أكبر اقتصاد رقمي.. السعودية تستثمر 6.4 مليار دولار في تكنولوجيا المستقبل
تعد المملكة موطنًا لأضخم الاستثمارات في التقنية السحابية، حيث تستثمر الشركات الرائدة والمزودة للخدمات السحابية على نطاق واسع ومنها Google و Alibaba و Oracle و SAP أكثر من 2.5 مليار دولار أمريكي في المملكة، كما تشهد ريادة الأعمال في المملكة ازدهارًا واضحًا، حيث تجاوز رأس المال الاستثماري عام 2021 إجمالي الاستثمار لعامي 2019 و 2020.

السياق
خطوة سعودية جديدة، على طريق التحول الرقمي وإحداث ثورة في المجال التقني، أسفرت عن شراكات بمليارات الدولارت مع شركات عالمية، وصناديق استثمارية دولية.
تلك الخطوة تمثلت في انطلاق مؤتمر LEAP في العاصمة السعودية الرياض من 1-3 فبراير الجاري، الذي يجمع التقنيين والشركات الناشئة تحت سقف واحد، لمناقشة التحديات في المجال التقني.
وأعلنت المملكة العربية السعودية في مؤتمر « LEAP22»، عن استثمارات بأكثر من 6.4 مليار دولار، في مجال تكنولوجيا المستقبل وريادة الأعمال وتعزيز مكانة المملكة، بصفتها أكبر اقتصاد رقمي في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا.
وشملت الاستثمارات والمبادرات السعودية، إطلاق صندوق بروسبيرتي7 " prosperity7" التابع لشركة النفط العملاقة "أرامكو" صندوقًا بمليار دولار لدعم الشركات الناشئة التي تخدم أهداف التحول التقني، إضافة إلى استثمار شركة الاتصالات السعودية بمليار دولار لإنشاء مركز إقليمي للخدمات السحابية والرقمية، واستثمار مليار دولار من شركة NEOM Tech & Digital مع التركيز على التقنيات المستقبلية.
منصات جديدة
وكجزء من استثماراتها، أعلنت نيوم إطلاق تقنية الواقع الافتراضي الإدراكي ميتافيرس الأولى في العالم، التي ستوفر الخدمات لسكان وزوار هذا المشروع الهائل والذكي، كما ستطلق الشركة أيضًا منصة لإدارة البيانات الشخصية، ستمنح المستخدمين إمكانية التحكم في بياناتهم.
وشهد مؤتمر LEAP التقني أيضًا إطلاق The Garage، وهي منصة جديدة أطلقتها مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتكنولوجيا لدعم الشركات الناشئة، ستوفر بيئة للشركات الناشئة المحلية والدولية، لمساعدتها في النمو لتصبح شركات التكنولوجيا الرائدة في المستقبل.
وأعلنت مجموعة J&T Express Group ، إحدى شركات الخدمات اللوجستية الأسرع نموًا في العالم، استثمار ملياري دولار أمريكي مع eWTP Arabia Capital وشركاء آخرين، بينما سيشهد الاستثمار إنشاء J&T لمقرها الرئيسي في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا في الرياض، وإنشاء شبكة من الخدمات اللوجستية الذكية ومنشآت التوزيع، من شأنها توسيع نطاق وصول المملكة العربية السعودية كمركز إقليمي للخدمات اللوجستية المتقدمة.
وقالت مجلة وايرد الأمريكية، إن المملكة العربية السعودية تعد أكبر سوق للتكنولوجيا في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، حيث تتجاوز قيمة قطاع التكنولوجيا 40 مليار دولار أمريكي.
اقتصاد مبتكر
وتعد الاستثمارات الجديدة التي أعلِن عنها في LEAP22 جزءًا من خطط المملكة المستمرة للتحول إلى اقتصاد قائم على الابتكار، والذي أسهم في جعل البلاد من أسرع الأسواق الجديدة نموًا في التكنولوجيا والمحتوى الرقمي في المنطقة، بحسب مجلة وايرد.
من جانبه، قال وزير الاتصالات وتقنية المعلومات السعودي عبدالله السواحة: "تُعدّ هذه الاستثمارات والمبادرات تجسيداً لجهود المملكة المستمرة في دفع عجلة نمو الاقتصاد الرقمي لتحقيق الفائدة والتقدم للعالم أجمع، ولتعزيز الازدهار في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا. وتُمثّل هذه الاستثمارات المرحلة التالية من توسع المملكة، بصفتها أكبر سوق تقني ورقمي في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا".
