حرب روسيا في أوكرانيا تدخل شهرها الرابع... هل الدبلوماسية هي الحل؟

مع استمرار الحرب، وقَّع الرئيس الأميركي جو بايدن -خلال زيارته سيول- قانونًا أقرَّه الكونغرس الخميس، ينصّ على تخصيص 40 مليار دولار لأوكرانيا

حرب روسيا في أوكرانيا تدخل شهرها الرابع... هل الدبلوماسية هي الحل؟

السياق

مع دخول الحرب الروسية الأوكرانية شهرها الرابع، من دون أن تلوح في الأفق نهاية للقتال، حذَّر الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي من أنّ المرحلة الحاليّة من الحرب، التي تشنّها روسيا على بلاده "ستكون دمويّة"، لكن في النهاية يتعيّن حلّها "عبر الدبلوماسيّة".

جاءت تصريحاته، بينما واصلت روسيا قصف شرقي أوكرانيا السبت، مؤكّدةً أنّها دمّرت مخزون أسلحة سلَّمها الغرب، في حين وقَّع الرئيس الأميركي جو بايدن قانونًا يوفِّر مساعدات جديدة ضخمة لكييف بـ 40 مليار دولار.

وأكّد زيلينسكي، في مقابلة مع محطّة "آي سي تي في" المحلّية: "ستجرى حتمًا محادثات بين أوكرانيا وروسيا".

وأبدى استعداده مجدّدًا لعقد لقاء إن تطلّب الأمر "على المستوى الرئاسي" مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين، الذي يرفض ذلك حتّى الآن.

وقال زيلينسكي -في رسالته المعتادة عبر الفيديو- إنّ الوضع العسكري "لم يتغيّر بشكل كبير" السبت "لكنّه كان صعبًا جدًا".

وشدّد على أنّ "الوضع بدونباس في منتهى الصعوبة"، لكنّه أكّد أنّ الجيش الأوكراني "يصدّ هذا الهجوم، فكلّ يوم يُعطّل فيه مُدافِعونا خطط الروس يُقرِّبنا من اليوم الحاسم... الذي نرغب فيه جميعًا والذي نقاتل من أجله... يوم النصر".

وأشارت هيئة الأركان العامة الأوكرانية -في إعلانها اليومي الصباحي الأحد- إلى أن الجيش الروسي يواصل "ضرباته الصاروخية والجوية في جميع الأراضي"، بل إنه "زاد من حدتها باستخدام الطائرات لتدمير بنى تحتية حيوية".

من جانبها أكّدت روسيا أنّها استهدفت -بصواريخ كروز- مخزونًا كبيرًا من الأسلحة شمالي غرب أوكرانيا قدَّمها الغرب لكييف.

وأوضحت وزارة الدفاع الروسية أنها "دَمَّرت صواريخ كاليبر بعيدة المدى وعالية الدقة أُطلِقت من البحر شحنةً كبيرة من الأسلحة والمعدّات العسكرية أرسلتها الولايات المتحدة ودول أوروبية، قرب محطة مالين للسكك الحديدية في منطقة زيتومير"، بينما لم يتسنَّ التحقّق من الأمر بشكل مستقل.

 40 مليار دولار

ومع استمرار الحرب، وقَّع الرئيس الأميركي جو بايدن -خلال زيارته سيول- قانونًا أقرَّه الكونغرس الخميس، ينصّ على تخصيص 40 مليار دولار لأوكرانيا، يُتيح لها خصوصًا الحصول على مدرّعات وتعزيز دفاعها الجوّي.

ورحّب زيلينسكي بالمساعدة التي رأى أنّ "لها ضرورة الآن أكثر من أيّ وقت مضى".

في الأثناء، نشرت وزارة الخارجية الروسية -السبت- لائحة تتضمن 963 اسمًا لشخصيات أميركية ممنوعة من دخول روسيا، بينها بايدن ورئيس مجموعة ميتا المالكة لـ "فيسبوك" مارك زوكربرغ والممثل مورغان فريمان، ردًا على عقوبات مماثلة فرضتها واشنطن منذ بدء الغزو الروسي لأوكرانيا. ميدانيًا، بعد الفشل في السيطرة على كييف ومنطقتها، أواخر فبراير ومارس، تركّز القوات الروسيّة جهودها على مهاجمة شرقي أوكرانيا حيث يشتدّ القتال.

