بعد 70 عامًا من إعدامه... الشرطة البريطانية تعتذر لأسرة صومالي
الرجل يدعى محمود ماتان، بريطاني صومالي، أُعدم شنقاً في سبتمبر 1952 عن عمر ناهز 28 عاماً بعد إدانته بقتل سيدة تدعى ليلي فولبرت في متجرها للملابس بمدينة كارديف.

السياق
اعتذرت الشرطة البريطانية لعائلة رجل أدين خطأً بارتكاب جريمة قتل وتم إعدامه قبل 70 عاماً.
ووفقاً لصحيفة الغارديان البريطانية، فإن الرجل يدعى محمود ماتان، بريطاني صومالي، أُعدم شنقاً في سبتمبر 1952 عن عمر ناهز 28 عاماً بعد إدانته بقتل سيدة تدعى ليلي فولبرت في متجرها للملابس بمدينة كارديف.
وقبل إعدامه، حاول ماتان إثبات براءته مراراً، لكنه لم ينجح. ومع ذلك، عام 1998 بعد حملة دؤوبة من عائلته لتبرئته، كانت إدانته أول إحالة من قِبل لجنة مراجعة القضايا الجنائية يتم إلغاؤها في محكمة الاستئناف.
ورغم أن عائلة ماتان تلقت تعويضاً من وزارة الداخلية عام 2001 عن إعدامه بالخطأ، فإنها لم تتلقَ أي اعتذار من الشرطة، الأمر الذي أثار غضبها.
وقبل أيام قرر جيريمي فوغان، رئيس شرطة جنوب ويلز الاعتذار لعائلة البريطاني الصومالي، بعد 70 عاماً على إعدامه.
وقال فوغان: "خلال النظر في هذه القضية، كانت العنصرية والتحيز والتحامل أموراً سائدة في المجتمع، بما في ذلك نظام العدالة الجنائية". وأضاف: "ليس هناك شك في أن محمود ماتان كان ضحية مقاضاة معيبة، كان من الواضح أن شرطة مدينة كارديف جزء منها".
وأصبحت شرطة مدينة كارديف جزءاً من شرطة جنوب ويلز.
وقال فوغان إنه في حين أن التحقيق "يسبق تشكيل شرطة جنوب ويلز»، فإنه «من الصواب والمناسب تقديم اعتذار نيابة عن الشرطة عن الخطأ الفادح في هذه القضية الذي ارتكب قبل 70 عاماً، وعن المعاناة الفظيعة لعائلة ماتان وجميع المتضررين من هذه المأساة لسنوات عدة". وتابع: "حتى يومنا هذا، ما زلنا نعمل بجد لضمان القضاء على العنصرية والتحيز من قِبل المجتمع والشرطة".
وتوفيت زوجة ماتان وأبناؤه الثلاثة منذ سنوات.
وتعليقاً على اعتذار الشرطة، قالت تانيا ماتان، حفيدة ماتان، لـ"بي بي سي"، إن "الاعتذار جاء متأخراً جداً بالنسبة للمتضررين بشكل مباشر لأنهم رحلوا ولم يعودوا معنا".
ووفقاً لتانيا، ألقي القبض على جدها في غضون ساعات من قتل فولبرت، وتم اتهامه وإدانته من قِبل هيئة محلفين من البيض في محاكمة استمرت ثلاثة أيام.
كان ذلك رغم عدم وجود أدلة من الطب الشرعي تثبت إدانته، ورغم أن الشهود دعموا أقواله، وفقاً لتانيا، التي أشارت أيضاً إلى أن ماتان كان يتحدث الإنجليزية بصعوبة، الأمر الذي صعَّب قدرته على الدفاع عن نفسه.
كان المهاجر الصومالي محمود ماتان بحاراً جاء إلى المملكة المتحدة بعد الحرب العالمية الثانية.
ازداد الشعور بالتحيز تجاه ماتان، الذي لم يكن يجيد التحدث بالإنجليزية، خلال محاكمته التي استمرت ثلاثة أيام في Glamorgan Assizes في سوانزي عندما وصفه محامي الدفاع بأنه "متوحش وغير متحضر".
وبمرور ستة أشهر على جريمة القتل، في الثالث من سبتمبر 1952، أُعدم محمود ماتان الذي كان يبلغ من العمر 28 عاماً، على يد الجلاد الشهير ألبرت بييربوينت في مشنقة سجن كارديف.
لم تعلم زوجته لورا بإعدامه إلا عندما زارته في السجن، لتكتشف أنه شُنق على بعد مئات الأمتار فقط من منزلهم في شارع ديفيس، ووجدت إشعاراً بوفاته على باب السجن.
وقالت تانيا ماتان، ابنة عمر، لبودكاست "بي بي سي" ساوندز: "أعتقد أنه كافح طوال حياته، أعلم أنه كان يشعر بغضب شديد لما حدث".
عُثر على عمر ميتاً على شاطئ اسكتلندي عام 2003، عن عمر ناهز 53 عاماً، وعُثر بجانب جثته على نصف زجاجة ويسكي .
تركت زوجة ماتان لورا، المحاطة بأسرتها ومؤيديها، محكمة الاستئناف بعد إلغاء إدانته بالقتل عام 1998.
التعليق على الصورة
غادرت زوجة ماتان لورا، المحاطة بأسرتها ومؤيديها، محكمة الاستئناف بعد إلغاء إدانته بالقتل عام 1998
قال فوغان: "ما زلنا إلى يومنا هذا، نعمل كل ما بوسعنا لضمان القضاء على العنصرية والتحيز في المجتمع والشرطة".
"كانت تحقيقات الشرطة مختلفة تماماً في ذلك الوقت، وبعيدة عن معايير التحقيق الممتازة في يومنا هذا.
"وحتى عند التفكير في قضية حدثت قبل 70 عاماً، لا ننسى أولئك الذين تأثروا من سوء تطبيق العدالة ولا نقلل من تأثير ذلك في الأفراد".
يقول الأقارب إن المعركة التي استمرت 46 عاماً لتبرئة ماتان، آخر بريء أعدم في ويلز، "أثرت" بالسلب في أسرته.