أفغانستان تسقط في يد طالبان.. مجلس جديد بعد مغادرة الرئيس وإجلاء الرعايا الأجانب

غادر الرئيس الأفغاني أشرف غني بلاده، إلى كابول، بحسب مسؤول كبير بوزارة الداخلية الأفغانية، فيما رفض مكتب الرئيس التعليق لوكالة رويترز، لأسباب أمنية.

أفغانستان تسقط في يد طالبان.. مجلس جديد بعد مغادرة الرئيس وإجلاء الرعايا الأجانب

السياق

مغادرة الرئيس الأفغاني أشرف غني، تشكيل مجلس جديد، تخلي الشرطة الرسمية عن مواقعها، إجلاء الرعايا الأجانب... تطورات متسارعة في أفغانستان، ذلك البلد الذي وقع في براثن حركة طالبان المسلَّحة، قبل أيام من الانسحاب الأمريكي، المحدَّد له 31 أغسطس الجاري.

وغادر الرئيس الأفغاني أشرف غني بلاده الأحد، إلى كابل، بحسب مسؤول كبير بوزارة الداخلية الأفغانية، بينما رفض مكتب الرئيس التعليق لوكالة رويترز، لأسباب أمنية.

وقالت وكالة نوفوستي الروسية، إنه تم تشكيل مجلس جديد في أفغانستان، سيتولى إدارة البلاد، بعد مغادرة الرئيس أشرف غني، سيسلِّم السلطة لاحقًا إلى حركة طالبان.

 

مجلس جديد

وأكدت الوكالة -نقلًا عن مصدر وصفته بـ«المطلع» قوله، إن المجلس الجديد يضم الرئيس الأفغاني السابق حامد كرزاي، ورئيس المجلس الأعلى للمصالحة الوطنية الأفغانية عبد الله عبدالله.

يأتي ذلك بينما قالت حركة طالبان، إنها أمرت مقاتليها بدخول العاصمة كابل، التي كانت تحاصرها، لمنع عمليات النهب، بعد مغادرة الشرطة المحلية مواقعها.

وأكد المتحدِّث باسم الحركة، سهيل شاهين، ضرورة تسليم العاصمة كابل والسُّلطة، إلى إمارة أفغانستان الإسلامية، قائلًا: «ستكون لدينا حكومة إسلامية أفغانية شاملة في المستقبل».

وأوضح متحدِّث «طالبان»، في تصريحات لـ«بي بي سي»، أنه سيكون هناك انتقال سِلمي للسُّلطة في أفغانستان، مشيرًا إلى أن الحركة لا تنوي القيام بأعمال انتقامية، وأنها ترغب في فتح صفحة جديدة، في العلاقات مع الولايات المتحدة.

 

تطمينات للأفغانيين

وقدَّم شاهين، تطمينات لمواطني أفغانستان، قائلًا، إنه سيُسمح للنساء بالعمل والتعليم، في وقت تشير تقارير من المناطق التي سيطرت عليها طالبان، إلى أن النساء لا يُسمح لهن بالخروج من دون مرافق من العائلة، وأن بعض الموظفات قيل لهن إن وظائفهن سيقوم بها الرجال من الآن فصاعدًا، كما أجبرت النساء على ارتداء البرقع.

وأكد المتحدِّث باسم الحركة: «نطمئن الناس... في مدينة كابل، أن ممتلكاتهم وحياتهم آمنة، ولن يكون هناك انتقام من أحد، نحن خدم لأهل هذا البلد»، مشيرًا إلى أن طالبان «أصدرت تعليمات لقواتنا بالبقاء عند بوابة كابل، وعدم دخول المدينة، نحن ننتظر انتقالاً سِلمياً للسُّلطة»، مؤكدًا أنهم لا يسعون إلى الانتقام من الشعب الأفغاني.

وطمأن شاهين المواطنين في أفغانستان، خاصة في العاصمة كابل، بأن ممتلكاتهم وحياتهم آمنة، مضيفًا: سنسمح للمرأة بالتعلُّم والعمل، وبالطبع سوف ترتدي الحجاب.

وعن شكل العلاقات المستقبلية لطالبان مع أمريكا، قال المتحدَّث باسم الحركة، في تصريحات لـ«بي بي سي»: علاقتنا تلك في الماضي، كانت احتلالاً، وكنا نحارب ذلك، ولن يعود إلى هذا الفصل وجود في المستقبل، سيكون فصلًا جديدًا من التعاون، ويمكنهم المشاركة في إعادة إعمار أفغانستان.

 

تسليم كابل
حركة طالبان، قالت في تصريحات نشرتها «فرانس 24» إنها تجري محادثات مع الحكومة الأفغانية، من أجل تسليم كابل سِلميًا، مشيرة إلى أنها لا تعتزم الانتقام من أحد، وستصفح عن جميع مَنْ خدموا الحكومة والجيش.

وقال مسؤول في الحركة للشبكة الفرنسية: «لا نرغب في سقوط أي مدني أفغاني بريء قتيلًا أو جريحًا، مع تولينا زمام الأمور، لكننا لم نعلن وقفًا لإطلاق النار».

من جانبه، قال وزير الداخلية الأفغاني عبدالستار ميرزا كوال: إن «انتقالًا سِلميًا للسُّلطة إلى حكومة انتقالية، سيجرى في أفغانستان"، مشيرًا إلى أنه "ينبغي على الأفغان ألا يقلقوا».

