بعد 8 أشهر في الرئاسة... بايدن يعاني في الداخل والخارج
مع تراكم حالات الطوارئ تحت قدمي بايدن، استمر تراجع شعبية الرئيس الأمريكي لأدنى مستوياتها، إذ أظهر استطلاع للرأي أن بايدن حصل على أقل دعم ممكن كرئيس للولايات المتحدة، وسط انتقادات متزايدة لتعامله مع وباء كورونا، والانسحاب الفاشل من أفغانستان.

ترجمات – السياق
بعد مرور ثمانية أشهر من وصوله إلى البيت الأبيض، تحاصر الأزمات الرئيس الأمريكي جو بايدن، وتعرَّضت قيادته لضربات خطيرة على جبهات عدة، في تتابع سريع خلال الساعات الماضية، بدءاً من الاعتراف بضربة مضللة وقاتلة بطائرة أمريكية من دون طيار في أفغانستان، إلى الفوضى المتصاعدة على الحدود الجنوبية لأمريكا.
وقالت صحيفة واشنطن تايمز الأمريكية -في تقرير- إن بايدن يعيش حالة اشتباك غير عادية، مع حالات الطوارئ الخارجية والمحلية، وهو يقترب من شهره التاسع كقائد أعلى للقوات المسلحة.
وتعليقًا على ذلك، غرَّد آندي بيغز النائب الجمهوري عن ولاية أريزونا: "لقد فقد جو بايدن السيطرة منذ ثمانية أشهر فقط"، في إشارة إلى أنه لم يسيطر على الأوضاع نهائيًا، منذ توليه السلطة يناير الماضي.
اشتباكات بايدن
وعدَّدت "واشنطن تايمز" بعض الحالات الطارئة، التي تورَّط فيها بايدن، وتسبَّبت في إحراج إدارته على المستويين المحلي والخارجي.
أول هذه الاشتباكات، اعتراف وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) بأن غارة بطائرة من دون طيار في أفغانستان، أسفرت عن مقتل 10 مدنيين عن طريق الخطأ، بدلاً من المسلَّحين الإرهابيين، كما زعمت الإدارة في البداية.
كما رفضت إدارة الغذاء والدواء الأمريكية (FDA) خططًا للطلقات المعززة على نطاق واسع لكورونا، رغم إعلان بايدن قبل أيام خططًا لـ "كل شخص بالغ للحصول على جرعة معززة" بدءًا من يوم الاثنين.
وقالت إدارة الغذاء والدواء، إنها بحاجة إلى مزيد من البيانات، قبل الموافقة على الجرعة الثالثة، وتشير الصحيفة الأمريكية، إلى أن التصويت ضد الخطة كان 16-2.
أما الاشتباك الثالث، فكان خارجيًا، إذ أعلنت فرنسا سحبًا غير مسبوق لسفيرها لدى الولايات المتحدة، ما أدى إلى تعميق الخلاف المحرج مع أقدم حليف لأمريكا.
واندلع الخلاف، لتوقيع بايدن صفقة لبناء غواصات تعمل بالطاقة النووية لأستراليا، كجزء من جهد لمواجهة الصين في المحيطين الهندي والهادئ، كما قوَّضت صفقة الغواصات التي أبرمتها فرنسا مع أستراليا بـ 100 مليار دولار.
وتعليقًا على ذلك، قالت إميلي هورن، المتحدِّثة باسم مجلس الأمن القومي التابع للرئيس: "إننا نتفهم موقفهم وسنواصل المشاركة في الأيام المقبلة لحل خلافاتنا، كما فعلنا في نقاط أخرى عبر تحالفنا الطويل"، مضيفة: "فرنسا أقدم حليف لنا وأحد أقوى شركائنا، ولدينا تاريخ طويل من القيم الديمقراطية المشتركة، والالتزام بالعمل معًا لمواجهة التحديات العالمية."
أزمة المهاجرين
على الحدود الجنوبية، نمت أزمة المهاجرين الخارجة عن السيطرة، مع وجود معسكر هائل للمهاجرين -نحو 10000 مهاجر معظمهم من هايتي- تم إنشاؤه تحت الجسر الدولي في ديل ريو بتكساس.
وأعلنت وزارة الأمن الداخلي، أنها ستغلق المعبر الحدودي في ديل ريو، التي كانت عينًا سوداء أخرى لإدارة بايدن، التي عارضت قبل يوم واحد فقط، ادعاء حاكم ولاية تكساس جريج أبوت، بأن إدارة الجمارك وحماية الحدود تفكر في إغلاق نقاط الدخول.
