بعد كارثة أفغانستان... تايوان يجب أن تصبح دولة نووية

عندما تحرَّك الأعداء لمهاجمة حلفائنا، فضَّل هؤلاء المسؤولون إلقاء اللوم على الضحايا، بدلاً من إعادة النظر في خياراتهم السياسية، لذلك يجب أن يدرك جميع حلفاء الولايات المتحدة أن أمريكا لا تدعمهم

بعد كارثة أفغانستان... تايوان يجب أن تصبح دولة نووية

ترجمات – السياق

قال الكاتب الأمريكي، مايكل روبين، إن صور الأفغان وهم يطاردون طائرة أمريكية من طراز C-130 في مطار كابل، وبعضهم يتهاوى حتى الموت، ستحرق ذكرى جيل.

وأضاف روبين -في مقال بصحيفة واشنطن إكزامينر- أن الرئيس جو بايدن اختار الهزيمة في أفغانستان، مشيرًا إلى أنه ووزير الخارجية أنتوني بلينكين ومستشار الأمن القومي جيك سوليفان، لم يكتفوا بأن أداروا ظهورهم للحلفاء من خارج الناتو بين عشية وضحاها، لكنهم فعلوا أكثر من ذلك، فحينما تحرَّك الأعداء لمهاجمة حلفائنا، فضَّل هؤلاء المسؤولون إلقاء اللوم على الضحايا، بدلاً من إعادة النظر في خياراتهم السياسية.

وقال روبين، وهو زميل معهد أمريكان إنتربرايز، إن حلفاء الولايات المتحدة، يجب أن يدركوا أن أمريكا لا تدعمهم، فالرئيس السابق دونالد ترامب، والآن بايدن، طبَّعا ما وصفها بـ«الخيانة»، مشيرًا إلى أنه مع «زوال وصمة العار، سيكون من الأسهل إلقاء الحلفاء تحت الحافلة».

 

اهتزاز السُّمعة والثقة

وأوضح روبين: رغم أن تاريخ الطبقة السياسية الأمريكية يستمر أربع سنوات، فإنهم لا يفهمون أنه لا توجد إدارة تبدأ بـ«اهتزاز السُّمعة والثقة اللتين تعدان مهمتين»، في إشارة إلى ولاية الرئيس جو بايدن التي بدأت قبل أشهر.

وأشار إلى أن «أعداء أمريكا» لاحظوا ذلك، فخلال الأشهر الأخيرة لترامب، انتقلت روسيا إلى جنوب القوقاز، ورغم أن فريق بايدن قال إن هذا الإجراء كان في ولاية سلفه، فإن بلينكن كافأ الإجراء بعد التنازل عن العقوبات المفروضة على المعتدين الأذربيجانيين، ثم رفع العقوبات عن خط أنابيب نورد ستريم 2.

«في المرة المقبلة، التي يريد فيها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، صرف الانتباه عن الاقتصاد الروسي الفاشل، سيكون الموسم مفتوحًا بالنسبة لأوكرانيا، إن لم يكن أعضاء الناتو في دول البلطيق»، يقول روبين منتقدًا إدارة بايدن.

 

تهديد كبير

وأشار إلى أن الصين تشكِّـل تهديدًا كبيرًا، فرغم أنه من المألوف الحديث عن صعود الصين، فإن تدهور الأمة أكثر خطورة، بسبب عقود سياسة الطفل الواحد التي انتهجتها بكين، والتي ستؤدي إلى الانهيار الديموغرافي، مؤكدًا أن الركود الاقتصادي لبكين، إن لم يكن التراجع، سيقود رئيسها شي إلى الانتقاد لصرف الانتباه عن فشله.

«تايوان بصراحة في بصره، فالمسؤولون الصينيون يشيرون صراحة إلى نيتهم ​​التحرُّك في تايوان، التي تتمتع بثقافة متميزة عن البر الرئيس للصين وكانت تحت سيطرتها منذ عقدين فقط على مدى الـ400 عام الماضية»، يقول روبين.

وأكد أنه منذ أن ألقى مستشار الأمن القومي للرئيس ريتشارد نيكسون، هنري كيسنجر، تايوان تحت الحافلة في سعيه لإقامة علاقات مع الصين الشيوعية، فإن جيلًا من الأمريكيين استوعب الرواية التاريخية لبكين، ما سيؤدي إلى تخفيف خيانة أمريكا للجزيرة وسكانها البالغ عددهم 24 مليون نسمة، مشيرًا إلى أن ضعف إدارة بايدن يشجِّع المتنمِّرين.

 

حلفاء أمريكا

وحذَّر مايكل روبين، من أنه إذا لم يكن الأمريكيون مستعدين للقتال والموت لحماية حلفاء أمريكا، فمن الضروري أن تتخذ واشنطن ترتيبات بديلة، لتمكين الجزيرة ليس فقط من الدفاع عن نفسها، لكن أيضًا لردع العدوان الصيني.

وقال إن تايوان كان لديها برنامج أسلحة نووية، ناجح تقريبًا، لكن جاسوسًا منشقًا أطلق صافرته، وضغطت إدارة رونالد ريغان الرئيس الأربعين لأمريكا، على تايوان لإنهائه.

إلا أنه بعد فوات الأوان، كان هذا خطأ، فغالبًا ما يعطي المتخصصون في منع الانتشار، الأولوية لظهور اتفاقيات حظر الانتشار على فعاليتها، بحسب روبين، الذي قال إنه عندما خدع الاتحاد السوفييتي ثم كوريا الشمالية في البداية لالتزاماتهما، كذب الكثيرون في رابطة الحد من التسلُّح وفي أماكن أخرى، لحماية الوهم القائل إن معاهدة عدم الانتشار أو غيرها من اتفاقيات الحد من الأسلحة، عملت بشكل أفضل مما فعلوا.

 

استقرار المنطقة

وأوضح مايكل روبين، أن مقولة العديد من السياسيين إن تمكين تايوان، من أن تصبح قوة نووية، من شأنه أن يستفز الصين أو يزعزع استقرار المنطقة، صحيحة في الجزء الأول وليس الثاني، فلم يثن التشنج الدبلوماسي الصين.

وأشار إلى أن استراتيجية بكين لتقطيع السلامي نجحت، فواشنطن فقدت توازنها الاستراتيجي، مؤكدًا أن قلق الأمريكيين من تأثير تايوان النووية على معاهدة حظر الانتشار النووي، البديل لها هو غزو الصين لواحدة من أكبر الديمقراطيات في المنطقة.

السؤال بعد ذلك يصبح كيفية تمكين حصول تايوان على الأسلحة النووية، من دون التعجيل بضربة صينية استباقية، إلا أنه في هذه المرحلة، ستحتاج تايوان إلى أسلحة جاهزة، وهي سهلة بما يكفي لتزويدها بوصلات جوية منتظمة، كما سيتعين على البحرية الأمريكية أيضًا، تعزيز وجودها في المنطقة لتكون رادعًا، بينما تستعد تايوان لإعلان قدرتها، بحسب روبين.

وختم روبين مقاله: بايدن يعتقد أنه أنهى الحروب إلى الأبد، لكن الحقيقة أن فريقه قلب عقودًا من الحسابات الأمنية، ليس فقط في أفغانستان، ولكن أيضًا في أماكن أخرى.