وقف نورد ستريم1... كيف نجحت روسيا في ضرب أوروبا بسلاح الغاز؟
أوقفت روسيا الأربعاء إمدادات الغاز عبر خط أنابيب رئيس إلى أوروبا، قائلة إنه بحاجة إلى إصلاحات، ما يزيد حدة المعركة الاقتصادية بين موسكو وبروكسل

السياق
حرب استنزاف الطاقة، التي تشنها روسيا ضد أوروبا، تتصاعد وتيرتها وتشتد حدتها، ما يضيق الخناق على بروكسل.
وأوقفت روسيا –الأربعاء- إمدادات الغاز عبر خط أنابيب رئيس إلى أوروبا، قائلة إنه بحاجة إلى إصلاحات، ما يزيد حدة المعركة الاقتصادية بين موسكو وبروكسل.
وبين سلاحي العقوبات ضد روسيا والطاقة ضد أوروبا، يقف على العالم على أعتاب أزمة اقتصادية حرجة وارتفاع في احتمالات الركود والتضخم، وانهيار لبعض الاقتصادات الضعيفة والنامية.
بينما قالت شركة الطاقة الروسية العملاقة غازبروم إن وقف الضخ عبر خط أنابيب "نورد ستريم1" سيستمر خلال الأيام الثلاثة المقبلة، مضيفة أن الإغلاق الجديد ضروري لإجراء صيانة للضاغط الوحيد المتبقي لخط الأنابيب.
البيانات الإلكترونية لخط الأنابيب أظهرت –الأربعاء- انخفاض التدفقات إلى الصفر.
الجدير بالذكر أن موسكو خفضت صادرات الغاز بشكل كبير لعدد من العواصم الأوروبية، بعد إقرار الدول الغربية والحليفة لها فرض عقوبات متنوعة عليها، وقطعت الإمدادات عن بلغاريا والدنمرك وفنلندا وهولندا وبولندا.
الحكومات الأوروبية تقول إن موسكو تتعمد قطع الغاز ردًا على العقوبات الغربية بسبب غزو أوكرانيا، لرفع أسعار الغاز، التي زادت بنسبة 400 في المئة، متهمة فلاديمير بوتين باستخدام إمدادات الطاقة "كسلاح حرب"، ومن جانبه يرفض الكرملين هذه الاتهامات.
وقد تسببت الزيادات الرهيبة في أسعار الغاز في أزمة مؤلمة بتكلفة المعيشة للمستهلكين، وزيادة التكاليف على الشركات، وأجبرت الحكومات على إنفاق المليارات لتخفيف العبء خلال الشتاء، واحتواء أي احتجاجات عمالية أو غيرها بسبب سوء الأحوال المعيشية.
وقبل أيام من باريس اتهمت وزيرة الطاقة الفرنسية أغنيس بانييه روسيا باستخدام الغاز كسلاح حرب، في ردها على تعليق شركة غازبروم الروسية شحنات الغاز لشركة إنجي الفرنسية المعنية بالطاقة.
لكن المتحدث باسم الرئاسة الروسية رفض ذلك، مصرًا على أن العقوبات الغربية تسببت في الانقطاعات، من خلال الإضرار بالبنية التحتية الروسية، مشيرًا إلى أن "المشكلات التكنولوجية" الناجمة عن العقوبات الغربية، الشيء الوحيد الذي يمنع روسيا من إمداد الغاز عبر خط الأنابيب.
وزير الاقتصاد الألماني، روبرت هابيك قال إن خط الأنابيب يعمل بكل طاقته، مؤكدًا أنه لا توجد مشكلات فنية كما "تدعي روسيا". من جانبها وعدت رئيسة المفوضية الأوروبية، أورسولا فون دير لاين بالتدخل في أسواق الطاقة، قائلة إن الأسواق "لم تعد مناسبة للغرض". مضيفة: "نحن بحاجة إلى نموذج سوق جديد للكهرباء يعمل فعلًا ويعيد التوازن".
خط نورد ستريم1 الذي افتتح عام 2011 يمكنه إسالة 170 مليون متر مكعب من الغاز يوميًا من موسكو إلى برلين، ويقع على عمق 1200 كيلومتر تحت بحر البلطيق من الساحل الروسي بالقرب من سانت بطرسبرغ إلى شمالي شرق ألمانيا
كان خط الأنابيب قد أغلق 10 أيام في يوليو الماضي، للسبب نفسه "أعمال صيانة" كما أن موسكو خفضت بالفعل الإمدادات عبر نورد ستريم1 إلى 40% من قدرته الاستيعابية في يونيو، وإلى 20% في يوليو، وتلقي باللوم على مشكلات الصيانة والعقوبات الغربية التي تقول إنها تمنع إعادة معدات وتركيبها.