بعد انكسار حدة الوباء... الطلاب الأجانب يزينون الجامعات الأمريكية
أسهم الطلاب الأجانب بـ 28.4 مليار دولار في الاقتصاد الأمريكي عام 2020، مقارنة بـ 40.5 مليار دولار تم تحصيلها عام 2018

ترجمات - السياق
تتوقع أغلبية المدارس والجامعات في الولايات المتحدة الأمريكية، أن يعود معظم الطلاب الأجانب -خصوصًا الصينيين- إلى مدارسهم هذا العام، مع انكسار حدة وباء كورونا.
وروت صحيفة فايننشال تايمز البريطانية، كيفية عودة الطلاب إلى مدارسهم، مع بدء العام الدراسي الجديد، الذي يختلف عن سابقيه، بالقول، إن الخوف من وباء كورونا أقل كثيرًا.
وأشارت إلى أن مئات الآلاف من الطلاب الجدد، يتدفقون على الجامعة، في جميع أنحاء الولايات المتحدة، واصفة الحالة بأن "مجموعة من الآباء يسيرون إثر أبنائهم يحملون حقائب الدراسة وحاجاتهم اليومية، من صندوق الطعام والشراب إلى المجلدات والمفكرات والأقلام".
ترحيب كبير
وتوقعت "فايننشال تايمز" أن يلقى الطلاب الجدد (الأجانب) الترحيب من المسؤولين عن هذه المدارس والجامعات، مشيرة إلى أنه كان هناك انخفاض هائل في التحاق الأجانب بهذه الجامعات خلال عامي 2020 و2021، بسبب انتشار كورونا.
وأوضحت أنه قبل انتشار الوباء، سجلت الكليات الأمريكية رقمًا قياسيًا بلغ 1.1 مليون طالب أجنبي في العام الدراسي 2018-2019، وفقًا لمعهد التعليم الدولي (IIE)، إلا أن هذا الرقم انخفض إلى ما يزيد قليلاً على 914000 عام 2020-2021.
وأظهر استطلاع حديث لمعهد التعليم الدولي، أن معظم الجامعات تتوقع أن يتعافى تدفق الطلاب هذا العام.
إلا أن الصحيفة البريطانية، استبعدت أن تصل الأعداد إلى ما كانت عليه قبل الوباء، مشيرة إلى أن معدلات الالتحاق بالجامعات تراجعت بشكل مطرد خلال العقد الماضي.
وبينت، أن الترحيب بالطلاب الأجانب في المدارس والجامعات الأمريكية، لأنهم مصدر دخل رئيس لهذه المؤسسات التعليمية، خصوصًا الأصغر والأقل شهرة.
وحسب الصحيفة، تعد ولايات مثل إلينوي وأوهايو وميتشيغان من العشر الأوليات التي تستقبل أكبر عدد من الطلاب الأجانب كل عام.
الرسوم
وكشفت "فايننشال تايمز" أن الطلاب الأجانب عمومًا يدفعون الرسوم الدراسية، مشيرة إلى أنه في بعض الكليات العامة، يمكن أن تكون هذه الرسوم نحو ثلاثة أضعاف ما يدفعه الطلاب المحليون أو المعينون.
ورأت الصحيفة، أن خفض الإنفاق الحكومي على التعليم العالي -طوال السنوات الماضية- يعني انخفاض عدد الطلاب المعينين أمام نظرائهم الأجانب، الذين يدفعون رسومًا دراسية عالية للغاية.
وأشارت إلى أنه إضافة إلى الإنفاق على الإسكان والسلع الأخرى التي يحتاجونها طوال دراستهم، أسهم الطلاب الأجانب بـ 28.4 مليار دولار في الاقتصاد الأمريكي عام 2020، مقارنة بـ 40.5 مليار دولار تم تحصيلها عام 2018.
لكن هذا الرقم -حسب الصحيفة- قد يتساوى مع مداخيل بعض الصناعات التقليدية، مضيفة: "على سبيل المثال، بلغت صادرات فول الصويا 25.5 مليار دولار فقط عام 2020".
