لمنافسة الصين.. أمريكا تواجه عراقيل لاختبار الصواريخ الأسرع من الصوت
وزارة الدفاع الأمريكية تفتقر إلى القدرات الأساسية، لتنفيذ اختبارات مناسبة أمام التهديدات التي تشكلها الصواريخ، التي تطورها الصين وروسيا.

ترجمات – السياق
كشفت شبكة بلومبرغ الأمريكية، أن الولايات المتحدة تواجه عقبات في تنفيذ اختبارات لصواريخ أسرع من الصوت، بعد أن فاجأت الصين أمريكا، بتنفيذها اختبارات على صواريخ مشابهة متقدّمة، بينما تعكف روسيا أيضاً على تطوير ترسانتها من هذه الصواريخ.
وأوضحت "بلومبيرغ" أن وزارة الدفاع الأمريكية تفتقر إلى القدرات الأساسية، لتنفيذ اختبارات مناسبة أمام التهديدات التي تشكلها الصواريخ، التي تطورها الصين وروسيا، بحسب تقرير للبنتاغون.
كان اختبار الصين للصاروخ فوق الصوتي خلال الصيف، قد أثار مخاوف واشنطن بشأن قدرة بكين المتنامية على تحديث ترسانتها من الأسلحة المتطورة، ما اضطر رئيس هيئة الأركان الأمريكية المشتركة الجنرال مارك ميلي، لأن يصف في مقابلة مع «بلومبرغ»، التجربة الصينية لإطلاق صاروخ أسرع من الصوت يدور حول الأرض، بأنها شبيهة بإطلاق الاتحاد السوفييتي للقمر الصناعي «سبوتنيك»، عام 1957، الذي كان الشرارة التي أطلقت سباق الدول العظمى إلى الفضاء، مؤكدًا أن «ما شهدناه حدث مهم جداً يتعلق باختبار منظومة أسلحة فرط صوتية... والأمر مثير جداً للقلق».
فحص واقعي
واعتبرت "بلومبرغ" أن التقييم، الوارد في النسخة غير العامة من التقرير السنوي لمكتب الاختبار في "البنتاغون"، يُعد فحصًا واقعيًا لخطط وزارة الدفاع، لتعزيز الإنفاق المالي وتسريع تطوير أسلحة جديدة، يمكنها التحليق خمس مرات أسرع من الصوت، والمناورة أثناء الطيران مثل صاروخ كروز.
ووفقًا للمتحدث باسم البنتاغون، جون كيربي، فإن وزير الدفاع لويد أوستن ونائبته كاثلين هيكس، اجتمعا الخميس الماضي، مع 14 من كبار الضباط التنفيذيين لمقاول الدفاع لمناقشة "تطوير الصواريخ الأسرع من الصوت"، وعدد من القضايا التي تخص الأسلحة المتطورة، التي يرى كيربي أنها "جزء من قرع طبول الحرب بشكل منتظم".
وأشارت "بلومبرغ"، في تقريرها، إلى عقبات أخرى في جهود الولايات المتحدة للتحضير لأسلحة الجيل الجديد، موضحة أن من هذه العقبات، أن نطاقات الاختبارات الحالية في الولايات المتحدة، من هاواي إلى فيرجينيا، التي تحتوي على ممرات خالية من المدنيين والحركة الجوية التجارية، ستشهد زيادة تتجاوز 50% بحلول عام 2025.
وأمام هذه المعضلة، قالت "بلومبرغ": "على وزارة الدفاع تحسين تصميم محاكاة الهجمات التي قد يشنها الخصوم، إذ إنها غير قادرة على تحقيق اكتشاف مبكر للصواريخ الآتية والتتبع الفعال والاعتراض".
وأوضحت الشبكة أن البنتاغون لا يستطيع أن يعرض -بشكل كاف- التهديد الذي يشكله صاروخ أسرع من الصوت خلال الاختبار، "ويحتاج إلى مواصلة عرض هذه البيئات في نماذج المحاكاة واختبار الذخيرة الحية".
وأضافت أن البنتاغون لا يمكنه أن "يعرض بشكل كاف" في الاختبار، أنه يستطيع شن ضربات بصواريخ أسرع من الصوت، ضد أهداف على الأرض والبحر محمية بـ "رادار وأجهزة استشعار أخرى".
زيادة الميزانية
وأمام هذه التحديات، كشفت هايدي شو، مساعدة وزير الدفاع للبحوث والهندسة، أن الخطة الخمسية لموازنة 2023 تتضمن "زيادة كبيرة في اختبار البنية التحتية للأسلحة الأمريكية".
وحسب "بلومبرغ" فقد أصدر المفتش العام في البنتاغون، الخميس الماضي، تقريره الخاص، بعنوان "تقييم اختبار الأرض وتقييم البنية التحتية الداعمة للقدرات التي تتجاوز سرعة الصوت"، لكنه أشار إلى أنها "معلومات غير سرية خاضعة للرقابة".
وكشفت الشبكة الأمريكية، أن مسؤولي البنتاغون، وفروع القوات المسلحة، ومراكز الأبحاث وموظفي الشركات، الذين تستطيع مؤسساتهم جني مليارات الدولارات من قطاع صناعة السلاح، ركزوا على الحاجة إلى مقارعة برنامجي الصين وروسيا للصواريخ الأسرع من الصوت.
وأشارت إلى أن موازنة البنتاغون للسنة المالية 2021 اقترحت إنفاق 3.2 مليار دولار، بزيادة 400 مليون دولار عما أقره الكونغرس عام 2020، موضحة أن البنتاغون طلب 3.8 مليار دولار لهذه السنة المالية، ضمن خطط لإنفاق 12.6 مليار دولار في برنامج الصواريخ الأسرع من الصوت، حتى عام 2025.
وذكرت "بلومبرغ" أن مكتب الاختبار في وزارة الدفاع الأمريكية، حدد إمكانات زيادة قدرة المدى في "منشأة مدى الصواريخ في المحيط الهادئ" في كاواي بجزر هاواي، وكواغالين أتول، و"وايت ساندز" في نيو مكسيكو، وشيميا وجزيرة سانت بول وبيثيل في ألاسكا، و"منشأة والوبس للطيران" في فيرجينيا، ومؤسسة "إيغلين الخليج للاختبار وميدان التدريب" في فلوريدا.
وأشارت إلى أن ميدان وايت ساندز للصواريخ في نيو مكسيكو "يمكن أن يؤمن موقعًا أرضيًا إضافيًا لسقوط الصواريخ الأسرع من الصوت، إذا كانت مواقع الإطلاق متاحة"، و"إذا أمكن التوصل إلى تسوية مرضية لمخاوف السلامة، المرتبطة بإطلاق الصواريخ فوق منطقة مأهولة بالسكان، وتفادي التضارب مع مراقبة الحركة الجوية المدنية".