رفع المسدس في وجهها... تفاصيل محاولة اغتيال نائبة الرئيس الأرجنتيني
كيرشنر نجت من سلاح ناري لرجل خمسيني، صوَّب مسدسه نحوها على بعد بضعة أمتار منها، بينما كانت تتحدث إلى مؤيدين لها أمام منزلها بحي ريكوليتا، في حادث أثار سلسلة من الإدانات من السياسيين في الأرجنتين والعالم.

السياق
محاولة اغتيال فاشلة تعرضت لها نائبة الرئيس الأرجنتيني كريستينا كيرشنر أمام منزلها، في الساعات الأخيرة من مساء أمس.
كيرشنر نجت من سلاح ناري لرجل خمسيني، صوَّب مسدسه نحوها على بعد بضعة أمتار منها، بينما كانت تتحدث إلى مؤيدين لها أمام منزلها بحي ريكوليتا، في حادث أثار سلسلة من الإدانات من السياسيين في الأرجنتين والعالم.
المشتبه به ألقي القبض عليه واقتادته قوات الأمن إلى سيارة للشرطة في شارع مجاور قاموا بتطويقها على الفور، وغادرت السيارة المكان بعد فترة وجيزة، وسط صرخات وهتافات منددة من الحشد.
وبثت قنوات تلفزيونية صورًا عدة لهذا الشخص، خلال تصويبه سلاحًا باتجاه رأس كيرشنر، وقال أحد مؤيديها: "رأيت ذراعًا مرفوعة على كتفي خلفي بسلاح وبوجود أشخاص حولي تمت السيطرة على حامل السلاح". ويظهر العراك القصير بشكل واضح في لقطات بثتها محطات التلفزيون.
لحظة نجاة نائبة الرئيس الأرجنتيني كريستينا فرنانديز دي كيرشنر من محاولة اغتيال
— السياق (@alsyaaq) September 2, 2022
اللقطات تظهر رجلا يوجه مسدسا إلى رأسها من مسافة قريبة جدا وضغط على الزناد لكن الرصاصة لم تنطلق
الشرطة اعتقلت المهاجم وبينت التحقيقات الأولية أنه برازيلي الأصل#السياق #Cristinafernandez #Argentina pic.twitter.com/lPTbBem9Nt
خطورة هائلة
قال الرئيس الارجنتيني ألبرتو فرنانديز -في بيان بعد ساعات على الحادث- إن "كريستينا على قيد الحياة لأن السلاح الذي كان يحتوي على خمس رصاصات لم يعمل لسبب لم يتم تأكيده تقنيًا، رغم الضغط على الزناد".
ودان رئيس الدولة الحادث، موضحًا أنه يتسم "بخطورة هائلة". وأشار إلى أنه "أخطر حادث تشهده البلاد منذ استعادتها الديمقراطية عام 1983"، وأعلن أن الجمعة يوم عطلة وطني "ليتمكن الشعب الأرجنتيني من التعبير بسلام ووفاق عن نفسه، دفاعاً عن الحياة والديمقراطية وتضامنًا مع نائبة الرئيس".
وفي المكان، تم إغلاق التقاطع أمام المبنى الذي تعيش فيه كيرشنر بسرعة بعد الهجوم، بشرائط كتب عليها "مسرح جريمة". وكان رجال الشرطة يجمعون أدلة.
وذكر عدد من وسائل الإعلام الأرجنتينية أن المشتبه به يبلغ من العمر 30 عامًا ويحمل الجنسية البرازيلية، لكن لم تؤكد مصادر رسمية هذه المعلومات.
ويتجمع مئات الناشطين كل مساء منذ عشرة أيام، أمام منزل كريستينا كيرشنر، للتعبير عن دعمهم لرئيسة الدولة السابقة (2007-2015) التي تحاكم بتهمة الاحتيال والفساد.
كان عددهم بضع عشرات عند وقوع الحادث مساء الخميس، وبقي الجو هادئًا في الساعات التالية.
بين هؤلاء المؤيدين مارتن فرياس (48 عامًا) البيروني المخضرم الذي أعرب عن أسفه لـ"مناخ العنف" السياسي في البلاد. وقال إن "العنف في الأقوال يؤدي إلى أعمال العنف".
وفي أغسطس طلب الادعاء حكمًا بالسجن 12 عامًا لكيرشنر وحرمانها من الترشح في الانتخابات مدى الحياة، في محاكمة تتعلق بمنح عقود عامة في معقلها في سانتا كروز (جنوب) خلال ولايتيها الرئاسيتين.
وفي أجواء من الاستقطاب السياسي الشديد، أدت لائحة الاتهام إلى تظاهرات تأييد لكيرشنر نظمها اليسار البيروني، الذي تعد أهم شخصياته. وجرت تجمعات الأسبوع الماضي في مدن عدة.
"أي فوضى ستحدث؟"
بعد ساعات على إعلان الهجوم، تضخم الحشد عند مفترق طرق شارعي خونكال وأوروغواي ليضم المئات، في جو صاخب لكن بلا حوادث وهم يغنون "أي فوضى ستحدث إذا مسوا بكريستينا؟"
ودان الحادث على الفور معسكر الحكومة والائتلاف المعارض "معًا من أجل التغيير".
وعبَّـر زعيم المعارضة اليمينية وخليفة كيرشنر في الرئاسة ماوريسيو ماكري (2015-2019) عن "إدانته للهجوم الذي تعرضت له كريستينا كيرشنر ولم يكن له لحُسن الحظ عواقب على نائبة الرئيس".
في الخارج، صدرت ردود فعل عن عدد من قادة أمريكا اللاتينية.
وكتب الرئيس التشيلي غابريال بوريك على "تويتر": "محاولة اغتيال نائبة الرئيس كريستينا كيرشنر تستحق رفض وإدانة القارة".
من جهته قال الرئيس السابق، المرشح لرئاسة البرازيل لويز إيناسيو لولا دا سيلفا: "كل تضامني مع الرفيقة كريستينا ضحية مجرم فاشي لا يعرف كيف يحترم الاختلافات والتنوع".
كيرشنر شخصية شعبية ومثيرة للانقسام - حسب "فرانس برس"- وما زالت مؤثرة في السياسة الأرجنتينية، بعد سبع سنوات على مغادرتها الرئاسة، وقبل عام من اقتراع رئاسي، لم تعلن نيتها بشأنه.
ولا يُتوقع صدور حكم في محاكمتها قبل أواخر 2022. وحتى إذا أدينت، لا يمكن أن تسجن وتستطيع أن تترشح لانتخابات 2023، لأنها تتمتع بحصانة برلمانية بصفتها رئيسة لمجلس الشيوخ.