قصة عبدالله رشدي والسيدة العراقية... هل ارتكب الداعية المصري جريمة اغتصاب؟

بعد محاولات كثيرة من إهانة وهتك عرض، نجحت في التخلص من تعديه عليها الذي كان بكل عنف وسادية

قصة عبدالله رشدي والسيدة العراقية... هل ارتكب الداعية المصري جريمة اغتصاب؟

السياق

اسم لم يغب يومًا عن «الترند» ولم يبرح مكانه في أوساط الجدل على الساحة المصرية، سواء عبر مواقع التواصل الاجتماعي أم بين الأوساط الشبابية.

فالداعية المصري عبدالله رشدي، الذي يتشابك دومًا مع كل القضايا على الساحة المصرية، بمحتوى وردود بعضها مثير الجدل، كان هذه المرة رد فعل، بعد أن اتهمته سيدة عراقية بخداعها واستغلالها وهتك عرضها، ليكون الداعية المثير للجدل في بؤرة الاهتمام، بطريقة غير التي اعتادها.

الرجل الذي يتنعم بسلطة وسطوة، كونه أحد رجال الدين الذين ينظر إليهم المجتمع بأنهم «منزهون» عن الأخطاء، وقع في فخ نصبه بنفسه، لكنّ نتائجه فاقت توقعاته، وجعلته في زاوية الاتهام، ليجد نفسه في ورطة يعجز عن الخروج منها.

فماذا حدث؟

فوجئ مستخدمو مواقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك» و«تويتر»، الأسبوع الماضي، بمنشور لسيدة عراقية تدعى جيهان صادق، قالت إنها تحمل إحدى الجنسيات العربية وتقيم في دولة أوروبية، مشيرة إلى أنها كانت إحدى ضحايا الشيخ عبدالله رشدي.

تقول السيدة العراقية، عبر «فيسبوك»، إنها كانت أحد محبي ومتابعي الشيخ عبدالله رشدي، مشيرة إلى أنها استشارت الأخير قبل فترة كبيرة في فتوى دينية تخص بعض المقربين منها.

وأوضحت السيدة التي تدعى جيهان، أن الداعية عبدالله رشدي تابع معها حتى انتهى الموضوع محل النقاش، مشيرة إلى أن التواصل بينهما لم ينقطع كـ«معارف عادية»، إلى أن بدأ الإعجاب يشق طريقه إلى الطرفين.

وأشارت إلى أن عبدالله رشدي طلب لقاءها في مصر، لمزيد من التعرف، بينما اتفق الطرفان على الزواج بشكل رسمي حال جرى التوافق بينهما، إلا أنها اشترطت واتفقت مع الداعية ألا يتعرض لها أو يلمسها.

وتابعت السيدة العراقية، أنها بعد أن وفدت إلى القاهرة، كان الداعية عبدالله رشدي في انتظارها، إلا أنها فوجئت بتعارض موعد نزولها لمصر مع ذلك المتعلق بإخلاء الشقة التي كانت ستمكث فيها، فهاتف الداعية أحد أصدقائه، وأخذ منه مفاتيح شقته لتسكن فيها.

وأضافت أنها حينما اتجهت والداعية عبدالله رشدي إلى شقة العبور، عرض الأخير عليها الجلوس معها دقائق، وهو ما لم ترفضه لخلفيتها الأوروبية ولأنها عاشت كثيرًا في المجتمعات الغربية، إضافة إلى أنها لم تكن لتتخوف منه كونه رجل دين.

وأشارت إلى أن الداعية عبدالله رشدي تزوجها بشكل شفهي من دون أي ورق، وعبر مهاتفة اثنين كي يشهدا على العقد هما الدكتور بجامعة الأزهر أحمد البصيلي ودكتور آخر بجامعة الأزهر يدعى أحمد ولا تذكر اسمه، مشيرة إلى أنهما شهدا على الاتفاق بشكل شفهي.

