خامس انتخابات في 3 سنوات... هل تعيد نتنياهو إلى الحكم؟
يسعى نتنياهو للعودة إلى السلطة بعدما أطاحه ائتلاف التغيير، الذي جمع ثمانية أحزاب متباينة، لكنه فشل -في النهاية- في تحقيق الاستقرار السياسي.

السياق
توافد الإسرائيليون -صباح الثلاثاء- إلى مراكز الاقتراع، للتصويت في الانتخابات الخامسة، في أقل من أربع سنوات، بينما يسعى رئيس الوزراء السابق بنيامين نتانياهو إلى العودة للسلطة.
ويسعى نتانياهو للعودة إلى السلطة بعدما أطاحه ائتلاف التغيير، الذي جمع ثمانية أحزاب متباينة، لكنه فشل -في النهاية- في تحقيق الاستقرار السياسي.
ويحاول رئيس حكومة تصريف الأعمال يائير لبيد التمسك بالسلطة، بينما أظهرت استطلاعات الرأي أن حزبه الوسطي "يش عتيد" سيتخلف عن حزب الليكود اليميني بزعامة نتانياهو في الاقتراع الذي ستليه كالعادة مساومات معقدة للتوصل إلى ائتلاف حكومي.
كان لبيد المذيع التلفزيوني السابق، أعرب عن ثقته بالفوز، وتعهد بـ"الاستمرار بما بدأناه. سنفوز بهذه الانتخابات بالطريقة الوحيدة التي نعرفها من خلال بذل جهد أكبر من أي طرف آخر".
#إسرائيل.. رئيس الوزراء يدلي بصوته في الانتخابات التشريعية.#السياق #Israelex22 #IsraelElections #Israel pic.twitter.com/2R6PoApafR
— السياق (@alsyaaq) November 1, 2022
نتائج غير مؤكدة
لكن في ظل نظام سياسي، قد يؤدي فيه انتقال مقعد واحد من مقاعد الكنيست الـ 120 من حزب إلى آخر، إلى تعزيز ائتلاف حاكم، أو إلى مزيد من الجمود، وصولًا إلى انتخابات جديدة محتملة، تبقى النتيجة غير مؤكدة.
وخلال الحملة الانتخابية، جال بنيامين نتانياهو (73عامًا) الذي شغل رئاسة الوزراء أطول فترة في تاريخ إسرائيل، على أنصار حزبه الأوفياء، بحافلة مصفحة في محاولة لإقناعهم بأنه الوحيد القادر على ضمان أمن البلاد.
وفي تجمع حاشد، قال نتانياهو الملاحَق بتهمة الفساد: "أطلب منكم أن تذهبوا إلى أصدقائكم، كل جيرانكم، كل أقاربكم، وأن تخبروهم بأنه يجب ألا يبقى أحد في المنزل".
سباق محموم
يحتاج أي شخص يختار لتشكيل الحكومة، الحصول على دعم الكثير من الأحزاب الصغيرة، ليحظى بفرصة الفوز بأغلبية 61 مقعدًا.
وقد يكون زعيم حزب "الصهيونية الدينية" إيتمار بن غفير اليميني المتطرف، المفتاح لمساعدة نتانياهو في العودة إلى رئاسة الوزراء، حيث اكتسبت كتلته زخماً في الأسابيع الأخيرة، وقد تحتل المرتبة الثالثة في الانتخابات.
بن غفير المعروف بخطابه المعادي للعرب، ودعوته إلى ضم الضفة الغربية المحتلة إلى إسرائيل، يقول إنه يخوض الانتخابات "لإنقاذ البلاد".
تتزامن الانتخابات التشريعية في إسرائيل، مع تصاعد العنف في القدس الشرقية والضفة الغربية.
وقُتل في الضفة الغربية -منذ مطلع الشهر الحالي- 29 فلسطينيًا وثلاثة إسرائيليين، وفق حصيلة لوكالة فرانس برس.
وأعلن الجيش الإسرائيلي إغلاق المعابر مع الضفة الغربية- الثلاثاء- مستثنيًا الحالات الإنسانية من ذلك.
وبينما يرى كثيرون من المرشحين أن الأمن مصدر قلق، لم يقم أي منهم بحملة على أساس برنامج لإحياء محادثات السلام المحتضرة مع الفلسطينيين.
انقسامات وإحباط
غلاء المعيشة في البلاد أصبح قضية ساخنة في موسم الانتخابات هذا في إسرائيل، حيث يعانى الاسرائيليون ارتفاع الأسعار منذ فترة طويلة، ويشعرون أكثر بتداعيات الأزمة وسط الاضطرابات الاقتصادية العالمية المرتبطة بغزو روسيا لأوكرانيا.
لكن في جولات الانتخابات المتكررة منذ أبريل 2019 لم يغير سوى عدد قليل من الناخبين ولاءاتهم بشكل كبير.
ومع ذلك تغيرت الاتفاقيات التي وافق عليها القادة السياسيون وخرقوها، بمرور الوقت، وأفضت إلى حكومات لم تدم طويلاً.
كان لبيد مهندس التحالف الأخير برئاسة نفتالي بينت، الذي ضم -للمرة الأولى- حزبًا عربيًا "القائمة العربية الموحدة -الحركة الاسلامية" برئاسة منصور عباس، وضم يساريين ووسطيين ويمينيين.
كان منصور عباس انفصل عن القائمة العربية المشتركة عام 2021، ما مهد لانضمامه الى الائتلاف. وكانت القائمة المشتركة حصلت على 15 مقعدًا عام 2015 وضمت أربعة أحزاب.
لكن في يونيو، أعلن بينيت أن الائتلاف لم يعد قابلًا للاستمرار، فتمت الدعوة إلى انتخابات هي الخامسة منذ عام 2019.
قوائم عربية
في الانتخابات الأخيرة شغلت الأحزاب العربية عشرة مقاعد فقط من أصل 120 مقعدًا في البرلمان.
ويشهد المجتمع العربي إحباطًا، في ظل الانقسامات التي حدثت في القوائم العربية، إذ تخوض ثلاث قوائم عربية الانتخابات.
وقالت عضو الكنيست عايدة توما، من الجبهة العربية للسلام والمساواة، المتحالفة مع العربية للتغيير: "علينا العمل أكثر لإقناع الناس بالخروج والتصويت، فالوضع أصعب والناس تعبوا ولديهم إحباط تراكمي".
ولا تزال القوائم العربية في خطر إذا لم ترتفع نسبة التصويت في المجتمع العربي، الذي يشكل 20 في المئة من عدد السكان في إسرائيل.
وينبغي على كل لائحة أن تتجاوز نسبة الحسم "3.25 في المئة من الأصوات" لتكون مؤهلة لدخول الكنيست.