إيمانويل ماكرون في إفريقيا... أسباب الرحلة وتحدياتها
الرئيس الفرنسي يزور الكاميرون وبنين وغينيا بيساو

السياق
جولة دبلوماسية في القارة الإفريقية تقود ماكرون، في غضون ثلاثة أيام، إلى ثلاث دول، حيث يمر عبر الكاميرون وبنين وأخيراً غينيا بيساو.
في أول زيارة له إلى القارة، منذ إعادة انتخابه في مايو الماضي، يلتقي رئيس الدولة نظراءه الثلاثة، لمناقشة مختلف الموضوعات، حيث يستقبله الرئيس بول بيا في ياوندي.
ويرافق إيمانويل ماكرون وزيرا الخارجية والقوات المسلحة كاثرين كولونا وسيباستيان ليكورنو والوزير المنتدب للتجارة الخارجية أوليفييه بيخت ووزيرة الدولة لشؤون التنمية كريسولا زاكاروبولو.
الغذاء والأمن
بشكل عام، ستكون هذه الرحلة فرصة للرئيس الفرنسي، لمناقشة أزمة الغذاء، التي سببتها الحرب في أوكرانيا، وكذلك القضايا الأمنية في القارة الإفريقية.
كما حدد الإليزيه أن هذه الجولة تهدف أيضًا إلى "تأكيد استمرارية وثبات التزام رئيس فرنسا بعملية تجديد العلاقة مع القارة الإفريقية".
العلاقة مع الكاميرون
الزيارة هي الأولى لرئيس فرنسي منذ عام 2015، إذ كانت آخر زيارة لفرانسوا هولاند للكاميرون، قبل سبع سنوات، وبذلك فإن هذه الزيارة هي الأولى لإيمانويل ماكرون، الذي يزور الكاميرون ويجتمع مع نظيره بول بيا، الذي ظل في السلطة 40 عامًا.
وقال أنطوان جلاسر، المتخصص في العلاقات بين فرنسا وبلدان إفريقيا الناطقة بالفرنسية، الأسبوع الماضي لـ TV5 Monde: "العلاقات شبه معدومة خلال السنوات الخمس الماضية بين باريس وياوندي"، لكن حسب قوله، فإن التفويض الجديد لإيمانويل ماكرون، بداية "استراتيجية لسياسية جديدة لفرنسا تجاه إفريقيا".
ووفقًا لأنطوان جلاسر، فقدت فرنسا أيضًا مكانتها "كشريك متميز" للكاميرون في السنوات الأخيرة ، لصالح الصين والبرازيل والهند وحتى روسيا.
وفي أبريل الماضي، في خضم الحرب في أوكرانيا، وقعت الكاميرون أيضًا اتفاقية تعاون عسكري مع موسكو.
الزراعة والإرهاب
في ياوندي، على الرئيس الفرنسي أن يناقش -بحسب الإليزيه- إمكانات الاستثمار الفرنسي في الزراعة الكاميرونية... "الإليزيه يريد أولاً تسليط الضوء على مبادرة المزرعة، التي تم إطلاقها نهاية مارس مع الاتحاد الأوروبي ومجموعة الدول السبع والاتحاد الإفريقي، وتهدف إلى تعزيز الإنتاج الزراعي في سياق عالمي لانعدام الأمن الغذائي وجعل الكاميرون مثالاً".
الاتفاق سيركز أيضًا على محاربة الجماعات الجهادية شمالي الكاميرون.
"في الحرب ضد بوكو حرام والجريمة العابرة للحدود، تقف فرنسا بحزم إلى جانب الكاميرون، كما أوضحت الرئاسة الكاميرونية في بيان صحفي.
خلال زيارة الرئيس ماكرون، يحق للكاميرون توقُّع الدعم لإعادة إعمار الشمال الغربي والجنوب الغربي والشمال الأقصى ولتعزيز عملية اللامركزية.
الأمن في بنين وغينيا بيساو
يواصل إيمانويل ماكرون –الأربعاء- رحلته إلى بنين، حيث يجب أن تكون مكافحة الإرهاب -مرة أخرى- في قلب المناقشات.
في الأشهر الأخيرة، تضاعفت الهجمات المميتة شمالي البلاد المتأثرة بالتهديد الإرهابي، وقال الإليزيه إن كوتونو تريد الدعم الفرنسي الجوي والاستخباراتي والمعداتي.
ويختم الرئيس الفرنسي أسبوعه الدبلوماسي في إفريقيا، برحلة إلى غينيا بيساو الخميس، وهي دولة صغيرة غربي إفريقيا تعاني أزمات سياسية، ويستعد رئيسها أومارو سيسوكو إمبالو لتولي رئاسة المجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا (إيكواس).