وما إن عقدا القران بشكل شفهي، أكدت ألا يلمسها، إلا أنه «خالف» العهد و«اعتدى» عليها من دون موافقتها، بحسب السيدة جيهان التي قالت إنه بعد محاولات كثيرة من «إهانة وهتك عرض، نجحت في التخلص من تعديه عليها الذي كان بكل عنف وسادية».

وأضافت أنهما بعد تلك الواقعة، ظلا على تواصل من بعيد، إلا أنه حاول الاعتذار وإرضاءها، ليتفقا على اللقاء في بعض المناطق الأخرى، حتى لا يتكرر سيناريو العبور، مشيرة إلى أن الداعية عبدالله رشدي اتفق معها على استكمال العلاقة.

وتابعت أنهما اتفقا على التعرف إلى بعض بشكل أكثر، وهو ما كان الأساس الذي سافرت على أساسه من مصر، إلا أنه تواصل معها بعدها بأيام، وأخبرها بضرورة إنهاء العلاقة، كونه غير متفرغ لها، فطلقها شفهيًا.

وأشارت إلى أن موقفه وضعها في حيرة، وجعلها تثير العديد من التساؤلات التي لم تجد لها إجابة، إلى أن فكرت في أن تشكوه لأهله، خاصة أنه كان ينظر لتلك الزيجة على أنها «زيجة متعة».

وقالت السيدة العراقية، إنها ما إن اشتكته لأهله، نفى معرفته بها، مشيرة إلى أنها تواصلت مع زوجته عبر حسابها بـ«فيسبوك»، لتكتشف أنها ليست الأولى، وأن ذلك السيناريو تكرر كثيرًا مع غيرها.

واستعرضت السيدة العراقية بعض الأدلة على روايتها بمقاطع فيديو سجلتها من حوارها مع زوجة الداعية عبدالله رشدي، وببعض أسماء أطراف الواقعة الذين كان بينهم أساتذة الأزهر.

سيناريو خيالي

رواية السيدة العراقية، تفاعل معها الداعية عبدالله رشدي، واصفًا إياها بأنه «سيناريو خيالي سَّاذَج لا يقنعُ رضيعًا».

وأوضح الداعية عبدالله رشدي، عبر «تويتر»: «جَرَتْ عادَتُنا أن نترفَّعَ عن هذا العبثِ الذي يدل على فشلِ كاتبه في تأليفِه وحيازتِه جائزة أفشل مُلَفِّق في 2022، وجارٍ اتخاذُ الإجراءاتِ القانونيةِ حيالَ هذا التشهير  بالخيال والباطل»، على حد قوله.

وما إن انتشرت رواية السيدة عبر مواقع التواصل الاجتماعي وأثارت جدلًا كبيرًا، قال رشدي في تغريدة ثانية: «أعلم أنهم يجتهدون، ويعملون بكَدٍّ ليسقِطوا رمزاً أقَضَّ مضاجِعَهم، لسنا بلُقمَةٍ سائغة، الأسودُ لا تَصنَعُ ما يُضْعِفُها أمامَ الضِّباع».

وأضاف: فاهم يا ضَبْع منك له؟! سيحاسب بالقانون كل خائض بالتشهير جرْياً وراء ادَّعاءات خيالِيَّة من دون سَنَدٍ. ماضون بعونِ الله نحوَ المزيدِ من إيجاعِكم»، على حد قوله. ولم يذكر رشدي من الضباع الذين يقصدهم.

قصة الداعية رشدي والسيدة العراقية تفاعلت معها أوساط عدة، بينها المغردون وأساتذة الأزهر، منهم الشيخ فؤاد عرفة الذي قال: «بالنسبة لما راج آخرًا عن موضوع المرأة العراقية والشيخ عبدالله رشدي، أجد أناسًا متحمسين غاية الحماسة للدفاع عن عبدالله رشدي».

