مليشيات طرابلس تنقلب على خارطة الطريق.. سيناريوهات قاتمة تنتظر ليبيا
قال المحلل السياسي الليبي أيوب الأوجلي، في تصريحات لـ السياق، إن محاولات رئيس حكومة تصريف الأعمال عبدالحميد الدبيبة، الاستعانة بالمليشيات المسلحة، الغرض منها تشتيت الرأي العام بشأن مصير السلطة التنفيذية، الذي سيُنظر فيه الاثنين المقبل.

السياق
بعد تعذر إجراء الانتخابات الليبية في موعدها، بسبب «القوة القاهرة»، تتصدر أزمة المليشيات المسلحة والمرتزقة في ليبيا، الحلول المطروحة لخارطة الطريق المقبلة، جنبًا إلى جنب مع مساعي البرلمان لتشكيل حكومة جديدة.
إلا أن المليشيات المسلحة، التي تهدد أي حل للأزمة الليبية، أعلنت وقوفها ضد خارطة الطريق الجديدة، التي تقود لمرحلة انتقالية بحكومة جديدة، تنتهي بتمهيد الطريق لإجراء الانتخابات الرئاسية والبرلمانية.
وقال عدد من المليشيات المسلحة، في بيان اطلعت "السياق" على نسخة منه، إنها ترفض الذهاب في مسار أحادي، مطالبة الأطراف المعنية المحلية والدولية، بأن تكون الأولوية لوضع جدول زمني بتواريخ لإنجاز المسارات الثلاثة: المسار الدستوري، مسار المصالحة الوطنية، ومسار توحيد المؤسسة العسكرية.
ترحيل الأزمة
وبحسب البيان الصادر عن عدد من المليشيات المسلحة، فإن ما وصفته بـ«الخلل» في إنجاز العملية الانتخابية، مرتبط بتلك المسارات التي أخفق فيها العمل، محذرة من محاولة تغيير السلطة التنفيذية، خلال هذه المرحلة، قائلة إنه «عبث غرضه تمديد الأجسام التي انتهت شرعيتها، وتمكينهم فترة أطول في السلطة، بترحيل الأزمة وإطالة أمدها».
بيان المليشيات المسلحة، جاء بالتوازي مع تحركات على الأرض، واشتباكات في منطقة الفرناج ومدخل منطقة عين زارة بين مليشيات «777»، بإمرة جمعة المعرفي الترهوني وقوة من القضائية بقيادة التابع أسامة انجيم، بسبب إغلاق الأولى الطريق أمام دورية من إدارة العمليات والأمن القضائي.
إلا أن البيان والاشتباكات المسلحة، دقا جرس إنذار، بشأن المرحلة المقبلة، وتأثير تغيير الحكومة في إمكانية حدوث صدامات مسلحة بين المليشيات في العاصمة طرابلس، بحسب مراقبين، حذروا من إمكانية استعانة رئيس حكومة تصريف الأعمال عبدالحميد الدبيبة ببعضها، للحيلولة دون السماح بتغيير الحكومة.
شبح الانقسام
ورغم تلك الخطوة الداعمة لبقاء الدبيبة وحكومته، والمخاوف من أن تؤدي إلى عودة شبح الانقسام مرة أخرى داخل المؤسسات، فإن مراقبين أكدوا أن المليشيات المسلحة، لا تدين بالولاء إلا لصاحب السلطة والنفوذ والمال، فإذا توافرت تلك العناصر، ستقف وراء من يمتلكها.
من جانبه، قال المحلل السياسي الليبي أيوب الأوجلي، في تصريحات لـ«السياق»، إن محاولات رئيس حكومة تصريف الأعمال عبدالحميد الدبيبة، الاستعانة بالمليشيات المسلحة، الغرض منها تشتيت الرأي العام بشأن مصير السلطة التنفيذية، الذي سيُنظر فيه الاثنين المقبل.
وأكد أن لقاءات المجلس الرئاسي ووزيرة خارجية الحكومة نجلاء المنقوش، في أديس أبابا، ما هي إلا محاولة للحصول على بعض الداعمين من دول الجوار، للبقاء في السلطة أطول فترة ممكنة.
الدعم الإقليمي
بدوره، قال المحلل الليبي أحمد المهدوي، في تصريحات لـ«السياق»، إن الدبيية يحاول استخدام كل الوسائل لحشد الدعم الإقليمي والدولي لبقاء حكومته، خصوصًا أن مجلس النواب حسم أمره بضرورة تغيير الحكومة.
وأكد أن رفض الدبيبة تسليم السلطة، سيفرز حكومتين علي غرار حكومتي فايز السراج في الغرب الليبي وعبدالله الثني في الشرق، إلا أنه قال إن المختلف هنا أن الحكومتين ستعملان من العاصمة.
وأشار إلى أن المجتمع الدولي يتعامل بسياسة الأمر الواقع، ما يمنح فرصة للحكومة الجديدة لنيل الشرعية، حال فوز مرشح يمتلك قوة سياسية وعسكرية وعلاقات دولية لفرص حكومته، مؤكدًا أن كل تلك العوامل متوفرة في المرشح الرئاسي فتحي باشاغا.
وأكد أن دور دول الجوار مهم جدًا لحل الأزمة الليبية، في ما يخص الملف الأمني ومراقبة الحدود ومكافحة الإرهاب، إلا أنه أشار إلى أن تأثيرها في الشأن السياسي، لن يكون بوتيرة الضغط الأوروبي أو الأمريكي نفسها، خصوصًا أن الاتحاد الأفريقي أصبح عاجزًا عن حل النزاعات في إفريقيا.