بعِلم لندن.. جاسوس كندي وراء تهريب تلميذة بريطانية للالتحاق بداعش

 كشفت صحيفة التايمز أن شرطة لندن كانت تعلم أن مُهربًا للبشر يعمل لصالح المخابرات الكندية، كان مسؤولا عن مساعدة بيغوم واثنتين من صديقاتها للانضمام إلى داعش في سوريا في عام 2015.

بعِلم لندن.. جاسوس كندي وراء تهريب تلميذة بريطانية للالتحاق بداعش
شميمة بيغوم

ترجمات - السياق 

كشفت صحيفة التايمز البريطانية، عن أن جاسوس كندي كان وراء تهريب عروس داعش -البريطانية شميمة بيغوم- إلى سوريا، مشيرة إلى أنه تم تجنيدها في بريطانيا ونقلها إلى تركيا ثم سوريا للانضمام إلى تنظيم الدولة، عن طريق جاسوس كندي.

وأشارت الصحيفة إلى أن بريطانيا مطالبة بالكشف عن أسرار وتفاصيل نقل شميمة بيغوم إلى سوريا بعد فضح عملية تجسس، لافتة إلى أن لندن متهمة بإخفاء حقيقة تهريب التلميذة إلى هذا البلد العربي.

وحسب الصحيفة، فقد تعالت الأصوات في بريطانيا بضرورة إجراء تحقيق مستقل في تصرفات الشرطة وأجهزة المخابرات، بشأن ما تم تسريبه مؤخرًا بأنه تم تهريب شميمة بيغوم إلى سوريا بمعرفة أجهزة الأمن البريطانية.

تفاصيل القضية

وكشفت صحيفة التايمز أن شرطة لندن كانت تعلم أن مُهربًا للبشر يعمل لصالح المخابرات الكندية، كان مسؤولا عن مساعدة بيغوم واثنتين من صديقاتها للانضمام إلى داعش في سوريا في عام 2015.

وأشارت إلى أن هذا المهرب كان (عميلا مزدوجًا) لصالح كل من داعش والمخابرات الكندية.

ومن خلال التحقيقات، تبين أن كندا علمت بمصير المراهقين لكنها التزمت الصمت بينما كانت شرطة العاصمة (لندن) تجري بحثًا دوليًا محمومًا عن الثلاثي (بيغوم واثنتين من صديقاتها).

وحسب الصحيفة، ادعت التحقيقات أن كندا اعترفت بشكل خاص بتورطها فقط عندما كانت تخشى الكشف عنها ، ثم نجحت في مطالبة البريطانيين بالتستر على دورها.

ورغم الكشف عن هذه المعلومات، إلا أن رئيس الوزراء الكندي غاستن ترودو، خرج ودافع عن الحاجة إلى أن تكون أجهزة الاستخبارات "مرنة ومبدعة"، لكنه قال إنه يجب عليها الالتزام بقواعد صارمة.

وقال: "أعلم أن هناك أسئلة حول حوادث أو عمليات معينة في الماضي وسنتأكد من متابعتها.. سنستمر في ضمان إجراء الإشراف المناسب، وعند الضرورة، ننظر في مزيد من الخطوات".

التاريخ السري

وبينّت التايمز، أن القضية برمتها نُشرت في كتاب جديد صدر مؤخرًا، بعنوان "التاريخ السري للعيون الخمس"، للكاتب ريتشارد كرباغ، -مراسل أمني سابق في صحيفة صنداي تايمز-.

وحسب الصحيفة، قال الكتاب: إن كندا اعترفت بدورها مع داعش نظرًا للخوف من فضح أمرها، ثم نجحت في مطالبة بريطانيا بالتستر على دورها.

وجاء في الكتاب، أن شميمة، -23 عامًا-، المحتجزة في مخيم في سوريا زعمت أنها تم تهريبها إلى داعش.

وأشار الكتاب إلى أنها تستأنف حاليًا قرار سحب الجنسية البريطانية منها عام 2019، لافتًا إلى أنه كان عمرها عندما غادرت لندن 15 عامًا، بينما كانت صديقتها قديرة سلطانة في عمر 16 سنة، وقد قُتلت في غارة جوية، أما صديقتها الثالثة فتدعى، أميرة عباسي، وكانت في 15 من العمر، وتزال مفقودة.

من جانبه، قال ديفيد ديفيس، وزير الداخلية السابق في حزب المحافظين، والذي دعا إلى إعادة البريطانيين الذين ما زالوا في سوريا، الليلة الماضية موجهًا حديثه للحكومة: "على أدنى المستويات، هذا يعتبر عدم كفاءة في عدم استخدام مصادرهم للعثور على الفتيات، وفي أسوأ المستويات إنه تواطؤ، ونفاق في سياسة الحكومة الرافضة لعودتهم إلى الوطن، إذ كان بإمكانهم منعها لأن الشخص الذي سهلها الخروج كان من الغرب".

اتهامات للحكومة

من جانبها، جددت رابينا خان، المستشارة السابقة في البلدة التي تعلمت فيها الفتيات، -والتي أمضت سنوات في المطالبة بالتحقيق في الكيفية التي انتهى بها الأمر بهن في سوريا- دعواتها للحكومة ومجلس العموم البريطاني، للتوضيح بشأن إخفاقات الحماية والسلامة العامة في القضية وكيفية ذهاب الفتيات إلى سوريا.

