بناء مسيرات بحرية... تعاون أمريكي إسرائيلي لرصد تهديدات إيران
توقعت البحرية الأمريكية، أن تكون لديها -بحلول الصيف المقبل- 100 طائرة استطلاع صغيرة من دون طيار، تسهم بها دول مختلفة، تعمل من قناة السويس في مصر، وصولاً إلى المياه قبالة الساحل الإيراني، لتغذي بالمعلومات مركز القيادة في البحرين، مقر الأسطول الخامس الأمريكي

ترجمات - السياق
كشفت صحيفة وول ستريت الأمريكية، عن تعاون البحرية الأمريكية مع إسرائيل ودول أخرى بمنطقة الشرق الأوسط، لبناء شبكة من المسيَّرات البحرية، في إطار سعيها لرصد تحركات إيران البحرية بالمنطقة، ضمن برنامج تأمل وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) أن يشكل نموذجًا للعمليات عبر العالم.
وحسب الصحيفة، توقعت البحرية الأمريكية، أن تكون لديها -بحلول الصيف المقبل- 100 طائرة استطلاع صغيرة من دون طيار، تسهم بها دول مختلفة، تعمل من قناة السويس في مصر، وصولاً إلى المياه قبالة الساحل الإيراني، لتغذي بالمعلومات مركز القيادة في البحرين، مقر الأسطول الخامس الأمريكي.
وتعد المبادرة الأمريكية التي دخلت شهرها السادس، جزءًا من علاقة تعاون مزدهرة بين الولايات المتحدة وإسرائيل ودول خليجية في أعقاب اتفاقات أبراهام، ما يعكس جهدًا آخر تقوده واشنطن لتوحيد إسرائيل وجيرانها الخليجيين، من خلال إنشاء شبكة دفاع جوي إقليمية.
وتعليقًا على ذلك، نقلت الصحيفة الأمريكية عن النقيب مايكل براسور، الذي يرأس فرقة العمل التابعة للبحرية الأمريكية، التي تعمل على بناء أسطول الطائرات من دون طيار في الشرق الأوسط، قوله: "أعتقد أننا على أعتاب ثورة تكنولوجية غير مأهولة".
تنبيهات
وعن الطريقة التي تدار بها شبكة المسيَّـرات، أوضحت "وول ستريت جورنال" أن أفراد البحرية الأمريكية والمتعاقدين معها يراقبون، من مركز العمليات الروبوتية في المنامة، تقدُّم المسيَّرات البحرية، حيث تعرض شاشات الفيديو تنبيهات باللون الأحمر (وامضة) عندما تحدد المسيّرة "أهدافًا مظلمة" أو تهديدات محتملة.
وأشارت إلى أنه بإمكان هذه المسيّرات، التي يمكن لبعضها أن يطفو 6 أشهر، إرسال صور مفصلة وبيانات أخرى، ليقوم المحللون بمراجعتها ومحاولة تحديد ما تعرضه.
وهو ما يؤكده قائد القيادة المركزية البحرية والأسطول الخامس والقوات المشتركة، نائب الأدميرال براد كوبر، بأن هذا الأسطول أثبت قيمته من خلال الكشف عن عدد من الأنشطة، مثل تحرك سفينة صينية في المنطقة، وعمليات النقل من سفينة إلى أخرى، والسفن التي تستخدم أجهزة تعقب إلكترونية لإخفاء هويتها، مضيفًا: "تمكنا من رصد نشاط لم نكن نعلم أنه يحصل في السابق".
وبينما رأت الصحيفة الأمريكية، أن هذه المسيرات قيد التجربة وغير مسلحة، يتوقع محللو الدفاع أن تقوم البحرية بتجهيز بعضها بالأسلحة في المستقبل، وهو أمر من المرجح أن يثير جدلاً حادًا.
تأتي عمليات المسيَّرات الأمريكية مع تزايد القلق من تزايد النفوذ الإيراني في واحد من أهم الممرات البحرية في العالم.
وأعلنت البحرية الأمريكية، مؤخرًا، أنها أحبطت محاولة من الحرس الثوري الإيراني، للاستيلاء على سفينة غير مأهولة يديرها أسطولها الخامس في مياه الخليج.
ونشرت القيادة الوسطى الأمريكية وصفحة الأسطول الخامس الأمريكي على "تويتر" مقطعًا مصورًا يظهر محاولة سفينة الدعم "شهيد بازيار"، التابعة للحرس الثوري الإيراني، سحب السفينة الأمريكية "بشكل غير قانوني" في مياه الخليج.