وأشار خلال كلمته الافتتاحية في LEAP22، إلى مكانة المملكة وريادتها في استقطاب المواهب التقنية، حيث تحتضن 318 ألف موظف في قطاع التقنية، إضافةً إلى ارتفاع معدل مشاركة المرأة في القوى العاملة بمجال تقنية المعلومات والاتصالات إلى 28% خلال السنوات الأخيرة.
وتعد المملكة موطنًا لأضخم الاستثمارات في التقنية السحابية، حيث تستثمر الشركات الرائدة والمزودة للخدمات السحابية على نطاق واسع ومنها Google و Alibaba و Oracle و SAP أكثر من 2.5 مليار دولار أمريكي في المملكة، كما تشهد ريادة الأعمال في المملكة ازدهارًا واضحًا، حيث تجاوز رأس المال الاستثماري عام 2021 إجمالي الاستثمار لعامي 2019 و 2020.
مشاريع أرامكو
أعلنت شركة أرامكو فنتشرز، ذراع رأس المال الاستثماري لشركة أرامكو السعودية، الإطلاق الرسمي لصندوق النمو المتنوع لصندوق بروسبيرتي7 الذي تبلغ قيمته مليار دولار أمريكي، مشيرة إلى أن الصندوق يدعم رواد الأعمال الطموحين لبناء شركات تحويلية وإيجاد الحلول لبعض أكثر التحديات تعقيدًا في العالم، ويزود الصندوق الشركات المتضمنة لديه بالتمويل وعلاقات التواصل التي تحتاجها للتوسع، ودخول أسواق جديدة للوصول إلى النطاق العالمي.
محور STC MENA
أعلنت شركة الاتصالات السعودية «stc» مبادرة مينا هاب التي تهدف إلى تأسيس شركة مستقلة، باستثمارات تبلغ مليار دولار لدعم البنية التحتية للكابلات البحرية ومراكز البيانات، ما يعزز مكانة المملكة الحالية بصفتها المركز الرقمي في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا.
ومن خلال الاستفادة من مزايا الموقع الجغرافي للمملكة في المنطقة، ستدير الشركة وتواصل استثماراتها في الكابلات البحرية، بما في ذلك الكابلات الجديدة التي يتم تثبيتها في نقاط عدة بالمملكة العربية السعودية.
وأشارت المجلة إلى أن شركة الاتصالات ستدير أيضًا مراكز البيانات، وستواصل الاستثمار في مراكز البيانات الجديدة في جميع أنحاء المملكة والمنطقة، إلى جانب البنية التحتية الرقمية الأخرى، لجذب الاستثمار الأجنبي المباشر، كما ستعمل على توطين المحتوى وتطوير الخدمات السحابية، لتحقيق خطط الرقمنة في المملكة العربية السعودية.
وكشفت شركة الاتصالاات السعودية عن شراكة استراتيجية مع شركة هواوي تيكنولوجيز، ستشهد إنشاء مرافق لتصنيع معدات وأجهزة مراكز البيانات في المملكة، لتعزيز إمكانات الرياض في قطاع التقنيات الفائقة، وإنشاء سلاسل توريد محلية للأجهزة التكنولوجية وزيادة اعتماد التقنيات الجديدة من الشركات السعودية، التي ستدعم زيادة المحتوى المحلي، وتسهم في تحقيق أهداف رؤية السعودية 2030.
XVRS و M3LD
كشفت شركة نيوم التقنية الرقمية القابضة، عن خطط لإطلاق تقنية الواقع الافتراضي الإدراكي ميتافيرس XVRS، وهي منصة رقمية ثنائية الأولى من نوعها، حيث يمتزج الواقع الافتراضي بالواقع المادي لتشكيل تجارب فريدة من نوعها للواقع المختلط، ما يربط بين البيئات المادية والرقمية ويقدم ترجمة في الوقت الفعلي وصورًا رمزية روبوتية.
وبحسب «وايرد»، فإن XVRS جزء من استثمار بمليار دولار أمريكي من شركة نيوم في مجال التقنيات المدعمة بالذكاء الاصطناعي، تشمل أيضًا M3LD، وهي منصة لإدارة البيانات تمكن المستخدمين من استعادة السيطرة على بياناتهم.
بدوره، قال جوزيف برادلي، الرئيس التنفيذي لشركة نيوم التقنية الرقمية القابضة: إن مدن الواقع الافتراضي الإدراكي سترسم ملامح مستقبلنا، وهي رؤية تركز على جودة التجربة، بدلاً من التركيز على الحجم»، مشيرًا إلى أن تقنية الواقع الافتراضي الإدراكي تعمل على تلبية حاجات الإنسان كأولوية، فهي مصممة لمنح الأشخاص مزيدًا من الوقت والمساحة والسلامة المعززة، وستمكن المنصة إدارة البيانات في الوقت نفسه المستخدمين من التحكم في بياناتهم.