التطورات المتسارعة، تأتي بعد ساعات من تصريحات مسؤول أفغاني، قال فيها إن واشنطن وكابل، طلبتا من حركة طالبان، تأجيل دخول العاصمة الأفغانية، حتى الاتفاق على حكومة انتقالية، مؤكدًا وجود مفاوضات حاليًا بين الحكومة وطالبان، لاختيار رئيس لحكومة انتقالية مقبول من الجميع.

 

واشنطن ترد

من جهته قال وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن، إن واشنطن ستدعم جهود المفاوضات، بين الحكومة الأفغانية وطالبان في الدوحة.

وأضاف -في مقابلة مع «NBC»- أن الولايات المتحدة لديها فريق في الدوحة، يعمل مع الأمم المتحدة وقطر ودول أخرى، لدعم تلك الجهود، ومعرفة إمكانية التوصل إلى تسوية سِلمية لنقل السُّلطة، مشيرًا إلى أن التسوية السِّلمية ستجنِّب الشعب الأفغاني إراقة المزيد من الدماء.

 

تسليم السُّلطة

القائم بأعمال وزير الدفاع الأفغاني، بسم الله خان محمدي، وجَّه كلمة إلى سكان العاصمة الأفغانية، قائلًا إن المدينة آمنة، وإن قوات الأمن ملتزمة بالدفاع عنها، مشدِّدا على أن القوات الدولية تساعد في تأمين المدينة، مؤكدًا أنه سيتم تسليم السُّلطة عبر إدارة مؤقَّتة وبصورة سِلمية.

وبينما قال مسؤول بالقصر الرئاسي لوكالة رويترز، إن غني يجري محادثات مع المبعوث الأمريكي خليل زاده ومسؤولين في "الناتو"، قالت وكالة أسوشيتد برس، إن مفاوضين من طالبان اتجهوا إلى القصر الرئاسي استعدادًا لنقل السُّلطة.

 

"الناتو" يتدخل

من جانبه، قال مسؤول في حلف شمال الأطلسي لـ«DW»، إن الحلف سيبقي على وجوده الدبلوماسي في كابل، وسيساعد في استمرار تشغيل مطار المدينة، مع دخول مقاتلي طالبان العاصمة الأفغانية.

وأضاف المسؤول، الذي رفض الإفصاح عن هويته: إن حلف شمال الأطلسي، يقيِّم التطورات في أفغانستان،  مشيرًا إلى أن أمن قوات التحالف بالغ الأهمية.

وختم تصريحاته: «نحن نواصل التكيُّف حسب الضرورة، ندعم الجهود الأفغانية لإيجاد حل سياسي للصراع، وهو أمر أكثر إلحاحًا من أي وقت مضى».

وزارة الخارجية الروسية، علَّقت على التطورات الأخيرة في أفغانستان، قائلة، إن موسكو لم تعترف بمسلَّحي طالبان كسُلطة قانونية جديدة بأفغانستان، مشيرة إلى أنه من المستبعد أن يتوجَّه الرئيس الأفغاني أشرف غني إلى روسيا، بعد مغادرة بلاده.

 

ألمانيا تغلق سفارتها

ألمانيا سارعت لإغلاق سفارتها في كابل، مع اقتراب مسلَّحي طالبان من العاصمة الأفغانية، بينما قالت وزارة الخارجية في برلين عن الخطوة، إن «الوضع الأمني تدهور بشدة»، مناشدة المواطنين الألمان مغادرة أفغانستان.

وقال وزير خارجية ألمانيا هايكو ماس، في تغريدة عبر «تويتر»: «لقد اتخذت القرار هذا الصباح، بنقل طاقم السفارة إلى الجزء العسكري من المطار، ولقد وصل الموظفون الآن إلى هناك».

وأكد المسؤول الألماني، أنه دعا فريق الأزمات، التابع للحكومة الاتحادية مرة أخرى، إلى الاجتماع لاتخاذ تدابير فورية، لتأمين وسفر الموظفين الألمان وغيرهم من المعرَّضين للخطر من أفغانستان.

 

إجلاء الأمريكيين

الولايات المتحدة بدأت بدورها، إجلاء دبلوماسييها من سفارتها في العاصمة الأفغانية كابل، بحسب مصدر أمريكي قال إن الأعضاء الرئيسيين في الفريق الأمريكي، يباشرون عملهم من مطار كابل.

وقال أحد المسؤولين الأمريكيين، في تصريحات نشرتها «فرانس 24»: «لدينا مجموعة صغيرة من الناس تغادر الآن ونحن نتحدَّث، ومعظم الموظفين مستعدون للمغادرة... السفارة تواصل عملها».

 

الرعايا البريطانيون

وزارة الداخلية البريطانية، قالت إن لندن تعمل على حماية رعاياها، ومساعدة موظفيها في مغادرة أفغانستان.

وأضافت في تغريدة عبر «تويتر»: «مسؤولو وزارة الداخلية يعملون في الوقت الحالي لحماية البريطانيين، ومساعدة موظفي المملكة المتحدة السابقين، وغيرهم من الأشخاص، في السفر إلى بريطانيا».

وبينما هرعت دول أوروبية وغربية لإجلاء مواطنيها، أعلن مسؤول في وزارة الخارجية الروسية، أن بلاده لا تعتزم إخلاء سفارتها في كابل.

وأوضح زامير زابولوف أنه «على تواصل مباشر» مع السفير الروسي في كابل، مضيفًا أن موظفي السفارة يواصلون العمل بهدوء.