ورد مسؤول عسكري إيراني مطلع في تصريح لموقع نور نيوز الإيراني على الإعلان الأمريكي، مشيرًا إلى "تحرك بحرية الحرس الثوري في الوقت المناسب، للسيطرة على زورق أمريكي مُسيَّر وسحبه، بعد قطع اتصالاته الملاحية"، لافتًا إلى أن "البحرية الأمريكية أرسلت عددًا كبيرًا من الزوارق العسكرية المُسيَّرة تحت ذريعة إجراء دوريات بحرية في الخليج وبحر عمان، الأمر الذي أفضى، علاوة على تهديد أمن الخطوط الملاحية، إلى بعض الحوادث في مياه هذه المنطقة".
وأوضح المسئول الإيراني أنه "مع وجود الفرقاطة الأمريكية في المنطقة والمبررات الأمنية والملاحة الآمنة، أفرج عن القارب بقرار من قائد سفينة دعم الحرس الثوري".
خطط البحرية
وحسب "وول ستريت جورنال" أثار المشرعون الأمريكيون مخاوف بشأن خطط القوة البحرية لبناء سفن أكبر من دون طيار، وهو برنامج قد يكلف مليارات الدولارات، لكن يتعين على الجيش الأمريكي تحديد كيفية الاستفادة من الطائرات الصغيرة من دون طيار وحمايتها من الهجوم والتصرف بناءً على المعلومات التي تنقلها.
ومع ازدياد القلق بالمنطقة، نشرت طهران سفنًا وغواصات مزودة بطائرات مسيَّـرة وحذرت من استعدادها لاستخدامها، وقال عبدالرحيم موسوي، قائد الجيش الإيراني، للصحفيين، إبان زيارة الرئيس الأمريكي جو بايدن للمنطقة: "إذا ارتكب الأعداء خطأً، فإن هذه الطائرات من دون طيار ستقدم لهم ردًا قاسيًا".
بعد ذلك، اتهمت الولايات المتحدة إيران باستخدام طائرات من دون طيار لاستهداف ناقلة تجارية تابعة لإسرائيل، قبالة سواحل إيران العام الماضي، في هجوم أسفر عن قتل اثنين من أفراد الطاقم، في حين نفت إيران تنفيذها للضربة.
وفي يوليو الماضي، قال وزير الدفاع الإسرائيلي، بيني غانتس: إن القوات الإيرانية "تشكل تهديدًا مباشرًا للتجارة الدولية وإمدادات الطاقة والاقتصاد العالمي".
ووفقًا لجهات مُطلعة على العمليات، استهدفت إسرائيل، العام الماضي، سفينة شحن إيرانية يشتبه في أنها أجرت عملية تجسس في البحر الأحمر.
وأشارت الصحيفة الأمريكية، إلى أنه عند اكتشاف سفينة إيرانية تسحب واحدة من طائرات "سايل درون" التابعة للبحرية الأمريكية التي يبلغ طولها 23 قدمًا، التي كانت تجري مراقبةً وسط الخليج، حذرت القوات الأمريكية السفينة من أن الطائرة من دون طيار ملك للولايات المتحدة، وقالوا إن الإيرانيين أسقطوا خطة السحب وغادروا المنطقة نهاية المطاف.
بينما وصفت البحرية التابعة للحرس الثوري الإيراني رواية الجيش الأمريكية للحادث بأنها "سخيفة"، وفقًا للتلفزيون الرسمي الإيراني.
كما أكد الحرس الثوري -في بيان- أنه سيطر على السفينة الأمريكية لمنع "الإبحار غير الآمن" وقرر الإفراج عنها، بعد تحذير البحرية الأمريكية من تكرار هذا "السلوك غير القانوني" مرة أخرى.
وبينت "وول ستريت جورنال" أن الولايات المتحدة، أنشأت فرقة عمل عسكرية جديدة للتركيز على البحر الأحمر، مشيرة إلى أن إسرائيل، التي أقامت علاقات دبلوماسية مع البحرين عام 2020 كجزء من اتفاقات أبراهام، بات لديها -لأول مرة- مستشار عسكري يعمل من مقر الأسطول الخامس في المنامة.
وأفادت بأن البحرية الأمريكية تختبر مجموعة من المركبات غير المأهولة، ضمنها مركبة تشبه القارب السريع، ويمكن أن تصل سرعتها إلى ما يقرب من 90 ميلاً في الساعة، كما أنها تعمل مع الطائرات من دون طيار على غرار "بريداتور" وطائرة "سايل درون"، التي يمكنها البقاء في البحر ستة أشهر.
ورأت الصحيفة، أن الاختبار الحقيقي للطائرات من دون طيار هو ما إذا كانت ستنجح في توفير معلومات استخبارية، تؤدي إلى اتخاذ إجراء، مثل مصادرة البضائع المهربة.