مقار إقليمية
أعلنت مجموعة J&T Express Group، إحدى شركات الخدمات اللوجستية الأسرع نموًا في العالم، عن استثمار بملياري دولار أمريكي مع eWTP Arabia Capital وشركائها لافتتاح مقرها الإقليمي في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، والارتقاء بإمكاناتها اللوجستية والتوزيعية في الرياض، لتقديم خدمة أفضل للعملاء والشركاء المحليين.
وسيشمل الاستثمار توفير مراكز فرز عالمية المستوى، وأنظمة مستودعات السيارات، ومحطات الشحن الجوي وحدائق صناعة التجارة الإلكترونية، وغيرها من المرافق الصناعية الحديثة والبنية التحتية ذات الصلة، لتوفير خدمات متقدمة تعتمد على التكنولوجيا لعملاء J & T وشركاء الأعمال.
وقال رئيس الهيئة العامة للطيران المدني، عبدالعزيز الدعيلج، إن البنية التحتية والمرافق اللوجستية، التي سيتم إنشاؤها من خلال هذه الشراكة، لن تسرع فقط نمو التوزيع والبضائع في المملكة، لكن ستستفيد أيضًا من موقع الرياض الجغرافي في قلب الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، لجعل المملكة مركزًا رائدًا للخدمات اللوجستية المتقدمة.
من جانبه، قال جيت لي، مؤسس ورئيس مجلس إدارة مجموعة J&T Express، إنه في السنوات العشر المقبلة، فإن eWTP Arabia Capital وشركاء استراتيجيين آخرين، ستستثمر في معدات الأجهزة والبرمجيات الأكثر تقدمًا في المملكة، إضافة إلى تدريب الفريق المحترف الأكثر تميزًا، وبناء أكبر مجمع صناعي لوجستي ذكي في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا.
التكنولوجيا العميقة
أعلنت مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية عن «The Garage »، وهو مزيج يضم موقعًا فعليًا وحاضنة للشركات الناشئة، والمزيد من المزايا التي ستوفر للشركات الناشئة المنح والاستثمار ودعم التسويق والتدريب ومساحات عمل كاملة الخدمات، إضافة إلى الوصول إلى التكنولوجيا العميقة.
وبحسب «وايرد»، فإن المعامل والمواهب وشبكات البحث، ستكون من الحوافز الأخرى لتمكين الشركات الناشئة المحلية والدولية، من أن تصبح شركات التكنولوجيا الرائدة في المستقبل، مشيرة إلى أن The Garage يهدف إلى إطلاق المشاريع الناشئة ذات الإمكانات القوية محليًا ودوليًا.
جواز سفر STARTUP
أعلنت منظمة التعاون الرقمي (DCO) ، وهي منظمة متعددة الجنسيات، تأسست لتمكين الازدهار الرقمي للجميع، إطلاق جواز سفر الشركات الناشئة لتسهيل وتسريع وتخفيض التكلفة على الشركات الناشئة، في تسيير اعمالها التجارية عبر الحدود، لتفتح أبواب الأسواق المربحة، التي يتجاوز عدد سكانها نصف مليار شخص.
وقالت ديما اليحيى، الأمينة العامة لمنظمة التعاون الرقمي، إن جواز سفر الشركات الناشئة، سيسهم في تخفيف الأعباء الإدارية والمالية، ويسرع تسجيل الشركات والعمليات الأخرى لرواد الأعمال، مشيرة إلى أنهم من خلال جواز السفر هذا، سيتمكنون من دخول أسواق الدول الأعضاء الأخرى في DCO، ما يؤدي إلى تعزيز مهمتنا المتمثلة في تنسيق الجهود وتبادل الخبرات، لتنمية الاقتصاد الرقمي لصالح جميع الدول.
ويوفر جوازات سفر الشركات الناشئة، الدخول السريع والدعم الكبير في أسواق ثمانية بلدان تابعة لمنظمة التعاون الرقمي، وسيتم إطلاق هذه المبادرة بداية في المملكة العربية السعودية ونيجيريا.
وخلال LEAP 22 ، صدق مكتب تنسيق المنطقة أيضًا على مبادرة Elevate50 ، التي تم أطلِقت لدعم 50000 مؤسسة صغيرة إلى متوسطة الحجم، على مدى السنوات الثلاث المقبلة، لبيع منتجاتها عبر الإنترنت.
وبدعم من منصة التجارة الإلكترونية الأردنية MakanE، من المتوقع أن توفر مبادرة Elevate50 نحو 5000 وظيفة تستهدف الشركات التي تديرها النساء والشباب.