، استفاد من الطريقة التي سيطرت بها طالبان على أفغانستان، خاصة بعد أن أفرغت السجون وأطلقت سراح الآلاف من أنصار ومقاتلي تنظيم داعش.

 مخاوف أمريكية من شن داعش خراسان والقاعدة هجمات ضد الغرب
داعش خرسان

ترجمات - السياق

حذَّرت تقارير أمريكية، من شن تنظيمي «داعش» و«القاعدة» الإرهابيين، ضربات «إرهابية» ضد واشنطن والغرب، في أقرب وقت ممكن، بعد انسحاب الولايات المتحدة من أفغانستان.

وقال ثالث أعلى مسؤول في البنتاغون للمشرِّعين الأمريكيين، إن أحدث المعلومات الاستخباراتية، تشير إلى أن تنظيم داعش في خراسان، المعروف بـ «داعش خراسان»، يسير في مسار أسرع، لتجديد الضربات الخارجية، رغم أن نشطاء القاعدة «الإرهابيين» ليسوا بعيدين عن الركب، وفقًا لموقع "صوت أمريكا".

وقال وكيل وزارة الدفاع الأمريكية للسياسة، كولين كال، في شهادته أمام لجنة القوات المسلحة بمجلس الشيوخ: «إن القاعدة وداعش-خراسان لديهما النية للقيام بعمليات خارجية»، مشيرًا إلى أنه «يمكننا أن نرى داعش خراسان، يستطيع شن عمليات إرهابية في مكان ما، بين ستة أشهر و12 شهرًا، بينما سيستغرق تنظيم القاعدة سنة أو سنتين، للوصول إلى ذلك المستوى».

وقال موقع صوت أمريكا، في تقرير، إن المخاوف من أن الجماعات الإرهابية، قد تكتسب قوة في أفغانستان، بعد رحيل القوات الأمريكية وقوات التحالف، ليست جديدة، مشيرًا إلى أن المسؤولين الأمريكيين والغربيين حذروا -منذ أشهر- من أن المجموعتين على استعداد، للاستفادة من غياب الجنود الأمريكيين على الأرض.

وحذَّر مسؤولون ومحللون، من أن تنظيم داعش خراسان على وجه الخصوص، عزَّز شبكاته السرية في أفغانستان والدول المحيطة، في الأشهر التي سبقت الانسحاب الأمريكي.

هجمات عاجلة

المعلومات الاستخبارية، التي تمت مشاركتها مع المشرِّعين، تشير إلى أن داعش خراسان والقاعدة، ربما حققا مكاسب إضافية في الأشهر الأخيرة، ما سمح لهما بتسريع الإطار الزمني، الذي حدَّده كبار مسؤولي البنتاغون والمخابرات، بما يتراوح بين ستة أشهر وثلاث سنوات.

وقال كال للمشرِّعين، إن التهديد الذي يشكله تنظيم داعش في خراسان، الذي له صلات بشبكة الجماعة الإرهابية العالمية، يعد أمرًا مقلقًا، مضيفًا: «لديهم كادر من بضعة آلاف من الناس، وبعضهم يود القيام بهجمات خارجية(..) أعتقد أننا يجب أن نكون يقظين، من أن مجموعة فرعية من داعش خراسان، يمكن أن تطوِّر الموارد والقدرة على الضرب إلى الخارج، إلى الولايات المتحدة».

وبحسب «صوت أمريكا»، فإن تحذير كال، يعكس مخاوف كبار المسؤولين الأمريكيين، الذين حذَّروا من أن تنظيم خراسان يكتسب زخمًا باطراد.

وخلال جلسة استماع في الكونجرس الشهر الماضي، قالت كريستين أبو زيد، مسؤولة مكافحة الإرهاب في واشنطن، للمشرِّعين، إن «داعش خراسان» يبدو أنه يستغل السمعة السيئة، التي حصل عليها في تنفيذ الهجوم المميت، على مطار حامد كرزاي الدولي في كابل، في الأيام الأخيرة من انسحاب الولايات المتحدة.

وتساءلت المسؤولة الأمريكية: هل تصبح الهجمات أكثر تركيزًا على الغرب؟ وهل تصبح أكثر تركيزًا مما كانت عليه؟ بينما قال مسؤولون أمريكيون إن تنظيم داعش خراسان، استفاد من الطريقة التي سيطرت بها طالبان على أفغانستان، خاصة بعد أن أفرغت السجون وأطلقت سراح الآلاف من أنصار ومقاتلي تنظيم داعش.

الجنرال كينيث فرانك ماكنزي، قائد القوات الأمريكية في الشرق الأوسط وجنوب آسيا، قال للمشرِّعين، عن افتتاح طالبان العشوائي لسجن باروان الأفغاني في أغسطس: «ما نراه هو عودة داعش إلى الحياة الجديدة».

ويرى مسؤولون أمريكيون، أن لدى تنظيم داعش، ما لا يقل عن 2000 مقاتل متشدد، في جميع أنحاء أفغانستان، رغم أن بعض أجهزة المخابرات الأجنبية، تعتقد أن العدد قد يكون أكبر.

مصدر قلق

ويقول «صوت أمريكا»، إن هناك مخاوف من أن أعداد داعش في خراسان وكذلك أرقام القاعدة، يمكن أن تتزايد قريبًا، بينما تشير تقارير استخباراتية، إلى أن أنصار المجموعتين بدأوا التوجُّه إلى أفغانستان.

