ضحية جديدة في مصر على غرار نيرة أشرف... قتل فتاة رميًا بالرصاص ينكأ الجراح

الشاب البالغ من العمر 26 عامًا، الذي اعتاد التحرش لفظيًا بفتيات المنطقة، حاول التقدم لخطبة الفتاة إلا أن طلبه رُفض، خاصة أنه لم يكن بشكل جدي، من حيث المتعارف عليه.

ضحية جديدة في مصر على غرار نيرة أشرف... قتل فتاة رميًا بالرصاص ينكأ الجراح
صورة متداولة للضحية

السياق

على غرار حادث قتل نيرة أشرف، الذي أدمى قلوب المصريين قبل أشهر، والذي أعقبه بشهرين ونكأ الجراح التي لم تندمل، طعن الفتاة سلمى بهجت صاحبة العشرين ربيعًا، كانت مصر على موعد مع حادث مشابه، جدد الآلام وفتح باب التساؤلات على مصراعيه.

فمحافظة المنوفية شمالي مصر، شهدت حادثًا وُصف بـ«الأليم» ليل الأحد، بتعرض فتاة تدعى أماني عبدالكريم الجزار، تبلغ من العمر 20 عامًا، إلى القتل رميًا بالرصاص أمام منزل أسرتها حيث تقطن، على يد شاب رفضت الارتباط به.

فما القصة؟

شهود عيان وأحد المقربين من الفتاة القتيلة التي تدرس في كلية التربية الرياضية، كشفوا ملابسات الحادث، مؤكدين أن المتهم بقتلها يقطن الشارع نفسه حيث تعيش الفتاة، مشيرين إلى أن القاتل حاول اعتراض الأخيرة بالتحرش اللفظي، إلا أن محاولاته التي لم تجدِ نفعًا، دفعته إلى المطالبة بالزواج بها.

وأوضح شهود العيان، في تصريحات لوسائل إعلام محلية، إن الشاب البالغ من العمر 26 عامًا، الذي اعتاد التحرش لفظيًا بفتيات المنطقة، حاول التقدم لخطبة الفتاة إلا أن طلبه رُفض، خاصة أنه لم يكن بشكل جدي، من حيث المتعارف عليه.

وبحسب العادات والتقاليد المصرية، فإن الشاب الذي يرغب في الزواج بفتاة، يذهب إلى منزلها بصحبة أهله، بعد تحديد موعد للقاء، إلا أن قاتل فتاة المنوفية لم يفعل ذلك.

وقالت أسرة الفتاة، في تصريحات لوسائل إعلام محلية، إن الفتاة أماني، شكت مرارًا من «مضايقات» الشاب وتحرشه اللفظي بها، إلا أن الأخير الذي كان يراقب منزلها، باغتها عقب خروجها أمس من المنزل بطلقات من سلاح ناري في ظهرها، ما أدى إلى وفاتها.

وبحسب شهود عيان، فإن المتهم الذي لم يتمكن من الالتحاق بالجامعة لحصوله على مؤهل متوسط، تربص بالمجني عليها وأطلق عليها النار من الخلف أثناء خروجها من منزلها، مشيرين إلى أنه لاذ بالفرار من مكان الحادث.

شهود العيان أكدوا أن الطالبة حسنة السمعة وتتمتع بأخلاق طيبة، مشيرين إلى أن أسرتها رفضت ارتباطها بالشاب (القاتل) نظرًا لسوء سلوكه وتعاطيه المواد المخدرة، إلا أنهم هرعوا إلى الشارع بعد أن سمعوا صوت إطلاق نار وفوجئوا بابنتهم مسجاة على الأرض جثة هامدة، في مشهد صادم ومروِّع.

مشهد صادم

من جانبه، قال مصدر طبي إن مستشفى شبين الكوم استقبل الفتاة وبها آثار طلق ناري، مشيرًا إلى أنه جرى وضعها على جهاز التنفس الصناعي، إلا أنها لفظت أنفاسها الأخيرة متأثرة بإصابتها بالخرطوش من الظهر.

