استمرت 20 عامًا... انتهاء أطول حرب في تاريخ الولايات المتحدة
هذا الانسحاب يشير إلى نهاية العنصر العسكري في أفغانستان، لينهي بذلك المهمة التي استمرت 20 عامًا والتي بدأت بعد وقت قصير من هجمات 11 سبتمبر 2001.

ترجمات – السياق
بعد نحو 20 عامًا، أنهت الولايات المتحدة وجودها العسكري في أفغانستان، عقب إعلان الجيش الأمريكي، إقلاع آخر طائرة من طراز C-17 من مطار حامد كرزاي الدولي في كابل، لتترك البلاد مجددًا تحت حُكم طالبان، بعدما أنهت واشنطن، حُكم الحركة لهذا البلد قبل عقدين.
وقال الجنرال فرانك ماكنزي، قائد القيادة المركزية الأمريكية، "أنا هنا لأعلن استكمال انسحابنا من أفغانستان، وانتهاء المهمة العسكرية لإجلاء الأمريكيين ورعايا الدول الأخرى والأفغان المعرَّضين للخطر".
وذكرت صحيفة بوليتيكو الأمريكية، أن هذا الانسحاب يشير إلى نهاية العنصر العسكري في أفغانستان، لينهي بذلك المهمة التي استمرت 20 عامًا والتي بدأت بعد وقت قصير من هجمات 11 سبتمبر 2001.
وأوضحت الصحيفة -في تقرير- أن هذه المهمة كانت لها جوانب إيجابية وأخرى سلبية، فقد قضت على أسامة بن لادن زعيم تنظيم القاعدة، في نهاية عادلة، إلى جانب العديد من المتآمرين معه في التنظيم الإرهابي، إلا أنها كانت مكلفة جدًا، إذ خلَّفت 2461 قتيلاً من العسكريين والمدنيين الأمريكيين، وأكثر من 20 ألف جريح.
هناك المزيد
بدوره، اعترف ماكنزي بأن القوات الأمريكية لم تخرج كل الأمريكيين من أفغانستان، وأنه مازال هناك عدد قليل لا يتعدى المئات، قائلًا: "لم نخرج الجميع"، مشيرًا إلى أنه تم إجلاء جميع أفراد الخدمة الأمريكية، وأن عدد الأمريكيين الباقين في أفغانستان لم يتخط المئات".
وفي خطاب بعد ساعات من مؤتمر ماكنزي، أكد وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكين أن أقل من 200 أمريكي "أرادوا المغادرة"، وربما أقرب إلى 100، ما زالوا في أفغانستان.
وكانت الولايات المتحدة و97 دولة أخرى، أعلنت استمرار قبول الذين تم إجلاؤهم من أفغانستان على أراضيهم، على أمل أن تلتزم طالبان بكلمتها وتمنح أولئك الذين يريدون الوصول إلى المطار الحرية في ذلك، حسب "بوليتيكو".
وأعلن البيت الأبيض، أن نحو 1200 شخص تم نقلهم جواً من كابل خلال الـ24 ساعة الماضية.
مهمة دبلوماسية
وقال ماكنزي: بينما تم سحب بعض المعدات العسكرية الأمريكية من أفغانستان، في الأيام والأسابيع الأخيرة، كانت أنظمة أخرى تعمل حتى اللحظات الأخيرة، مشيرًا إلى أن هذه الأنظمة "منزوعة السلاح"، بما في ذلك 70 مركبة من طراز MRAP و27 عربة همفي و73 طائرة، مشدِّدًا على أن حماية القوات الأمريكية، كانت أهم من إعادة تلك الأنظمة.
ووصف ماكنزي هذه الجهود، بأنها أكبر عملية إجلاء "لغير المقاتلين" في تاريخ الجيش الأمريكي، فمنذ 14 أغسطس، وعلى مدى 18 يومًا، تم إجلاء 79 ألف شخص، بينهم 6000 أمريكي و73500 من رعايا دول أخرى ومدنيون أفغان، مشيرًا إلى أنه تم إجلاء أكثر من 123 ألف شخص.