ومع ذلك، سيكون من الصعب فهم مدى نمو المجموعتين الإرهابيين، بحسب «صوت أمريكا» الذي نقل عن كال قوله، إن الولايات المتحدة تجري رحلات استطلاعية يومية فوق أفغانستان، بينما تستخدم أيضًا القدرات الفنية، للحصول على معلومات عن خطط كل مجموعة.

لكن المسؤولين العسكريين والاستخباراتيين الأمريكيين، حذَّروا من أن الحصول على معلومات استخبارية حيوية عن التهديد، سيكون أكثر صعوبة، من دون وجود أمريكي على الأرض.

ويقول الموقع الأمريكي، إن هناك أيضًا أسئلة عن الدور الذي ستلعبه طالبان -إن وجد- في الحد من خطر المؤامرات الإرهابية، عبر الأراضي الأفغانية، ضد الولايات المتحدة والدول الغربية.

وقال كال: لقد رأينا دلائل… على أن طالبان قلقة من أن تكون أفغانستان نقطة انطلاق لهجمات القاعدة الخارجية، ليس لأن رجال طالبان طيبون، لكن لأنهم يخشون انتقامًا دوليًا إذا حدث ذلك».

وقال مسؤولون أمريكيون، إن هناك توقعات بأن تقمع طالبان تنظيم داعش في خراسان، الذي شن هجمات ضد أهداف طالبان، في جميع أنحاء أفغانستان، إلا أنه مع ذلك، فإن هناك قلقًا من أن ذلك لن يكون كافيًا.

وقالت كاثرين زيمرمان، الزميلة في معهد أمريكان إنتربرايز، لـ«صوت أمريكا»: لطالبان بالتأكيد مصلحة راسخة في سحق أي من مسلحي  داعش».

فجوة كبيرة

وأضافت: «الفجوة بين إرادة طالبان في القضاء على داعش، وقدرات طالبان على القيام بذلك، تبدو كبيرة بما يكفي، بحيث يستمر تهديد داعش من أفغانستان»، مشيرة إلى أن هناك أيضًا أسئلة عن قدرة القوات الأمريكية، على الحد بنجاح من تهديد إرهاب «في الأفق».

ورغم المناقشات الجارية، فإن الولايات المتحدة فشلت حتى الآن، في الحصول على أي خيارات، تسمح لها بإنشاء طائرات من دون طيار وغيرها من الأصول في المنطقة، وبدلاً من ذلك اعتمدت على الرحلات الجوية من قواعدها في الخليج العربي، على بعد نحو ثماني ساعات.

وقال وكيل وزارة الدفاع الأمريكية للسياسة كولين كال للمشرِّعين: «لم نؤمن ترتيبات قاعدية ثابتة»، مشيرًا إلى المحادثات جارية مع باكستان وأوزبكستان وطاجيكستان.

وأضاف: «المسؤولون الباكستانيون يواصلون السماح لنا بدخول المجال الجوي الباكستاني، ونحن نجري محادثات لإبقاء هذا المجال مفتوحًا»، مشيرًا إلى أنهم «لا يريدون أن تكون أفغانستان ملاذًا آمنًا للهجمات الإرهابية، ليس فقط ضد باكستان، ولكن ضد الآخرين».

مخاوف منتقدي بايدن

وانتقد عدد من المشرِّعين الأمريكيين بشدة، قرار الرئيس الأمريكي جو بايدن، المضي قدمًا في الانسحاب من أفغانستان، واتهموه بأنه وضع الأساس لإحياء الإرهاب في أفغانستان.

وقال السناتور جيم إينهوفي، كبير الجمهوريين في لجنة القوات المسلحة بمجلس الشيوخ: «من المستحيل تجاهل عواقب قرارات الرئيس الكارثية»، مشيرًا إلى أنه «من المرجَّح أن يتزايد الخطر في جميع أنحاء العالم، في ساحتنا الخلفية».

وأضاف كبير الجمهوريين: «بدلاً من وضع خطة لمكافحة الإرهاب، كل ما نحصل عليه هو كلمات طنانة».

وحاول اللفتنانت جنرال جيمس مينجوس، مدير هيئة الأركان المشتركة للعمليات، تهدئة تلك المخاوف، قائلًا للمشرِّعين: «نحن نعمل بنشاط، لتهيئة الظروف لضمان بقائنا على دراية بالموقف، ووضعنا في موقف للتخفيف من التهديدات الإرهابية وتحييدها».

وأشار إلى أن تقديرات المخابرات بأن تنظيم داعش في خراسان أو القاعدة، يمكن أن يشنوا هجمات إرهابية في غضون ستة أشهر إلى عام، كان «على أساس عدم تدخل الولايات المتحدة أو التحالف»، مؤكدًا أن «الجهود المشتركة في الأشهر المقبلة، ومع استمرارنا في تحسين هيكلنا عبر الأفق، هو ضمان ألا تؤتي هذه القدرة الخارجية ثمارها».

وبينما تراجع كال في تصريحاته أمام المشرِّعين، اعترف بأن الولايات المتحدة بحاجة إلى توخي الحذر، قائلًا: «يقدِّر مجتمع الاستخبارات، أن الخطر العام على الوطن في جميع أنحاء العالم، في أدنى مستوياته منذ 11 سبتمبر».

وأضاف كال: «نحن نركز على جبهة مكافحة الإرهاب في الصومال، ونمو التطرف العنيف في أماكن مثل الساحل»، متابعًا: «ما زلنا مضطرين إلى اليقظة في العراق وسوريا واليمن».