ووصفت رابينا -التي عملت مستشارًا خاصًا للمجتمعات المتنوعة للديمقراطيين الليبراليين في مجلس اللوردات- المعلومات الأخيرة بأنها كانت "مخزية تمامًا لهذا البلد والحكومة"، مشددة على ضرورة أن يكون هناك تحقيق عام في ما حدث، مضيفة: "يجب على الحكومة الكندية أو الأشخاص الذين يتسترون في هذا البلد أن يكشفوا الحقيقة ".

وكشفت "خان" عن أن خمس فتيات أخريات من البلدة كان يُخشى فيما بعد أن يصبحن متطرفات، لدرجة أنها طلبت من المحكمة إصدار قرار بمنعهن من مغادرة البلاد

بدورها، رفضت وزارة الداخلية البريطانية والمخابرات الكندية التعليق.

وحسب كتاب كرباغ، فقد ساعد عميل للمخابرات الكندية يدعى محمد الراشد، بيغوم وصديقاتها على السفر من بريطانيا إلى تركيا ثم إلى سوريا.

الجاسوس الكندي

وأشار الكتاب إلى أنه بعد اعتقال الراشد، -وووسط مخاوف من نشر القضية في تركيا- زار مسؤولو المخابرات الكندية، بريطانيا وكشفوا عن علاقتهم به، إلا أن جميع الأطراف ظلت صامتة حيال ذلك منذ ذلك الحين.

فيما قالت بيغوم لشبكة "بي بي سي" البريطانية: إن "كامل رحلتها من تركيا إلى سوريا نظمها الراشد"، مضيفة: "كنا نفعل كل ما يطلب منا القيام به، لأنه يعرف كل شيء ، ولم نكن نعرف أي شيء".

وأمام ذلك، نقلت الشبكة عن خبراء قانونيون قولهم: إن ما تم الكشف عنه قد يكون له تأثير كبير على قضية بيغوم عندما تعود إلى لجنة الاستئناف الخاصة بالهجرة في نوفمبر، مشددين على أن هذه المعلومات قد تكون في صالحها.

وفي هذه الحالة -حسب الخبراء- ، من شبه المؤكد أن يتم تصنيف بيغوم على أنها شخص تم الاتجار به بموجب تعريف اتفاقية الاتجار بالأمم المتحدة، والتي تم دمجها في قانون المملكة المتحدة.

وأشارت التايمز، إلى أنه "بموجب هذه الاتفاقية ، سيُنظر إلى بيغوم على أنها ضحية وستتمتع بحماية كبيرة، وبالتالي من المحتمل أن يكون الرأي هو أن ما حدث في سوريا لم يكن خطأها".

عام 2015 سافرت البريطانية شميمة بيغوم، عندما كانت في الخامسة عشرة وصديقتان لها من لندن إلى سوريا، بمساعدة مهرب مفترض تم تجنيده كعميل لجهاز استخبارات الأمن الكندي، حسب صحيفة تايمز البريطانية.

وأجرت الشرطة البريطانية تحقيقًا للعثور على الفتيات الثلاث.

وردًا على سؤال عن هذه القضية، أكد جاستن ترودو ضرورة أن تتحلى أجهزة الاستخبارات "بالمرونة والحس الخلاق في نهجها وفي عملها" لكن يجب أن تلتزم بـ "قواعد ومبادئ وقيم صارمة".

وقال ترودو في لقاء صحفي: "نتوقع احترام هذه القواعد". وأضاف: "أعلم أن هناك تساؤلات عن بعض الحوادث أو العمليات السابقة وسنتأكد من متابعتها".

ونقلت الصحيفة معلومات كشفت في كتاب جديد لمراسلها السابق المتخصص في الأمن الدولي ريتشارد كرباج "التاريخ السري للعيون الخمس" وهي شبكة تعاون في الاستخبارات، تضم المملكة المتحدة والولايات المتحدة وكندا وأستراليا ونيوزيلندا.

وأوضح المقال -نقلًا عن الكتاب- أن الاستخبارات الكندية جندت محمد الراشد عميلًا، بعدما حضر إلى السفارة الكندية في الأردن لطلب اللجوء هناك.

ويبدو أن الرجل ساعد عشرات الأشخاص في دخول سوريا، لكنه واصل العمل مع جهاز الاستخبارات الكندي.

وقد اعتقل في تركيا وبحوزته وثائق سفر تخص البريطانيات الثلاث المراهقات.

ويبدو أن كندا لم تعترف سوى في مجالس خاصة بعلاقتها بمحمد الراشد، حسب مؤلف الكتاب، الذي يقول إن الفتيات كن قد وصلن إلى سوريا، عندما أبلغ رؤساء الراشد بذلك.

وتعيش شميمة بيغوم (23 عامًا) حاليًا في مخيم للاجئين شمالي سوريا حسب "تايمز".

وجُردت الشابة، التي تزوجت جهاديًا من تنظيم داعش من أصل هولندي يكبرها بثماني سنوات، من جنسيتها البريطانية عام 2019 لأسباب تتعلق بالأمن القومي.

ورفضت المحكمة العليا البريطانية عام 2021 عودتها إلى المملكة المتحدة.

ويُعتقد أن صديقتها خديجة سلطانة ماتت في هجوم روسي، بينما فُقدت أميرة عباسي.