خلال ساعات... عبور عدد قياسي من المهاجرين المانش باتجاه بريطانيا

أعلنت وزارة الدفاع البريطانية، رصد عبور نحو 1295 شخصًا الاثنين، وهو عدد يتجاوز آخر رقم قياسي في يوم واحد بلغ 1185 مهاجرًا في 11 نوفمبر 2021.

خلال ساعات... عبور عدد قياسي من المهاجرين المانش باتجاه بريطانيا

السياق

سجَّل عدد المهاجرين الذين عبروا المانش، من شمالي فرنسا إلى المملكة المتحدة في قوارب صغيرة –الاثنين- رقمًا قياسيًا جديدًا قارب 1300 مهاجر في يوم واحد، رغم خطط الحكومة المحافظة البريطانية المتتالية لمعالجة هذه المشكلة.

وفي وقت تستعد المملكة المتحدة للحصول على رئيس جديد للوزراء، يُذكّر هذا الرقم القياسي الجديد بارتفاع عمليات العبور الخطرة جدًا، أحد أكثر الطرق البحرية ازدحامًا في العالم، وهو مستوى مستقرّ منذ عام 2018 في ظلّ تشديد الرقابة على مرفأ كاليه في فرنسا ونفق المانش.

وأفادت وزارة الدفاع البريطانية برصد عبور نحو 1295 شخصًا الاثنين، وهو عدد يتجاوز آخر رقم قياسي في يوم واحد بلغ 1185 مهاجرًا في 11 نوفمبر 2021.

وبثّت وسائل الإعلام البريطانية صور العديد من المهاجرين الذين تمّ إنقاذهم وإعادتهم إلى ميناء دوفر، منهم أطفال، في ظلّ أحوال جوية جيدة.

ولفت بيار روك الناشط في منظمة "أوبيرج دي ميغران" غير الحكومية التي تساعد المهاجرين في كاليه، إلى أن الرقم القياسي الذي سُجّل الاثنين "سببه الظروف الجوية التي تعد مثالية للعبور في الوقت الحالي".

وأوضح جان-كلود لونوار، رئيس منظمة "سالام" SALAM لمساعدة المهاجرين، أن أعداد المهاجرين الذين يعبرون المانش ترتفع "عندما ينقطع الهواء، وأن الوضع سيكون كذلك طوال هذا الأسبوع".

ورأت جولييت دولابلاس، مديرة المشاريع في منظمة سوكور كاتوليك التابعة لكاريتاس في فرنسا، أن المهاجرين "لا يبقون في فرنسا لأن ظروف العيش بائسة".

وقالت: "هناك زيادة موسمية في الصيف، لأنه من الصعب جدًا البقاء بشوارع كاليه في الشتاء".

حتى الآن، تم تسجيل عبور 22670 شخصًا هذا العام، ما يقارب ضعف العدد المسجّل في الفترة ذاتها من عام 2021.

والعام الماضي، اعترضت سلطات المملكة المتحدة واصطحبت إلى البر 28526 شخصًا كانوا يحاولون عبور البحر.

وجاء في تقرير برلماني بريطاني أن العدد الإجمالي قد يصل إلى 60 ألف شخص هذا العام، رغم الوعود المتكررة من حكومة المحافظين البريطانية، التي جعلت الموضوع أولوية منذ خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، وتدفع ملايين الجنيهات إلى فرنسا لمساعدتها في تعزيز مراقبة السواحل، وتزيد الإجراءات لتشديد استقبال المهاجرين.

 

توفير طرق آمنة

وقال متحدث باسم الحكومة: "ازدياد حالات العبور الخطرة عبر المانش غير مقبول"، موضحًا أن الظاهرة تبرّر تشديد سياسة الهجرة.

كان قد تمّ تشديد القوانين لاستهداف عصابات تهريب البشر التي تقف وراء عمليات العبور.

لكن الخطط المثيرة للجدل، لإرسال بعض المهاجرين إلى رواندا لإعادة توطينهم، قوبلت بسلسلة طعون قانونية.

ووعد المرشحان لخلافة بوريس جونسون ريشي سوناك وليز تراس، بمواصلة هذه السياسة الشهيرة في صفوف المنتسبين إلى حزب المحافظين الذين يتعين عليهم التصويت.

وتخلت الحكومة عن خطتها لتحويل قاعدة جوية سابقة شمالي إنجلترا إلى مركز لطالبي اللجوء، كما هو الحال في اليونان.

وقالت صحيفة ميل اون صنداي، مستندة إلى تسريبات من الاستخبارات العسكرية، إن معظم طالبي اللجوء يأتون من ألبانيا، مع أنها لا تشهد حربًا في الوقت الحالي.

ودانت منظمة العفو الدولية "المواقف المهينة للحكومة"، موضحة أنه من الضروري "توفير طرق آمنة" للمهاجرين، لوضع حد لعمليات العبور هذه المحفوفة بالمخاطر.

منذ عام 2014، فُقد أو توفي ما لا يقل عن 203 أشخاص، في البحر أو في البرّ، في محاولة للوصول إلى إنجلترا من الساحل الشمالي لفرنسا، بينهم 27 شخصًا في يوم واحد نهاية عام 2021 غرقًا، بحسب المنظمة الدولية للهجرة.