نصب نفسه رئيسا لأفغانستان... من هو أمر الله صالح؟
تغريدات مثيرة للجدل، قال فيها النائب الأول للرئيس الأفغاني: وفقًا للدستور الأفغاني، أنه في حال الغياب أو الهروب أو الاستقالة أو وفاة الرئيس، يصبح نائب الرئيس هو الرئيس المؤقَّت.

السياق
بلد سقط في أيدي حركة طالبان المسلَّحة، في غضون أيام، بعد أن تنبأت المخابرات الأمريكية، بأن ذلك سيستغرق أشهرًا، في أمر مثير للجدل وغير متوقع، إلا أن الأكثر إثارة للجدل، إعلان نائب الرئيس الأفغاني، أمر الله صالح، أنه الرئيس الشرعي للبلاد، مطالبًا مواطنيه بالمقاومة.
تغريدات مثيرة للجدل، قال فيها النائب الأول للرئيس الأفغاني: وفقًا للدستور الأفغاني، أنه في حال الغياب أو الهروب أو الاستقالة أو وفاة الرئيس، يصبح نائب الرئيس هو الرئيس المؤقَّت.
الرئيس الشرعي
وقال أمر الله صالح، في التغريدات التي نشرها عبر «تويتر»، إنه حاليًا داخل أفغانستان، الرئيس الشرعي، مؤكدًا أنه يتواصل مع جميع القادة لتأمين دعمهم وتوافقهم.
وأشار نائب الرئيس الأفغاني، إلى أنهم لم يفقدوا روح النضال، خلافًا للولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي، مؤكدًا أنهم يرون فرصًا هائلة أمامهم لمقاومة طالبان.
وأكد أمر الله صالح، أن أفغانستان ليست فيتنام، مشيرًا إلى أن "طالبان" ليسوا حتى عن بعد مثل الفيتكونغ، في إشارة إلى قوات المقاومة التي حرَّرت فيتنام الجنوبية.
وقال صالح إنه «لن يخون أبدًا أحمد شاه مسعود قائد التحالف الشمالي، الذي اغتاله اثنان من مقاتلي القاعدة، قبل هجمات 11 سبتمبر على الولايات المتحدة بقليل».
جدل كبير
تغريدات أمر الله صالح، شهدت حالة من الجدل الكبير والتفاعل على منصات التواصل الاجتماعي، فبين مشجِّعين له، على القتال وعرضهم تقديم المساعدة، أو المشاركة في أي حشد يدعو إليه، انبرى آخرون، مؤكدين أن الحل يكون بانضمام أمر الله صالح ومناصريه إلى طالبان في كابل، وبأن يكونوا جزءًا من النظام المستقبلي للبلاد.
لكن مَنْ هو أمر الله صالح؟ وهل يمكن أن يحدث فرقًا على الأرض؟ وما الفرص المتاحة أمامه؟
وفقًا للمعلومات المتاحة عنه، التي نشرتها وسائل إعلام محلية، فإن أمر الله صالح، الذي نصَّب نفسه في 17 أغسطس الجاري رئيسًا لأفغانستان وفقًا للدستور الأفغاني، شغل منصب نائب أول رئيس خامس لأفغانستان منذ عام 2020.
وكان أمر الله صالح، الذي ولد في 15 أكتوبر 1972، وزير الداخلية في أفغانستان، عامي 2018 و2019 ورئيسًا للمديرية الوطنية للأمن (NDS) من عام 2004، حتى استقالته عام 2010.
قبل أن يرأس المخابرات الأفغانية، كان أمر الله صالح عضوًا في تحالف الشمال، بزعامة أحمد شاه مسعود، وعام 1997، عُـيِّــن صالح من قِبَلِ مسعود، للعمل كمكتب ارتباط للتحالف الشمالي، داخل السفارة الأفغانية في دوشانبي بطاجيكستان، والاتصال بالمنظمات الدولية غير الحكومية (الإنسانية) ووكالات الاستخبارات.
بعد استقالته من إدارة الأمن الوطني عام 2010، أنشأ صالح حركة مؤيدة للديمقراطية ومعادية لطالبان تسمى «Basej-e Milli» أي التعبئة الوطنية، وفي مارس 2017، عيَّنه الرئيس أشرف غني وزير دولة للإصلاحات الأمنية.
وفي ديسمبر 2018، عيَّنه غني وزيراً للداخلية، إلا أنه استقال في 19 يناير 2019 للانضمام إلى فريق انتخاب أشرف غني، ليعيَّـن بعد ذلك نائبًا أول لرئيس أفغانستان.
إلا أنه بعد سقوط كابل بيد طالبان، وهروب غني من البلاد، انتقل صالح إلى وادي بنجشير، حيث نصَّب نفسه رئيسًا مؤقتًا لأفغانستان، وأعلن تشكيل جبهة مناهضة لطالبان، جنبًا إلى جنب مع أحمد مسعود ووزير الدفاع الأفغاني بسم الله خان محمدي.
تعرَّض أمر الله صالح، إلى محاولتي اغتيال، كانتا الأخطر في حياته السياسية، أبرزهما عندما اقتحم ثلاثة مسلحين مكتبه، وقتلوا زملاءه وما لا يقل عن عشرين شخصًا بتفجير انتحاري.
لا يحظى بدعم
بدوره، قال السفير الروسي لدى كابل دميتري جيرنوف: إن نائب الرئيس الأفغاني أمر الله صالح، الذي أعلن نفسه حاكمًا شرعيًا في أفغانستان، لا يحظى بدعم سكان البلاد.
ودعا الدبلوماسي -في تصريحات صحفية- إلى تقييم فرص صالح وحركة طالبان، في الحفاظ على السُّلطة بشكل واقعي، مشيرًا إلى أن روسيا مستعدة لأي سيناريو للأحداث في أفغانستان.
الفرص المتاحة
بعد إعلان المتحدث باسم طالبان في أفغانستان، ذبيح الله مجاهد، في أول مؤتمر صحفي تعقده الحركة في العاصمة الأفغانية كابل، انتهاء الحرب، أصبحت الفرص في استعادة أمر الله صالح، أفغانستان، شِبه مستحيلة في الوقت الحالي، خاصة أن القوى الغربية، لا تنوي التدخل في الوضع الراهن، بعد الانسحاب الأمريكي.
كما أن التطمينات التي قدَّمها ذبيح الله مجاهد، وتعهدات الحركة باحترام حرية الصحافة، وعدم اضطهاد الصحفيين، والسماح للنساء بمواصلة عملهن بشرط وضعهن الحجاب أو غطاء للشعر، والعفو عن الخصوم... خطوات من شأنها تعقيد مهمة أمر الله صالح، خاصة أن أي تحرُّكات لن تتم، إلا بعد مراقبة مدى تنفيذ حركة طالبان ما وعدت به.
وقال مجاهد: إن حركة طالبان ستشكل حكومة قريبًا، من دون مزيد من التفاصيل عن أعضائها، مكتفيًا بالقول: إن الحركة «ستقيم روابط مع كل الأطراف»، مشدِّدًا على أن «كل الذين هم في المعسكر المعارض، تم العفو عنهم من الألف إلى الياء... نحن لا نريد الثأر».