الأمتار الأخيرة.. آخر تطورات عملية إنقاذ الطفل المغربي ريان
بحسب وسائل إعلام مغربية، فإن صخرة صغيرة تسببت في تأخير الوصول إلى الطفل ريان، مشيرة إلى أن الصخرة في عمق النفق الذي شُيِّد للوصول إلى الطفل ريان، وقد تطلب هدمها 3 ساعات متواصلة.

السياق
أقل من مترين، المسافة المتبقية للوصول إلى الطفل المغربي ريان، البالغ من العمر 5 أعوام، العالق في بئر عمقها نحو 32 مترًا، بإقليم شفشاون، شمالي المغرب.
العالم الذي يحبس أنفاسه، ويكأنه مع الطفل ريان في الحفرة، يتابع لحظة بلحظة، عملية إخراج الطفل المغربي، التي توقعت مصادر أنها قد تطول ساعات عدة، خاصة أن المرحلة الحالية أصبحت دقيقة للغاية، خوفًا من أي انهيارات، وفي محاولة لإخراجه سالمًا.
وبحسب وسائل إعلام مغربية، فإن صخرة صغيرة تسببت في تأخير الوصول إلى الطفل ريان، مشيرة إلى أن الصخرة في عمق النفق الذي شُيِّد للوصول إلى الطفل ريان، وقد تطلب هدمها 3 ساعات متواصلة.
حفر يدوي
وقال مصدر رسمي، في تصريحات لوسائل إعلام محلية، إن فرق الإنقاذ استطاعت حفر ثلاثة أمتار يدويًا، حتى الرابعة صباحًا بالتوقيت المحلي، بينما لم يتبق سوى مترين للوصول إلى الطفل المفقود.
وتتواصل أعمال الحفر اليدوي لإنقاذ الطفل ريان، بينما كشف مصدر رسمي أن العملية دخلت مرحلتها الثانية، في ظل صعوبات وعراقيل جمة، بسبب صعوبة التضاريس وضيق المسافة.
وقال عضو لجنة تتبع إنقاذ الطفل ريان المحدثة بعمالة إقليم شفشاون، عبدالهادي الثمراني، إن المتخصصين في الإنقاذ يعملون على إزالة الصخور الراسبة وبقايا التراب، مشيرًا إلى أن الأعمال تتواصل لكن بكثير من الحذر، لتفادي أي انهيار محتمل للأتربة.
وأكد المسؤول أن عملية الحفر تتواصل بحضور مهندس وتقنيين طوبوغرافيين حتى الوصول إلى الطفل ريان، كاشفًا عن نجاح العمال في حفر فجوة أفقية بين الحفرة والبئر لانتشال الطفل ريان.
وقال المسؤول إن هناك أملًا في خروج الطفل ريان على قيد الحياة، مشيرًا إلى أن تجهيز الفرق الطبية وسيارات إسعاف وطائرة هيلوكوبتر كلها مؤشرات تدل على أن ريان حي، وأننا نسعى لإخراجه حيًا.
وأوضح أن تقديرات انتهاء الحفر اليدوي غير متوفرة في المرحلة الحالية، بسبب صعوبة التضاريس وخطر انحراف التربة.
لحظات حاسمة.. فرق الإنقاذ تواصل عمليات الحفر اليدوي لإنقاذ #الطفل_المغربي_ريان، حيث أزالت 3 أمتار من التربة، وأصبح يفصلهم متران فقط عن الوصول إليه.#السياق #ريان_المغرب #الطفل_ريان #انقذو_ريان pic.twitter.com/KrP2Y0wpi8
— السياق (@alsyaaq) February 5, 2022
التزويد بالأكسجين
كان عضو اللجنة التي شُكلت لتتبع العملية، عبدالهادي الثمراني، قال لوسائل إعلام محلية، إن فرق الإنقاذ تزود الطفل بالأكسجين، وجهزت طائرة مروحية طبية، على أمل إنقاذه حيًا ونقله إلى أقرب مستشفى.
وبعد حفر نفق بعمق 32 مترًا يوازي البئر الجافة الضيقة التي سقط فيها الطفل، باشروا مساء الجمعة حفر فجوة أفقية لنحو ثلاثة أمتار، بعد دراسة تقنية لفريق من المهندسين الطبوغرافيين واختصاصي الوقاية المدنية لطبيعة التربة المحيطة بالبئر، وفق ما أوضح مصدر من السلطات المحلية لوكالة فرانس برس، مشيرًا إلى أن فريقًا متخصصًا جاهز لولوج الفجوة الأفقية، على أمل الوصول إلى الطفل.