وقال مسؤول مطلع على الخطة، لوكالة أسوشييتد برس: إن الإدارة كانت تعمل على خطط لبدء نقل المهاجرين إلى هايتي، ربما بثماني رحلات جوية في اليوم تبدأ الأحد.
وأوضحت "واشنطن تايمز" أن المنتقدين يتهمون إدارة بايدن، بأنها إما غير قادرة وإما غير راغبة، في التعامل مع تصاعد الهجرة غير القانونية.
وحذَّر رئيس بلدية ديل ريو الديمقراطي الرئيس، من أن عدد المهاجرين غير القانونيين في المعسكر الحدودي، يقترب من ثلث سكان ديل ريو، بينما وصف المشرِّعون الجمهوريون، التدفق المستمر للمهاجرين عبر نهر ريو غراندي، بأنه "غزو".
كما غرَّد النائب الجمهوري جيم جوردان، قائلًا: "إدارة بايدن... لن تجيب عن أسئلة بشأن الأزمة".
وأوضحت "واشنطن تايمز" أن معظم التطورات المقلقة جاءت بعد ظهر الجمعة الماضي، عقب مغادرة بايدن البيت الأبيض لقضاء عطلة نهاية الأسبوع في منزله بديلاوير -في الجزء الأوسط من الولايات المتحدة المطل على المحيط الأطلسي- مشيرة إلى أنه لم يكن لدى بايدن أي أحداث عامة مقررة يومي السبت أو الأحد.
تراكم الحالات الطارئة
مع تراكم حالات الطوارئ تحت قدمي بايدن، استمر تراجع شعبية الرئيس الأمريكي لأدنى مستوياتها، إذ أظهر استطلاع للرأي أجرته "رويترز" 18 سبتمبر، أن بايدن حصل على أقل دعم ممكن كرئيس للولايات المتحدة، وسط انتقادات متزايدة لتعامله مع وباء كورونا، والانسحاب الفاشل من أفغانستان.
وأظهر الاستطلاع أن 44% من البالغين، يوافقون على أداء بايدن في منصبه، وتشير الصحيفة إلى أن ذلك يعكس انخفاضًا بتسع نقاط، في غضون أسابيع قليلة.
وما زاد تراجع شعبية بايدن -حسب "واشنطن تايمز"- اعتراف البنتاغون بأن الضربة الأمريكية بطائرة من دون طيار في 29 أغسطس الماضي، التي وصفها رئيس الأركان المشتركة الجنرال مارك ميلي، بأنها هجوم "صالح"، قتلت سبعة أطفال أبرياء من بين ضحاياها.
وتعليقًا على ذلك، كتب السناتور الجمهوري تيد كروز على "تويتر": "كارثة بايدن في أفغانستان تزداد سوءًا".
وتساءلت "واشنطن تايمز": هل قدَّمت طالبان "معلومات خاطئة" عمدًا، ما تسبَّب في مقتل 10 مدنيين أبرياء بينهم 7 أطفال؟ وتضيف: إذا كان الأمر كذلك، فلماذا يثق بايدن في طالبان؟
ترامب يعلِّق
من جانبه، قال الرئيس السابق دونالد ترامب، عن غارة الطائرات من دون طيار في أفغانستان: "كم من المخزي قتل الكثير من الناس بسبب جنرالاتنا غير الأكفاء".
وأضاف في بيان: "أرادت إدارة بايدن أن تظهر أنهم كانوا أشخاصًا أقوياء بعد أن استسلموا لطالبان، ما خلَّف العديد من الجنود الجرحى أو القتلى، وترك وراءهم الأمريكيين وأفضل المعدات العسكرية في العالم... بلدنا لم يسبق له أن شعر بهذا الإحراج أو الإذلال".
وذكرت "واشنطن تايمز" أن الأزمات المتصاعدة جاءت في الوقت الذي بدت فيه خطة إنفاق بايدن لشبكات الأمان -البالغة 3.5 تريليون دولار- على وشك الانهيار، إذ يتردد أن السناتور جو مانشين الثالث من ولاية فرجينيا الغربية -وهو تصويت ديمقراطي أساسي مطلوب للخطة- أخبر الرئيس، خلال اجتماع خاص الخميس الماضي، بأنه لن يدعم هذا الثمن الباهظ.