فورين بوليسي: هكذا يستعد الغرب لسقوط كابل
في انتظار سقوط كابل... فيتنام أخرى تنتظر الغرب في أفغانستان

ترجمات - السياق
كشفت مجلة فورين بوليسي الأمريكية، أن القوى الغربية تستعد لسقوط العاصمة الأفغانية كابل، في يد حركة طالبان، عبر إجلاء مواطنيها من البلد الآسيوي.
وأوضحت المجلة الأمريكية، أن التقدُّم السريع الذي أحرزته حركة طالبان المسلحة، كان بسبب استعجال الغرب الخروج من هذا البلد الآسيوي، إذ يريد ألا يكون هناك عندما يأتي الدور على العاصمة كابل.
ونقلت «فورين بوليسي» عن المتحدِّث باسم البنتاغون جون كيربي قوله، إن الولايات المتحدة سترسل 3 آلاف جندي، لتأمين مطار كابل الدولي، وإجلاء موظفي السفارة الأمريكية، إلى جانب الأفغان الذين لديهم تأشيرة دخول خاصة، مشيرًا إلى أن المملكة المتحدة أعلنت خططًا لإرسال 600 جندي لاستعادة أفرادها، بينما سترسل كندا قوات خاصة، للمساعدة في إغلاق سفارتها في كابل.
وأشارت إلى أن المتحدَّث باسم البنتاغون، وصف هذه الخطوة بأنها «استعداد حكيم للانسحاب» ، مضيفًا: «نريد التأكد من أن لدينا ما يكفي من الجنود، للتكيف مع أي حالات طارئة».
تقدُّم طالبان
وتقول المجلة الأمريكية، إن إعلان الانتشار الغربي، جاء في اليوم الذي استولت فيه طالبان على مدينة غزنة، جنوب غربي العاصمة كابل، ما جعل الحركة المتشدِّدة على بعد 100 ميل من العاصمة، بعد سقوط هرات، ثالث أكبر مدينة في أفغانستان، في أيدي طالبان 5 أغسطس الجاري، إلى جانب قندهار ثاني أكبر مدينة، مسقط رأس طالبان.
ووسط الانسحابات، تسعى واشنطن إلى الحصول على تأكيدات من طالبان، بعدم التعرُّض لأفراد السفارة حتى إتمام الانسحاب في 31 أغسطس الجاري، بينما قالت صحيفة نيويورك تايمز، إن زلماي خليل زاد، المبعوث الأمريكي لمحادثات السلام الأفغانية، طلب من طالبان تجنيب السفارة الأمريكية، أي هجوم أو المخاطرة بمصادرة تمويل المساعدات الدولية، لأي حكومة أفغانية مستقبلية.
وتقول "فورين بوليسي": في ظل قيام طالبان بخطوات دبلوماسية مع روسيا والصين، قد لا يكون الدعم الأمريكي المستقبلي لأي حكومة أفغانية، مصدر قلق للجماعة، إذ لا يزال المسؤولون الأمريكيون يدعمون الحكومة الأفغانية الحالية برئاسة أشرف غني.
وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكين، ووزير الدفاع لويد أوستن، تحدَّثا مع الرئيس الأفغاني وأخبراه بأن الولايات المتحدة لا تزال «ملتزمة بالحفاظ على علاقة دبلوماسية وأمنية قوية» مع الحكومة الأفغانية، بحسب "فورين بوليسي"، التي قالت إن الخارجية الأمريكية نفت التكهنات، بأن المسؤولين نصحا غني بالتنحي.
ثمن المغادرة
الانسحاب الغربي من أفغانستان، سيكون له بلا شك ثمن كبير، بحسب "فورين بوليسي" التي قالت في تقريرها، إن القوى الغربية تصطف للمغادرة، من البلد الصعب الذي قُتل فيه الآلاف، وأصبح الملايين فيه لاجئين، بينما حُرقت تريليونات الدولارات من الموارد، التي ستعيد أفغانستان حيث بدأت قبل 20 عامًا.
وأوضحت المجلة الأمريكية، أنه بينما تكتسح حركة طالبان، قوات الدفاع الأفغانية سريعًا بمعدل ينذر بالخطر، يتمسَّك مسؤولو إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن، بالدعوات لإجراء مفاوضات سلام، ويهدِّدون حركة طالبان بالعزلة الدولية، إذا استولت على البلاد بالقوة.
ويقول مسؤولون حاليون وسابقون لـ«فورين بوليسي»، إنهم مذهولون من التقدُّم السريع لطالبان، مشيرين إلى أن أي آمال في محادثات السلام، ضاعت.
وتشير التقارير إلى أن تقييمات الاستخبارات الأمريكية، تتنبأ بأن كابل قد تسقط في غضون 90 يومًا من الآن، وليس بضعة أشهر كما كان يتصور.
وسقطت عشر، من عواصم المقاطعات الأفغانية، في أيدي حركة طالبان، بينما تخطط سفارة الولايات المتحدة في كابل، لتقليص وجودها خلال الأسابيع المقبلة، إلى جانب زيادة وجيزة في القوات لتسهيل الأمر، بينما تقول تقارير إنها تفكر في الإجلاء الكامل إذا تدهور الوضع أكثر.
فيتنام أخرى
الصورة تجعل المقارنات بين ما يحدث الآن في أفغانستان، وما حدث في فيتنام، قريبة بشكل غير مريح، حسب وصف "فورن بوليسي"، نظرًا لأن 20 عامًا وتريليوني دولار من تكاليف الحرب، يبدو أنهما يتبخران في غضون أسابيع.
وأكدت المجلة الأمريكية، أن الفساد المستشري في الحكومة الأفغانية، لا يقل خطورة عن تقدُّم طالبان، ونقلت عن النائب الأمريكي ستيفن لينش، قوله إن الفساد في الحكومة الأفغانية يمثِّل تهديدًا كبيرًا مثل طالبان.
وأشارت الصحفية لين أودونيل -في تصريحات لـ«فورين بوليسي»- إلى أن الفساد في وزارتي الدفاع والداخلية مستشر بشكل سيئ، مدللة على تصريحاتها، بقولها إن بعض أفراد الشرطة الأفغانية لم يتلقوا رواتبهم منذ أشهر، في حين أن الذخيرة التي تشتد الحاجة إليها والطعام، يتم سرقتهما قبل وصولهما إلى الجنود.
وتقول المجلة الأمريكية -في ختام تقريرها- إن نفوذ الولايات المتحدة على طالبان، بات ضعيفًا خلال الفترة الأخيرة، فالحركة المسلَّحة وصلت بالقوة إلى السُّلطة، رغم التحذيرات الأمريكية، مشيرة إلى أن طالبان دأبت خلال الفترة الأخيرة، على التودد إلى القوى الإقليمية، كمحاولة لتصوير نفسها على أنها لاعب دولي شرعي، ما يعني أن طالبان استحوذت على أفغانستان، قبل إتمام الانسحاب.