ويستعين المنقذون بأنابيب حديدية، لتثبث جنبات الفجوة وتفادي مخاطر أي انجراف، في أجواء يخيِّم عليها التوتر والترقب، بحسب مراسلي وكالة فرانس برس، بينما كانت هشاشة التربة وخطر انجرافها عائقًا كبيرًا واجه فرق الإنقاذ.
لم أفقد الأمل
لم تمنع برودة الأجواء ليلًا الآلاف من الاستمرار متجمهرين حتى منتصف الليل حول موقع الحادث، في المنطقة الجبلية التي تغطيها أشجار الزيتون واللوز، ويصفق بعضهم من حين إلى آخر تشجيعًا لفرق الإنقاذ، وبينهم من قدم من مناطق بعيدة.
وفضلًا عن التعقيدات المرتبطة بطبيعة التربة، ألقى المسؤول في وزارة التجهيز أحمد بخري باللوم على «محدودية الآليات التي لا تتجاوز قدرتها حفر 20 مترًا في اليوم، وصعوبة وصول آليات بقدرة حفر أكبر تصل إلى 100 متر في اليوم (...) التي أسهمت في تأخر إنقاذ الطفل، كان بالإمكان النجاح في إنقاذه في أقل من 48 ساعة».
كان الطفل البالغ خمس سنوات، سقط في هذه البئر ذات القطر الضيق، التي يصعب النزول فيها، في قرية بمنطقة باب برد قرب مدينة شفشاون.
فرق تطوعية
وقالت والدته، في تصريحات لوسائل إعلام محلية: «تجندنا جميعًا للبحث عنه بمجرد أن اختفى (...) إلى أن علمنا أنه سقط في البئر (..) لا أزال مصدومة لكنني أرجو من الله أن يخرجوه حيـًا، لم أفقد الأمل».
بدوره قال والده للقناة العامة الثانية: «لا يزال لدي الأمل في رؤية ابني حيًا، أشكر كل الذين يعملون على إنقاذه، وكل الذين يدعموننا في المغرب وخارجه».
وحاول متطوعون من أبناء القرية وفرق الإنقاذ، النزول إلى البئر لانتشال الطفل، لكنّ قطرها الضيق -الذي لا يتجاوز 45 سنتيمترًا- حال دون ذلك، بحسب المسؤول عن العملية عبدالهادي تمراني للقناة الأولى.
وجرى التفكير أيضًا في توسيع قطر البئر، لكن المخاوف من انهيار التربة جعلت المنقذين يعدلون عن هذا الخيار، والعمل على حفر النفق الموازي، وسط صعوبات وحذر شديد من تفادي أي انهيار.
عملية شاقة
وقال أحد المشاركين في العملية الشاقة عبدالسلام مكودي لوكالة فرانس برس: «نعمل على قدم وساق منذ ثلاثة أيام ونحن الآن نوشك على الانتهاء، نشعر بالإعياء لكن فرق الإنقاذ تقاوم رغم الطوارئ غير المتوقعة».
وقال الناطق باسم الحكومة المغربية مصطفى بايتاس، خلال مؤتمره الصحفي الأسبوعي، إن تجمع المواطنين حول موقع الحادث صعَّب مهمة فرق الإنقاذ، داعيًا إياهم إلى تسهيل عمل المنقذين.
بالمقابل يصرّ هؤلاء على مدّ يد المساعدة للمنقذين، وقال أحد المتطوعين: «أنا هنا منذ ثلاثة أيام، ريان ابن منطقتنا وندعو الله أن يخرج حيًا».
وأثار الحادث اهتمامًا واسع النطاق، على مواقع التواصل الاجتماعي وترقبًا كبيرًا لعمليات الإنقاذ، إذ تصدّر وسم «أنقذوا ريان» قائمة المواضيع الأكثر تداولًا في المغرب، كذلك وصل صدى التضامن والرجاء بنهاية سعيدة إلى الجارة الجزائر.
وتواصل المواقع المغربية بث وقائع عملية الإنقاذ في فيديوهات مباشرة يتابعها مئات الآلاف من المشاهدين.
كانت إسبانيا شهدت حادثًا مشابهًا عام 2019 حين سقط طفل يبلغ عامين في بئر، لكنه انتهى بمأساة إذ عُثر عليه ميتـًا بعد 13 يومًا من البحث، مسببـًا حزنـًا كبيرًا في البلاد.