أمام هذا المشهد الصادم، تحولت صفحة الفتاة على «فيسبوك» إلى دفتر عزاء، خاصة بعد تدوينتها الأخيرة التي كانت قبل ساعات من قتلها.

وقالت طالبة التربية الرياضية بالمنوفية على صفحتها بـ«فيسبوك» قبل قتلها: «أنا شخص كويس في عين نفسي أما عينك فحطلها (ضع لها) قطرة وسيبها (واتركها) فترة».

أصدقاء الفتاة نعوها عبر مواقع التواصل الاجتماعي، مؤكدين أن وفاتها «صدمة كبيرة» لهم، مطالبين الجميع بالدعاء لها والسلطات الأمنية بسرعة ضبط الجاني وتقديمه للعدالة.

وقال عدد من أهالي قرية الفتاة، إن هناك صلة قرابة تجمع بين المتهم بقتل الطالبة وأسرة المجني عليها، مشيرين إلى أن والدها يعمل مدرسًا.

تدخل الجهات الرسمية

وما إن تلقت مديرية أمن المنوفية إخطارًا بوصول الفتاة أماني إلى مستشفى بركة السبع المركزي، مصابة بطلق خرطوش، حتى استدعت شهود العيان لسماع أقوالهم، واستنفرت أجهزتها الأمنية لضبط القاتل.

وانتقلت الأجهزة الأمنية إلى موقع البلاغ لمعرفة ملابسات الواقعة وضبط المتهم بارتكابها، بحسب بيان لوزارة الداخلية، أكدت فيه أن التحريات الأولية أشارت إلى أن المتهم بارتكاب الواقعة يدعى "أ.ف" يبلغ من العمر 26 عامًا من أبناء القرية، وحاصل على مؤهل متوسط، مؤكدة أن القاتل تربص بالمجني عليها وأطلق عليها النار من الخلف أثناء خروجها من منزلها ولاذ بالفرار من مكان الحادث.

وأكدت وزارة الداخلية، أنها شكلت فريق بحث جنائي لكشف ملابسات الواقعة وضبط المتهم الهارب، وحررت محضرًا بالحادث وملابساته، تمهيدًا لعرضه على جهات التحقيق المختصة. 

ليس الأول

كانت مصر شهدت جريمتين مشابهتين، أودتا بحياة الشابتين نيرة أشرف وسلمى بهجت، اللتين قُتلتا بأيدي شابين لديهما معرفة سابقة بالضحيتين.

وطُعنت نيرة أشرف، البالغة من العمر 21 عامًا، أواخر يونيو الماضي، 19 طعنة بسلاح أبيض على يد زميلها الذي سعى لخطبتها، خارج بوابات إحدى الجامعات في المنصورة، شمالي القاهرة.

وبعد أقل من شهرين على حادث قتل نيرة أشرف، تعرضت سلمى بهجت (20 عامًا) للطعن 15 مرة في مدينة الزقازيق، على يد زميل لها بعد أن رفضت عرض زواجه.

كانت مؤسسة إدراك للتنمية والمساواة (مؤسسة حقوقية) أعدت تقريرًا يرصد جرائم العنف التي ارتكبت ضد النساء في مصر خلال الربع الأول من العام الجاري، مشيرة إلى أنها سجلت 43 حادث شروع في قتل وضرب مبرح لفتيات وسيدات على يد أحد أفراد الأسرة.

وأوضحت مؤسسة إدراك، أن إجمالي جرائم العنف ضد النساء والفتيات على يد أحد أفراد الأسرة بلغت 150 حالة، في أرقام كشفت تصاعد العنف الموجه ضد النساء، ما يستدعي تدخل المنظمات الحقوقية والدينية في مصر، على رأسسها مؤسستا الأزهر والكنيسة.