كيف تنتهي جائحة كورونا.. وماذا بعد أوميكرون؟
كشفت فايننشال تايمز، عن علامات مشجعة، على قرب انتهاء الوباء، إذ رفعت جنوب إفريقيا، التي شهدت تسجيل أول حالة لمتحور أوميكرون في نوفمبر الماضي، القيود المفروضة على تحركات الأشخاص.

ترجمات - السياق
قالت صحيفة فاينانشال تايمز البريطانية: رغم الخطر الذي يمثله متحور كورونا الجديد "أوميكرون"، فإن العلماء متفائلون بأن العبء الذي يمثله الفيروس على الصحة العالمية سيتراجع خلال عام 2022.
وأضافت "فايننشال تايمز"، في تقرير: رغم أن أوميكرون يهدد بحدوث أزمة خلال الأشهر القليلة المقبلة، فإن السيناريوهات الأكثر احتمالًا تظهر الكثير من التحسن في المستقبل، بسبب زيادة المناعة بين السكان، من خلال ارتفاع مستويات التطعيم، ودخول الفيروس مرحلة العدوى الطبيعية كأي مرض آخر، الأمور التي من المحتمل أن تؤدي إلى عواقب أقل حدة للفيروس".
ونقلت "فايننشال تايمز" عن السير جيريمي فارار، مدير "مؤسسة ويلكوم الطبية"، قوله: "ارتفاع الإصابات بمتحور أوميكرون في أوروبا وأمريكا الشمالية كان سريعًا للغاية، وقد نشهد هبوطًا سريعًا بالقدر نفسه، خلال الشهر أو الشهرين المقبلين، رغم أن الأمر قد يستغرق من 4 إلى 6 أشهر حتى يتراجع انتشاره في العالم".
وأضاف: "الحصانة التي تكوَّنت خلال عام 2021، كانت بشكل طبيعي أكثر مما كان مُنتظرًا عام 2020"، وهي أمور تشير إلى تراجع الوباء عالميًا.
علامات مشجعة
وكشفت "فايننشال تايمز"، عن علامات مشجعة، على قرب انتهاء الوباء، إذ رفعت جنوب إفريقيا، التي شهدت تسجيل أول حالة لمتحور أوميكرون في نوفمبر الماضي، القيود المفروضة على تحركات الأشخاص، وذكر بيان لمجلس الوزراء، أن جميع المؤشرات تؤكد أن البلاد ربما تكون قد تجاوزت ذروة الموجة الرابعة.
وتعليقًا على ذلك، أشار تيم كولبورن، أستاذ علم الأوبئة بجامعة كوليدج لندن، إلى موعد نهاية جائحة كورونا ضمنيًا، قائلًا: "يمكننا أن نقول بعقلانية إن عبء كورونا سينخفض 95% عام 2022، بحيث لم يعد ضمن أكبر 10 مشكلات صحية".
أما عن متغير أوميكرون، فيرى بعض الخبراء -حسب الصحيفة البريطانية- أنه مؤشر على إمكانية التطور المستقبلي لفيروس سارس كوفيد2، وهي السلالة التي تنتقل بشكل انتقائي وليس بشكل شامل، كما حدث ويحدث في كورونا.
وحسب "فايننشال تايمز"، يؤكد العلماء أمرًا مخبريًا جيدًا في ما يتعلق بمتغير أوميكرون، مشددين على أن أوميكرون الحالي سينتهي، لأنه أظهر عدم قدرته على التغلغل في عمق الرئتين، مثل الفيروس الأصلي والمتغيرات السابقة، أما في ما يتعلق باحتمال بقاء هذا المتغير، وأن يصبح بديلًا للمتغيرات السابقة، خلال الأشهر المقبلة، فهو أمر يطمئن له بعض الخبراء.
ونقلت الصحيفة عن كريس موراي، مدير معهد القياسات الصحية والتقييم في جامعة واشنطن، قوله: "إن احتمال أن يصبح أوميكرون البديل المنتشر في معظم أنحاء العالم، مطمئن بالنسبة لنا نظرًا لخصوصيته"، بينما أكد فارار أن القلق يأتي فقط من انتشار متغيرات مختلفة في الوقت القريب، مشيرًا إلى أنه في حال حدوث ذلك "سيكون مؤشرًا لخطر محتمل من تفاعلات سلالات عدة".
متغير جديد
وعن إمكانية ظهور متغير جديد، قد يكون أكثر فتكًا من أوميكرون، نقلت "فايننشال تايمز" عن جينيفر رون، عالمة بيولوجيا الخلية في جامعة كوليدج لندن، قولها: "لا أعرف جدوى ذلك بالنسبة لهذا الفيروس، إذ يعتمد سارس-كوف -2 على إصابة الخلايا وقد يكون بالفِعل قريبًا من التحور لآخر".
إلا أن بول هانتر، أستاذ الطب بجامعة إيست أنجليا البريطانية، استبعد ظهور متحور آخر جديد (أكثر فتكًا)، مبديًا اقتناعه بأن فيروسات كورونا، تميل إلى أن تصبح أكثر اعتدالًا بمرور الوقت.
وأشار إلى أن الفيروس الفتاك يستغرق سنوات لكي تتأقلم المناعة معه، وهو ما يحدث الآن مع الفيروس الحالي، موضحًا أنه ينتقل من البشر إلى الحيوانات، ليتطور شيئًا فشيئًا ويعود مرة أخرى إلى البشر.
وذكرت "فايننشال تايمز": "رغم استبعاد سيناريو ظهور متحور أكثر فتكًا، قريبًا، فإنه ليس مستحيل الحدوث"، مشيرة إلى أن القلق الأكبر ليس من الفيروس الحالي، وإنما من فيروسات مستقبلية أخرى، وهو ما يدفع إلى ضرورة مواصلة السعي الحثيث في الأمور الصحية والطبية.