وأوضح فؤاد عرفة، أن «المتحمسين للداعية رشدي لا يعرفونه، ولا يعرفون أخلاقه، ولا أي شيء عنه، إلا المحتوى الذي ينال إعجابهم الذي يقدِّمه لهم، والذي أرفضه في مجمله، وفي كثير من أجزائه، وقد عارضته أكثر من مرة في هذه الصفحة».

وأشار إلى أن «هؤلاء الناس يضعون عبدالله رشدي في مقام شيخ الإسلام وقطب الأولياء، وهو في الحقيقة مع احترامنا لشخصه وخلافنا مع منهجه وفكره لا يرقى لتلك المنزلة»، مضيفًا أنه حال ثبوت هذه الواقعة وهذا ليس مستحيلًا بل محتملًا، سيحدث لهولاء الناس صدمة في دينهم، وفي معتقدهم.

وطالب الشيخ عرفة الجميع بالتنبه، قائلًا: «أفيقوا! عبدالله رشدي بشر يصيب ويخطئ... عبد الله رشدي ليس هو الدين وليس هو الإسلام... عبدالله رشدي ليس الأزهر الشريف وليس حتى رمزًا من رموزه».

الدكتور أحمد كريمة أستاذ الفقه المقارن بجامعة الأزهر اشتبك مع واقعة السيدة العراقية والداعية عبدالله رشدي بشكل غير مباشر، فأكد في تصريحات صحفية، أنه يجب عند الشهادة على عقد الزواج حضور الشاهدين داخل مجلس العقد، مشيرًا إلى أنه لا يجوز ولا تصح الشهادة على عقد الزواج عبر مواقع التواصل الاجتماعي، بل يجب وجودهما حال العقد، وجهًا لوجه مع المتعاقدين.

أستاذ الفقه المقارن بجامعة الأزهر شدد على ضرورة حضور الشهود على عقد النكاح إلى مجلس العقد، مشيرًا إلى أن إنكار الشهود لعقد الزواج الذين شهدوا عليه عبر وسائل التواصل الاجتماعي، ممكن ووارد.

وأشار إلى أن عقد القران لا يقف عند حضور الشهود، بل لا بد في العقد من الإعلام، حتى لا يدخل العقد تحت زواج السر.

مواقف سابقة

عبدالله رشدي أثار الجدل مرات عدة، بسبب تصريحاته عبر مواقع التواصل وآرائه في قضايا جدلية، بينها موقفه من قضية التحرش الجنسي وربطه بينها وبين لباس المرأة.

وفي خضم الجدل المتجدد بقضايا التحرش الجنسي في مصر، يبرز اسم الشيخ عبدالله رشدي في الآونة الأخيرة، إذ يتصدر اسمه مواقع التواصل الاجتماعي بتغريدة له أبدى فيها رأيه عن التحرش وأسبابه، قائلًا: «ليس من الطبيعي أن تخرج فتاةٌ بملابس لا تصلح إلا للنوم ثم تشكو من التحرش».

ورغم أن تدوينة رشدي قال إنها «لا تبرر التحرش ولا تعفي المتحرش من العقوبة»، فإن المغردين أوضحوا أن لوم ملابس النساء جزء من لوم الضحية وتحميلها المسؤولية بدل المتحرش.

تلك المواقف دفعت وزارة الأوقاف المصرية، إلى اتخاذ قرار عام 2017 لإيقاف رشدي عن العمل، إلا أنه رفع دعوى قضائية عاد بمقتضاها إلى العمل.

في أغسطس 2020، قرر وزير الأوقاف المصري محمد مختار جمعة، وقف عبدالله رشدي عن الخطابة، وإحالته للعمل بوظيفة باحث دعوة ثان لمدة عام، بينما كشفت تقارير صحفية في ذلك الوقت، عرض أمر نقل رشدي على لجنة الموارد البشرية في الوزارة للنظر في أمر نقله بصفة نهائية.