قادة خمس دول عربية في العلمين... ما الملفات المطروحة على طاولة اللقاء التشاوري؟
مدينة العلمين، التي كانت قبل أعوام صحراء بألغام الحرب العالمية الثانية، أصبحت بين أفضل المدن السياحية عربيًا وعالميًا، لتكون شاهدة على رسالة مصرية عمادها التنمية ودحر الإرهاب والتطرف.

السياق
على أرض مدينة كانت شاهدة على الحرب العالمية الثانية، تعقد قمة خماسية بين زعماء مصر والأردن والبحرين والإمارات –الثلاثاء- لمناقشة ملفات وُصفت بـ«المهمة»، على الصعيدين العربي والدولي.
فمدينة العلمين، التي كانت قبل أعوام صحراء بألغام الحرب العالمية الثانية، أصبحت بين أفضل المدن السياحية عربيًا وعالميًا، لتكون شاهدة على رسالة مصرية عمادها التنمية ودحر الإرهاب والتطرف.
فحوى تلك الرسالة المصرية، أحد محاور «اللقاء الخماسي التشاوري»، في مدينة العلمين الجديدة، بحسب بيان الديوان الملكي الأردني، أكده المتحدث باسم الرئاسة المصرية.
ذلك اللقاء الخماسي -المقرر عقده الثلاثاء- سبقه لقاء ترحيبي، بعد أن استقبل الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، مساء الاثنين، رفقة رئيس دولة الإمارات الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني بن الحسين، وملك البحرين حمد بن عيسى آل خليفة، ورئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي.
لقاء «أخوي خاص»
وقال المتحدث الرسمي باسم الرئاسة المصرية، في بيان اطلعت «السياق» على نسخة منه، إن السيسي «رحب بزيارة ضيوف مصر الكرام في لقاء أخوى خاص»، مؤكدًا أن اللقاء شهد تبادل وجهات النظر بين الزعماء لتعزيز العلاقات الثنائية والاستغلال الأمثل للمجالات المتاحة وتعزيز التعاون بينهم.
أعقب اللقاء الخماسي «الترحيبي» جولة نظمتها الرئاسة المصرية لزعماء الدول الأربع في مدينة العلمين، لافتتاح مشروعات استثمارية، قالت عنه وكالة الأنباء الإماراتية «وام»، إن القادة استمعوا لشرح مشروع فندق ريجال هايتس العلمين، الذي يضم عدداً من المرافق السياحية، ثم شهد الجميع عروض الألعاب النارية واستعراض المظليين.
وبحسب «وام»، فإن الرئيس المصري أقام مأدبة عشاء تكريمًا لحضور القادة، في لقاء تبادلوا فيه «الأحاديث الودية» التي تعبر عن عمق العلاقات الأخوية التي تجمع بين الدول الخمس وشعوبها والتي «تقوم على أواصر الأخوة والمحبة والاحترام المتبادل والمصالح المشتركة».
بينما قال بيان الديوان الملكي الأردني إن الملك عبدالله اجتمع في الساحل الشمالي المصري مع القادة العرب المشاركين في اللقاء الخماسي التشاوري، الذي سيعقد الثلاثاء.
تأتي القمة الخماسية بعد يوم من قمة ثنائية عقدها الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي والشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات بمطار العلمين، وعقدا جلسة مباحثات ثنائية.
قمة ثنائية
ذلك اللقاء الثنائي، قال عنه المتحدث الرسمي باسم الرئاسة المصرية بسام راضي، إن لقاء الزعيمين تناول الرؤى ووجهات النظر في القضايا الدولية والأمن الإقليمي والأوضاع الراهنة بالمنطقة العربية، مضيفًا أنه تم خلاله تأكيد أهمية تعزيز العمل العربي المشترك ووحدة الصف العربي، في مواجهة التحديات التي تشهدها المنطقة العربية.
وتعد زيارة الشيخ محمد بن زايد رئيس دولة الإمارات، الزيارة الرسمية الأولى التي يقوم بها إلى مصر منذ تنصيبه رئيسًا لدولة الإمارات في مايو الماضي.
ملفات مهمة
وعن الملفات المرتقب مناقشتها، أكدت بيانات العراق ومصر الرسمية، أن أبرزها: «القضية الفلسطينية، والأوضاع في اليمن وليبيا، والأمن الإقليمي، والتعاون المشترك، والتكامل الصناعي، فضلًا عن مناقشة تبعات الحرب الروسية الأوكرانية على المنطقة».
وبينما توقعت «فرانس 24»، أن يكون الأمن الغذائي والمائي من الملفات التي ستناقشها القمة، أكد مراقبون أن التحديات التي تواجه المنطقة، خاصة الأمن الغذائي، قد تكون في مقدمة الملفات التي نوقشت في القمة.
رئيس الجمعية الأردنية للعلوم السياسية خالد شنيكات، قال في تصريحات صحفية، إن «اللقاء التشاوري الخماسي» سيناقش التعاون المشترك بين الدول الخمس، الذي يعد مدخلًا لمواجهة التحديات المشتركة، التي تتعلق بالأمن القومي لهذه الدول، التي وصفها بـ«القوية والخطيرة».
خالد شنيكات توقع أن يطرح اللقاء التشاوري قضايا عدة، بينها الأمن المشترك والقضية الفلسطينية وتعزيز العلاقات بين الدول، وأزمة الأمن الغذائي الذي تفاقم بعد العملية العسكرية الروسية التي دخلت شهرها السابع.
إلا أن النائب السابق في البرلمان الأردني هايل ودعان الدعجة، أكد في تصريحات صحفية، أن اللقاء سيناقش التطورات والتحولات في المشهد العربي، التي أساسها الاعتماد على الذات في مواجهة التحديات والمخاطر الإقليمية التي تهددها من خلال إيجاد الحلول الذاتية.
ملف اللاجئين السوريين
الدعجة توقع، إضافة إلى القضايا السابقة، طرح ملف اللاجئين السوريين الذي يشكل ضغطًا كبيرًا على موارد الأردن، الذي يعاني أوضاعًا مالية واقتصادية واجتماعية صعبة، مشيرًا إلى أن القمة الخماسية ستناقش إيجاد حالة من التوازن مع القوى الإقليمية في المنطقة، كتركيا وإيران وإسرائيل.
المحلل السياسي العراقي محمد نعناع، قال في تصريحات صحفية، إن العراق سيركز خلال القمة على ملفين رئيسين، أولهما ملف الإرهاب والجماعات الإرهابية، خاصة بعد أن حقق العراق تقدمًا كبيرًا مع جهازي المخابرات في مصر والأردن، تمكن خلاله من القضاء على «الإرهابيين».
أما عضو المجلس المصري للشؤون الخارجية أيمن سلامة، فأكد أن «اللقاء التشاوري الخامس»، يهدف إلى تحقيق الأمن الاقتصادي والإنساني، لشعوب ودول المنطقة العربية، مشيرًا إلى أنه سيرسخ ركائز الأمن القومي العربي، لمواجهة التحديات الإقليمية والدولية.
وأضح سلامة، أن اللقاء سيبحث تشكيل نسق عربي متوافق تجاه القضايا العالمية المرتبطة بالأمن الإقليمي، في القمة العربية التي ستستضيفها الجزائر، إضافة إلى تأييد الجهود العراقية في مواجهة الأزمة السياسية الحالية، والجهود المصرية التي نجحت في وقف إطلاق النار بغزة.