لقاء العلمين... تنسيق فاعل لتعزيز العمل العربي المشترك ودعم جهود استقرار المنطقة
قال الدكتور أنور قرقاش، المستشار الدبلوماسي لرئيس دولة الإمارات، إن لقاءات قادة المنطقة تتواصل لترسيخ آليات التعاون، بما يضمن التنسيق ومواجهة التحديات، وتعظيم فرص الشراكة الاقتصادية لخدمة الشعوب ورفاهها.

السياق
لقاء «أخوي خاص»، عُقد في مدينة العلمين شمالي مصر، ناقش ملفات عدة، في توقيت مهم تمر به المنطقة العربية والعالم، كشف عن تنسيق عالي المستوى بين القادة العرب، تجاه التطورات الإقليمية.
ذلك اللقاء الذي دعا إليه الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، وحضره رئيس دولة الإمارات الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، والعاهل الأردني الملك عبدالله الثاني وملك البحرين حمد بن عيسى آل خليفة، اعتذر عنه بعد وصوله لمدينة العلمين، رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي، إثر عودته سريعًا لبلاده بعد التطورات المتلاحقة، التي علق مجلس القضاء الأعلى أعماله إثرها.
تضمن اللقاء الذي وُصف بـ«الأخوي الخاص»، قضايا عدة، بينها القضية الفلسطينية والأزمة الأوكرانية، والتكامل والتعاون الاقتصادي المشترك، إضافة إلى تعزيز الجهود لحماية الأمن والاستقرار بين دول المنطقة، بما يحقق الأهداف والمصالح المشتركة ويلبي تطلعات شعوبها.
التطورات الإقليمية
قال المتحدث الرسمي باسم الرئاسة المصرية، في بيان اطلعت «السياق» على نسخة منه، إن لقاء العلمين «الخاص» تناول العلاقات الأخوية والتعاون المشترك على مختلف الأصعدة، مشيرًا إلى أن القادة الأربعة استعرضوا -خلال لقائهم «الأخوي»- عدداً من القضايا والتطورات الإقليمية والدولية، وتبادلوا وجهات النظر والرؤى بشأنها.
بينما قالت وكالة الأنباء الإماراتية «وام»، إن الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات حضر لقاء العلمين التشاوري الأخوي الذي دعا إليه الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، مشيرة إلى أن القادة بحثوا خلال اللقاء العلاقات الأخوية التعاون والعمل المشترك خاصة في مجال الشراكات الاقتصادية والتنموية وسبل تنميتها وتطويرها.
وبحسب «وام»، فإن القادة جددوا -في هذا السياق- دعمهم أي جهد ومسعى يهدف إلى ترسيخ أسس السلام والاستقرار والتعاون المشترك على مختلف الأصعدة، الذي يرتكز على دعائم الثقة والاحترام المتبادل والمصالح المشتركة، بما يحقق تطلعات شعوب المنطقة في التقدم والازدهار والتنمية.
وأكد قادة الدول الأربع الحرص المتبادل على استمرار التشاور الأخوي، بما يعزز الاستقرار والتقدم والازدهار في المنطقة، بحسب «وام» التي قالت إن الرئيس المصري أقام مأدبة غداء حضرها الشيخ محمد بن زايد آل نهيان والملك حمد بن عيسى آل خليفة والملك عبدالله الثاني، إضافة إلى مسؤولين إماراتيين رافقوا الشيخ محمد بن زايد إلى مصر.
وكالة أنباء البحرين، أشارت بدورها إلى لقاء العلمين، مؤكدة أنه بحث علاقات الأخوة التاريخية الوطيدة، التي تربط بين الدول الشقيقة، وأوجه التعاون المشترك وسبل الارتقاء به إلى مستويات أشمل، بما يعزز قدراتها وشراكاتها ويخدم مصالحها المتبادلة، ويحقق الخير والمنفعة لشعوبها.
وبحسب الوكالة البحرينية، فإن القادة الأربعة أكدوا عمق العلاقات الأخوية والاستراتيجية بين البلدان الشقيقة الأربعة، وأهمية تعزيزها وتطويرها، بما يحقق الأهداف والتطلعات المشتركة.
تعزيز العمل العربي
وأشارت إلى أن اللقاء الأخوي التشاوري بحث مجالات التنسيق المشترك لتعزيز مسيرة العمل العربي، وحماية المصالح العليا للشعوب العربية، وتوحيد المواقف تجاه التحديات التي تواجه المنطقة وتهدد أمنها واستقرارها وازدهارها، إضافة إلى القضايا محل الاهتمام المشترك ومستجدات الأوضاع على الساحتين الإقليمية والدولية.