وتضيف الصحيفة: الطلاب الأجانب بعيدًا عن تحمُّلهم مصاريفهم الدراسية، فإنهم يبتعدون كثيرًا عن الانتقادات اللاذعة التي لا تنتهي بشأن أزمة ديون الطلاب المتزايدة.
وبينت الصحيفة، أن إجمالي ديون قروض الطلاب في الولايات المتحدة بلغ 1.57 تريليون دولار نهاية العام الماضي، لافتة إلى أن الضغوط لمعالجة القضية دفعت الرئيس جو بايدن إلى إعلان إلغاء مليارات الدولارات من قروض الطلاب الفيدرالية الأسبوع الماضي.
كانت خطة التسامح التى طال انتظارها وأعلنها الرئيس الأمريكي مؤخرًا، بشأن تخفيض ديون قروض الطلاب، التي قد تساعد أكثر من 40 مليون أمريكي، أثارت جدلًا كبيرًا، ورغم أنها خطوة تاريخية فإنها مثيرة للانقسام سياسيًا في الفترة التي تسبق انتخابات التجديد النصفي، في نوفمبر المقبل.
من جانبهم، ندد الجمهوريون وبعض الديمقراطيين بالخطة باعتبارها إهانة للأمريكيين الذين سددوا ديونهم ولمن لم يلتحقوا بالجامعة، ومكلفة للغاية ولا تفعل الكثير لحل أزمة الديون، كما رآها بعض النقاد "صدقة للأثرياء".
وذكرت وكالة أسوشيتد برس الأمريكية، أن خطة بايدن جاءت وفاءً لوعد الحملة الشعبية خلال الانتخابات التمهيدية الرئاسية، مشيرة إلى أن قراره بأن يمحو 10 آلاف دولار من ديون قروض الطلاب الذين حصلوا على منحة بيل الفيدرالية للالتحاق بالكلية، ممن يقل دخلهم عن 125 ألف دولار فى السنة، أو الأسر التى تكسب أقل من 250 ألف دولار، يُنظر إليها على أنها محاولة غير مسبوقة لوقف موجة ديون الطلاب الأمريكية المتزايدة بسرعة، لكنها لا تعالج القضية الأوسع، وهي التكلفة العالية للجامعات الأمريكية.
طلاب الصين
أمام هذا الجدل الذي لا ينتهي، أوضحت "فايننشال تايمز" أن الصين تعد -إلى حد بعيد- أكبر مصدر منفرد للطلاب الأجانب في الجامعات الأمريكية.
وأشارت إلى أن هؤلاء الطلاب يمثلون أكثر من ثلث الطلاب الأجانب في الولايات المتحدة.
كانت الولايات المتحدة أصدرت في النصف الأول من عام 2022 نحو 31 تأشيرة F-1 فقط لطلاب الصين القارية، مقارنة بـ 64261 في الفترة نفسها من عام 2019، وفقًا لبيانات وزارة الخارجية الأمريكية.
ورأت الصحيفة أن القيود التي وضعتها بكين على سفر مواطنيها، جراء المخاوف من تفشي كورونا، قد تؤدي -إلى جانب التوترات الجيوسياسية المتزايدة مع واشنطن- إلى إعادة تفكير بعض الطلاب الصينيين في دراستهم بالولايات المتحدة، ما يعني تراجع أعداد هؤلاء الطلاب مستقبلًا.
وفقًا للإدارة الأمريكية، تجعل خطة بايدن 43 مليون مقترض مؤهلين لبعض الإعفاء من الديون، مع 20 مليونًا يمكن شطب ديونهم، وقرابة 60% من المقترضين من المستفيدين من منح بيل الفيدرالية، التي خُصصت للطلاب الجامعيين ذوى الحاجات المالية الأكثر أهمية، ما يعني أن أكثر من نِصفهم يمكنهم الحصول على 20 ألف دولار كإغاثة.