وقال سيرغيه غايداي، الحاكم الأوكراني لمنطقة لوغانسك: "الروس يبذلون جهودهم للاستيلاء على سيفيرودونيتسك، حيث تضاعفت حدّة القصف في الأيّام الأخيرة".

وأضاف: "المدينة يجرى تدميرها مثلما دمّروا روبيجني وبوباسنا"، مشيرًا إلى أنّ القوّات الروسيّة دمّرت جسر بافلوغراد "وهو ما سيعقّد -إلى حدّ كبير- إجلاء المدنيين وتسلّم مساعدات إنسانيّة تنقلها شاحنات".

فيكتور ميدفيدتشوك

من جهتها، أعلنت الشرطة الأوكرانيّة عبر "فيسبوك" أنّها أجلت نحو 60 شخصًا بينهم أطفال من كنيسة تعرّضت لقصف في قرية بوغوروديشني، مشيرة إلى عدم وقوع ضحايا.

إلى الشمال، قال حاكم منطقة خاركيف (شمال شرق) أوليغ سينيغوبوف، إن المناطق المحيطة بالمدينة استُهدفت بنيران مدفعية مكثّفة في الـ24 ساعة الماضية، ما أسفر عن قتل شخص وإصابة 20.

في منطقة سيفيرودونيتسك، نفَّذ الروس هجمات واعتداءات على مناطق عدة، لكنهم "أجبروا على الانسحاب إلى المواقع القديمة" وتكبدوا "خسائر"، حسبما قالت هيئة الأركان العامة الأوكرانية صباح الأحد.

وأوضح المصدر نفسه "جرى صدّ تسع هجمات في الـ24 ساعة الماضية في منطقتي دونيتسك ولوغانسك"، مشيرًا إلى أن المعدات الروسية المدمرة دبابات وأنظمة المدفعية وعربات مدرعة وطائرة أورلان 10 من دون طيار وغيرها.

أما في مدينة ماريوبول (جنوبي شرق) التي دمرها النزاع إلى حد كبير، فبات نحو 2500 من القوات الأوكرانية أسرى هذا الأسبوع بعد تسليم أنفسهم، وفق ما أعلن الروس.

ووعد الرئيس الأوكراني -في حواره المتلفز- بأن هؤلاء المقاتلين الذين ظلوا متحصنين أسابيع تحت القنابل في مجمع آزوفستال للصلب، بعد سيطرة الروس على المدينة "سيعادون إلى بيوتهم"، في إشارة إلى نقاشات جارية مع فرنسا وتركيا وسويسرا في هذا الموضوع.

من جهته قال النائب والمفاوض الروسي ليونيد سلوتسكي –السبت- إنّ روسيا "ستدرس" إمكانية تبادل مقاتلين أسرى من فوج آزوف الأوكراني، بفيكتور ميدفيدتشوك القريب من فلاديمير بوتين.

وميدفيدتشوك (67 عامًا) سياسيّ أوكراني معروف ورجل أعمال يُعرف عنه قربه من بوتين، واعتُقل منتصف أبريل في أوكرانيا أثناء فراره.

أوكرانيا في منتدى دافوس

وتقف أوكرانيا خلف طرح قرار من المقرّر أن يُقدّم -الأحد- إلى الجمعية العامة للـ194 دولة عضو من منظمة الصحة العالمية ويُدين الهجمات التي تشنها موسكو على المنظومة الصحية والعواقب الخطيرة للغزو والحصار المفروض على الموانئ الأوكرانية على الإمدادات العالمية والارتفاع الكبير في أسعار الحبوب.

وسيكون القرار مطروحًا أيضًا في مناقشات المنتدى الاقتصادي العالمي بدافوس في سويسرا، الذي يبدأ الاثنين بعد عامين من الانقطاع بسبب تفشي كورونا.

وسيكون زيلينسكي –الاثنين- أول رئيس دولة يلقي خطابًا عبر الفيديو، وسيُسافر إلى سويسرا عدد من المسؤولين السياسيين الأوكرانيين للمشاركة في فعاليات المنتدى، غير أن الروس لن يكونوا موجودين إذ استُبعدوا من المشاركة.