وأكد القادة الأربعة أهمية المضي قدماً نحو تكثيف التعاون والعمل المشترك بين الدول الشقيقة، وفتح آفاق أوسع للتعاون بينها في المجالات الحيوية ذات المردود الاقتصادي والتنموي المباشر، وتعزيز الجهود لحماية الأمن والاستقرار في المنطقة بما يحقق الأهداف والمصالح المشتركة، ويلبي تطلعات شعوبها نحو مزيد من النماء والازدهار، بحسب وكالة أنباء البحرين.
وأضافت أن القادة أكدوا أهمية تضافر الجهود واستمرار التشاور والتنسيق المتبادل لكل ما من شأنه وحدة الموقف والمصير بين الأشقاء، إزاء التحديات المصيرية التي تواجهها المنطقة، والعمل على نصرة قضايا الأمة العربية وشعوبها، وتعزيز الجهود المشتركة لحماية الأمن القومي العربي، وإحلال السلم والأمن بما يسهم في تحقيق الاستقرار والازدهار لصالح شعوبها.
وكالة الأنباء الأردنية (بترا) أشارت بدورها إلى لقاء العلمين، موضحة أن القادة المجتمعين أكدوا أهمية الاجتماعات واللقاءات العربية التشاورية لتجذير التعاون في شتى المجالات، بما يعود بالنفع على البلدان العربية وشعوبها، ويحقق طموحاتها وآمالها.
حلول سياسية
كما تم تأكيد أهمية تعزيز مسيرة العمل العربي المشترك وتوحيد المواقف تجاه التحديات التي تواجه الدول العربية، بحسب «بترا»، التي أشارت إلى أن اللقاء تناول آخر المستجدات على الساحتين الإقليمية والدولية، إذ جدد القادة تأكيدهم لضرورة تكثيف الجهود لتحقيق السلام والاستقرار في المنطقة وإيجاد حلول سياسية لأزماتها.
على صعيد القضية الفلسطينية، شدد الملك عبدالله الثاني على أهمية العمل بشكل وثيق مع جميع الأطراف لإعادة تحريك عملية السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين على أساس حل الدولتين، مؤكدًا ضرورة دعم الفلسطينيين في نيل حقوقهم العادلة والمشروعة، وشمولهم في المشاريع الاقتصادية الإقليمية.
وتطرق اللقاء إلى عدد من الموضوعات ذات الاهتمام المشترك، خاصة في المجالات الاقتصادية والاستثمارية والتنموية لتعزيز التعاون والتنسيق فيها.
استقرار المنطقة
وما إن انتهى اللقاء الأخوي الخاص، حتى أعرب رئيس دولة الإمارات الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، عن سعادته بالمشاركة فيه، مشيرًا إلى أن بلاده ماضية في التنسيق الفاعل مع الأشقاء.
وقال رئيس دولة الإمارات، عبر «تويتر»: «سعدت بمشاركة إخواني القادة لقاء العلمين التشاوري الأخوي»، مشيرًا إلى أن «دولة الإمارات ماضية في التنسيق الفاعل مع الأشقاء لتعزيز العمل العربي المشترك، ودعم الجهود المخلصة لتحقيق الاستقرار والتنمية والازدهار في المنطقة».
مرحلة عربية جديدة
بدوره، قال الدكتور أنور قرقاش، المستشار الدبلوماسي لرئيس دولة الإمارات، إن لقاءات قادة المنطقة تتواصل لترسيخ آليات التعاون، بما يضمن التنسيق ومواجهة التحديات، وتعظيم فرص الشراكة الاقتصادية لخدمة الشعوب ورفاهها.
وأوضح قرقاش، عبر «تويتر»: لا يوجد ما يمنع أن تكون منطقتنا فاعلة ولديها رؤيتها ومبادرتها الذاتية لتعزيز الاستقرار والازدهار ورسم معالم المستقبل بما يخدم مصالحها العليا.
وأشار إلى أن الإمارات بقيادة الشيخ محمد بن زايد آل نهيان تكرس جهودها وإمكاناتها للتأسيس لمرحلة عربية عنوانها التعاضد والتكاتف لحماية المنطقة وتنميتها وضمان مستقبل الأجيال المقبلة، مؤكدًا أن لقاء العلمين التشاوري الأخوى خطوة في هذا الاتجاه.