ماذا تفعل روسيا بعد اتهام أوكرانيا بتفجير سيارة دوجينا؟

 الجاني: مواطنة أوكرانية تعرف باسم ناتاليا فوفك، هربت إلى إستونيا

ماذا تفعل روسيا بعد اتهام أوكرانيا بتفجير سيارة دوجينا؟
داريا دوجينا ووالدها

ترجمات - السياق

قال جهاز الأمن الفيدرالي الروسي، إن قضية قتل الصحفية الروسية داريا دوجينا قد تم حلها، وفقًا لوسائل الإعلام الحكومية الروسية. "الهجوم أعدته أجهزة المخابرات الأوكرانية.  الجاني: مواطنة أوكرانية تعرف باسم ناتاليا فوفك، هربت إلى إستونيا، حسبما ذكر مركز العلاقات العامة لجهاز الأمن الفيدرالي".

وحسب "جيروزاليم بوست" فقد شدد مكتب الأمن الفيدرالي على أنه "نتيجة لإجراءات المباحث العاجلة، توصل جهاز الأمن الفيدرالي إلى حل قضية قتل الصحفية الروسية داريا دوجينا، المولودة عام 1992".  
وذكرت وكالة تاس: "الجريمة تم إعدادها وارتكابها من قِبل أجهزة المخابرات الأوكرانية".
 هل من المعقول أن نستنتج أن مرتكبًا منفردًا تمكن من تثبيت جهاز "يتم التحكم فيه عن بُعد" على سيارة تويوتا لاند كروزر  ثم تنشيطه؟  
تاس ذكرت: "للتخطيط لعملية القتل وجمع المعلومات عن أسلوب حياة دوجينا، استأجرت فوفك وابنتها شقة بموسكو في المبنى نفسه الذي تعيش فيه الضحية"، وللتجسس على الصحفية، استخدمت المجرمة سيارة ميني كوبر.
مثل كل العمليات الاستخباراتية الجيدة، التي يتم تسريبها إلى وسائل الإعلام، فإن هذه العملية تتضمن الكثير من التفاصيل، بما في ذلك لوحة ترخيص سيارة الجاني... "لوحة ترخيص جمهورية دونيتسك الشعبية - E982XH DPR، في موسكو -لوحة ترخيص كازاخستان 172AJD02، وعند المغادرة- لوحة ترخيص أوكرانية AH7771IP."
ما الهدف من كشف هذه التفاصيل؟
لأن التفاصيل توحي بالمصداقية. ومع ذلك، فإن التفاصيل الأساسية عن كيف تعرف موسكو أن هذا الهجوم مرتبط بـالمخابرات الأوكرانية، غير واضح.
هذه هي المشكلة دائمًا مع المعلومات: عندما تنشر الكثير من التفاصيل، لكنها لا تدعم الأدلة، هنا تستخدم التفاصيل  لإخفاء الحقيقة.  
لماذا قد يستخدم الجاني ميني كوبر؟ 
أليس هذا النوع من السيارات براقًا ولافتًا لهذه العملية؟
إذا كان عليك إحضار ذخائر وتركيبها على سيارة دفع رباعي كبيرة، هل من المعقول أن تستنتج أن امرأة واحدة قامت بهذا التصرف بمفردها، باستخدام ابنتها كغطاء؟
الأكثر إثارة للاهتمام، أن المقالات في وسائل الإعلام الروسية تقول إن الجاني كان يراقب "الصحفية"، وليس والدها المعروف. وهذه نقطة أساسية، لأن وسائل الإعلام الغربية وغيرها افترضت أن الهدف هو الأب، الذي وصل إلى موقع الانفجار بعد وقوعه.
عندما تستخدم جهاز تحكم عن بُعد لتفجير سيارة، ألا تحتاج إلى متابعة السيارة، أو أن تكون على الطريق القريب لتفجيرها؟ ولماذا تستهدف الابنة؟ فروسيا لا تتهم  أوكرانيا باستهداف قائمة طويلة من المثقفين والصحفيين. هل تعتقد موسكو أنه، بعد أشهر من الحرب، قررت المخابرات الأوكرانية فجأة استهداف هذه الشخصية؟
 وتقول إزفستيا الروسية، بعد مقابلة أحد الخبراء، إن "منظمي الجريمة ربما كانوا يستعدون لمحاولة قتل والد المتوفى".
أيهما: الجاني راقب الابنة أم الأب؟  وأضافت أن "دافع القتل يمكن أن يكون الأنشطة الاجتماعية للمتوفى".
 يبدو أن السياق العام يشير إلى حالة تم فيها تحضير السرد، حيث كان المعلقون المؤيدون لروسيا والمدافعون عن موسكو يهاجمون أوكرانيا والغرب بسبب هذا العمل "الإرهابي".  
الآن تقول وسائل الإعلام الروسية أن هذه كانت "جريمة"، وليس من الواضح ما إذا كان الخطاب سيزداد حدة.

 خطوات روسيا
 هناك خيارات مفتوحة لروسيا، من خلال إلقاء اللوم على أجهزة المخابرات الأوكرانية، تلقي موسكو اللوم على كييف، لكنها أشارت أيضًا إلى أن هذه كانت وظيفة لشخص واحد، ولا يبدو أنها تدعي أن هناك فريقًا من العملاء الأوكرانيين يتجولون حول موسكو ويستهدفون الآخرين، لذا فإن الخط الرسمي -حتى الآن- أن شخصًا واحدًا فعل ذلك بأمر من كييف. 
هناك سؤال: من المستفيد من قتل معلق مثل دوجينا، رغم أنها ليست هدفًا ضخمًا وعالي المستوى؟
حتى أن المعلقين عبر الإنترنت أشاروا إلى أن دور والد دوجينا تم تضخيمه. إذا كان هذا صحيحًا، فلماذا تريد أوكرانيا إزالة ابنته؟ ما الذي يمكن أن يحققه ذلك باستثناء تسليط ضوء سلبي على تصرفات كييف؟
يأتي ذلك في الوقت الذي نجحت فيه أوكرانيا في استهداف مستودعات الأسلحة والمطارات الروسية، وتمهيد الأرض لهجوم مضاد.
هل الهجوم في موسكو يمنحها ذريعة لزيادة المجهود الحربي؟ 
من خلال الادعاء بحل القضية بسرعة والعثور على الجاني الوحيد، تبرأت موسكو من عدم الكفاءة: عدم ملاحظة تسلل فريق من القتلة إلى العاصمة. بدلًا من ذلك، لم يكن قادرًا حتى على ملاحظة شخص واحد في ميني كوبر.
سيكون من المفيد معرفة ما إذا كان خطاب موسكو سيتغير في الأيام المقبلة لإلقاء اللوم على "الإرهابيين" أو "النازيين" في الهجوم. 
هذه هي المصطلحات المعتادة، التي قد تستخدمها روسيا للتشهير بأوكرانيا، وليس المصطلح الأكثر شيوعًا "المجرمين".  
إذا كان المجرمون مسؤولين، فإن المحاكمة الجنائية هي الرد وليس حربًا موسعة.