تفاصيل مفاوضات روسيا والأطلسي: لا تقدم في ملف توسيع الناتو وأوكرانيا 

الاجتماع الأول منذ عامين لروسيا والناتو، بمقر حلف شمال الأطلسي في بروكسل، اختتم بعد أربع ساعات من مداولات لم تخرج ببيان مشترك. 

تفاصيل مفاوضات روسيا والأطلسي: لا تقدم في ملف توسيع الناتو وأوكرانيا 

السياق

لم تخرج مفاوضات روسيا وحلف شمال الأطلسي، بأي اختراقات في المسائل الخلافية بين الطرفين. الموضوع الأوكراني وتوسيع "الناتو" مثلا العقبة أمام أي تطور حقيقي في المفاوضات، مع شِبه إصرار بين الطرفين، على مواصلة المباحثات التي وُصفت بالصعبة جدًا.

الاجتماع الأول منذ عامين لروسيا و"الناتو"، بمقر حلف شمال الأطلسي في بروكسل، اختتم بعد أربع ساعات من مداولات لم تخرج ببيان مشترك. 

الولايات المتحدة الأمريكية طلبت من روسيا، مواصلة خط الدبلوماسية  والمباحثات.  
وقالت نائبة وزير الخارجية الأميركي ويندي شيرمان للصحفيين في بروكسل: "إذا انسحبت روسيا... سيكون من الواضح بالنسبة لنا  أنهم لم يكونوا جادين، في السعي إلى الدبلوماسية، وعلى روسيا اتخاذ الخيار الصعب: إما وقف التصعيد والدبلوماسية، وإما مواجهة العواقب".

أما موسكو فتفادت التصريحات التي تحمل أي تقييم للمباحثات، إذ فضَّلت الخارجية الروسية إرسال تحذيرات، من تداعيات رفض مطالبها، مؤكدة في الوقت نفسه ترحيبها بمواصلة التفاوض.

ناطق باسم وزارة الخارجية الروسية، قال للصحفيين إن موسكو أخذت بالاعتبار اقتراح "الناتو" بإعادة عمل بعثات روسيا والحلف، واتجهت موسكو بعد المباحثات، إلى التعبير من خلال قنوات دبلوماسية أخرى، عن تشاؤمها من محصلة ما تم بحثه، مبرزة أوجه الاختلاف بين الطرفين، متهمة واشنطن بالعمل على تعزيز هيمنتها في كل المجالات.

الأمين العام لحلف شمال الأطلسي، ينس ستولتنبرغ، شدد على أهمية الحوار واستعداد "الناتو" لإعادة فتح مكتب تمثيلي في موسكو، نافيًا أي شروط، لاستعادة عمل البعثة الروسية إلى الحلف. 

ينس ستولتنبرغ، أشار إلى أن عضوية أوكرانيا في "الناتو" لم تُبحث مع الجانب الروسي، وأن الأمر سيبحث فقط مع الأطراف المعنية.

وقال الأمين العام للحلف، إن الأعضاء متفقون على المبدأ الأساسي: أن لكل دولة الحق في اختيار مسارها الخاص. ويتفق الحلفاء أيضاً على أن أوكرانيا و30 من الحلفاء فقط، هم الذين يقررون متى تكون أوكرانيا مستعدة للانضمام إلى عضوية "الناتو" وليس أي طرف آخر، موضحًا أن الحلف يقدِّم دعمًا سياسيًا وعمليًا لكييف، لكن أوكرانيا ليست عضوًا في الكتلة، ولا يمكنها المطالبة بضمانات أمنية، وفقًا للمادة الخامسة من الميثاق.

وأضاف: "حوارنا صعب لكنه ضروري، هناك خطر حقيقي لحدوث نزاع مسلح في أوروبا، وهذا هو سبب أهمية الاجتماعات. نحن على استعداد للجلوس على طاولة المفاوضات لمنع الصراع، لكن إذا استخدمت روسيا القوة، سوف نفرض عقوبات جدية".

وخرجت هذه الجولة، باستعداد الطرفين لمزيد من الحوار. وأعلنت البعثة الأميركية لدى "الناتو" أنها منفتحة على التواصل، لكنها تظل ملتزمة بمبدأ الردع. 
في الأثناء، علق الكرملين على إعلان مسؤولين أميركيين عن استعداد الحلف لقبول عضوية فنلندا، إذ قال ديمتري بيسكوف، السكرتير الصحفي للرئيس الروسي، إن أي توسع لـ "الناتو" يقلق روسيا، لأنه من عناصر المواجهة وليس التطبيع.

على الجانب الآخر قال وزير الخارجية الفرنسي، جان إيف لو دريان، إن روسيا تحاول تجاوز الاتحاد الأوروبي، من خلال محادثات مباشرة مع الولايات المتحدة بشأن أوكرانيا.

ونشرت  موسكو -منذ أسابيع- عشرات آلاف العسكريين على الحدود الأوكرانية.
وكانت روسيا قد ضمت شبه جزيرة القرم، على البحر الأسود من أوكرانيا عام 2014، ما أدى إلى حملة إدانات لافتة، وسلسلة عقوبات على موسكو.