وأضاف: "رغم انتهاء الإجلاء العسكري، فإن البعثة الدبلوماسية ستستمر بالعمل هناك، لضمان حماية الأمريكيين والأفغان الذين يرغبون في المغادرة"، مشيرًا إلى أن الجيش الأمريكي كانت لديه القدرة على إجلاء المزيد من الأشخاص قبل المغادرة، لكن "لم يصل أي منهم إلى المطار".
من جانبه، كرَّر بلينكين تلك الرسالة بعد ساعات، قائلًا: "إن المهمة العسكرية في أفغانستان انتهت، ومن الآن فصاعدًا بدأت مهمة دبلوماسية جديدة"، وإن بلاده ستواصل جهودها "الحثيثة لإجلاء الأمريكيين والأفغان الذين رغبوا في البقاء بأفغانستان".
وقال بلينكين إن الولايات المتحدة ستغلق سفارتها في كابل وتنقلها إلى الدوحة بقطر، على أن يتولى النائب السابق في البعثة إيان ماكاري المسؤولية.
براغماتية طالبان
وردًا على سؤال عن كيفية تعامل طالبان مع الولايات المتحدة، بعد إتمام عملية الانسحاب، قال ماكنزي: إن طالبان كانت براغماتية وعملية للغاية، بينما اقتربنا من هذا الانسحاب"، ومع ذلك، أصر ماكنزي على أنه لم يتم تسليم أي شيء إلى طالبان مباشرة من قِبَلِ القوات الأمريكية.
وقبل خطاب وزير الخارجية الأمريكي، غرَّد كبير المبعوثين الأمريكيين لمحادثات السلام في أفغانستان، زلماي خليل زاد، قائلًا: إن الشعب الأفغاني في "لحظة قرار" وإن حركة طالبان أمام "اختبار" إثبات أنها قادرة على قيادة البلاد، مؤكدًا أن حرب الولايات المتحدة في أفغانستان "انتهت".
لكن صحيفة بوليتيكو، نقلت عن أحد العالقين في مطار كابل، وهو من حاملي البطاقات الخضراء قوله: إن طالبان كانت تحتفل برحيل الأمريكيين، من خلال إطلاق نيران بنادقهم في الهواء.
وكتب ذبيح الله مجاهد، المتحدِّث الرئيسي باسم طالبان، على "تويتر": "أصوات إطلاق النار في كابل، طلقات فرح بانسحاب القوات الأمريكية ، والمواطنون غير قلقين"، مضيفًا بعد فترة وجيزة: "انسحب آخر محتل أمريكي، ونالت بلادنا استقلالها، ولله الحمد والشكر".
إنها المهمة
من جانبه، قال الرئيس جو بايدن في بيان: "إن الانسحاب جاء بعد توصية بالإجماع، من هيئة الأركان المشتركة وجميع قادتنا على الأرض، لإنهاء مهمتنا في النقل الجوي كما هو مخطط لها، فقد كان رأيهم أن إنهاء مهمتنا العسكرية، كان أفضل طريقة لحماية أرواح جنودنا، وتأمين احتمالات مغادرة المدنيين، لأولئك الذين يريدون مغادرة أفغانستان، في الأسابيع والأشهر المقبلة".
وكان مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، قد مرَّر مشروع قرار، صاغته الولايات المتحدة، لإعلام طالبان بإجماع عالمي على كيفية حصولها على اعتراف دولي رسمي.
ونصَّت الشروط الثلاثة على "ضمان أن أولئك الذين يريدون مغادرة البلاد يمكنهم ذلك، وحماية حقوق الإنسان للمرأة والطفل والأقليات، ووقف أي هجمات إرهابية ضد أمريكا أو حلفائها انطلاقًا من أفغانستان، في إشارة إلى تنظيمي القاعدة وداعش خراسان، الذي تبنى الهجوم الأخير على مطار كابل الخميس الماضي، والذي أسفر عن مقتل 13 جنديًا أمريكيًا.