من لحظة انطلاق السفينة إلى غرقها... ماذا عن البحارة المصريين المفقودين؟
المياه بدأت تغمر السفينة، وتملأ ثقوبًا متعددة في الأعمدة، إضافة إلى مضخات وضعت لإنقاذ السفينة من الغرق

السياق
حالة من الأسى تسود مصر منذ أيام، على خلفية اختفاء قبطانين شابين مصريين في المحيط الهندي، وسط مزاعم بأن سفينة البضائع التي كانوا فيها وغرقت، متهالكة.
القبطان سامح السيد (24 عامًا) وهو أحد الشابين المفقودين، الذي تخرج في الأكاديمية الأردنية البحرية العام الماضي، وكان يتدرب على السفينة، بينما القبطان الثاني اسمه محمد جمال.
سامح وجمال كانا ضمن فريق يتكون من 12 شخصًا من المصريين والسوريين بحسب تقارير محلية، أشارت إلى أن السفينة التجارية التي تدعى "شانج هي" يملكها سوري وترفع علم سيراليون، انطلقت من الصين إلى ليبيا.
ماذ حدث؟
السفينة بدأت رحلتها من ميناء أوساكا في اليابان، في الأول من مارس الماضي، حيث تجمع الفريق، بينهم سامح سيد ومحمد جمال، ثم اتجهت إلى الصين مرورًا بكوريا الجنوبية.
في الصين توقفت السفينة هناك لتحميلها بالبضائع، التي كانت عبارة عن حديد، ثم غادرت الصين واتجهت صوب المحيط الهندي مرورًا بسريلانكا، ثم توقفت في جزر المالديف لتتزود بالوقود.
في هذه الفترة كان سامح يتواصل مع أسرته، وفي يونيو قال لهم إن السفينة كانت متهالكة، وإن المياه تتسرب إليها، وإنهم يحاولون إصلاح العطب.
بدأت السفينة -التي كانت وجهتها النهائية ليبيا وتحديدًا ميناء مصراتة- الإبحار مجددًا فغادرت المالديف باتجاه خليج عدن، لتصل إلى السواحل الصومالية قبل الغرق.
وما إن بدأت الغرق، حتى قفز الفريق من السفينة إلى عوامات نجاة مطاطية، بحسب الناجين، الذين قالوا إن محمد جمال قفز وراء سامح في البحر لمحاولة إنقاذه.
وقالت أسرة سامح إنه أكد لهم، أن السفينة بدأت تغمرها المياه وأنها كانت متهالكة وأن الفريق حاول ثني ربان السفينة عن الاستمرار في الرحلة، في تصريحات أكدتها مقاطع مصورة كشفت أن المياه بدأت تغمر السفينة، وتملأ ثقوبًا متعددة في الأعمدة، إضافة إلى مضخات وضعت لإنقاذ السفينة من الغرق.
عمرو إسماعيل، أحد الناجين من السفينة الغارقة، قبل تعرضها للهلاك في المحيط الهندي، وأحد البحارة المصريين، قال إنه نزل في المالديف رفقة مصري آخر يُدعى جابر، مشيرًا إلى أن مهندسًا وقبطانًا ولحَّامًا صعدوا السفينة مكانهم، لكي يتعاملوا مع وضع الحديد المتهالك بالمركب.
وأضاف عمرو إسماعيل، في تصريحات لوسائل إعلام محلية، أن قبطان المركب وقت الغرق بالمحيط الهندي، كان بحوزته 3 عوامات إنقاذ، مشيرًا إلى أنه أخذ واحدة منها بصحبة مصريَيْن، إلا أنهما غرقا في المحيط بعد أن وقع أحدهما وحاول الثاني إنقاذه، في إشارة إلى سامح وجمال.
إلا أن الناجين الباقين في العوامات الأخرى طلبوا الاستغاثة، التي وصلت إليهم بعد 12 ساعة، ونقلتهم من المحيط الهندي إلى كينيا، بحسب إسماعيل الذي قال: عدد من نجوا ووصلوا إلى كينيا حتى الآن 8 سوريين ومصريَيْن.
أسرة سامح
شقيقة سامح قالت إنها هاتفت شقيقها آخر مرة منذ قرابة 25 يومًا، مشيرة إلى أنه أخبرها -في آخر اتصال بينهما- بأن السفينة ستتحرك من المالديف إلى ليبيا، مروروًا بقناة السويس التي سيتوقفوا عندها يومين.
وأوضحت أنه أخبرها كذلك بأنه سيحاول الاطمئنان عليهم ورؤيتهم قبل أن يعود مرة أخرى إلى السفينة التي ستنطلق إلى ليبيا، مشيرة إلى أنه أبلغها بحالة السفينة السيئة، وأنه طالبها بألا تترك حقه، إذا حدث شيء.
وأشارت إلى أنه كان برفقته شاب مصري اسمه شوقي، وهاتفها قبل أسبوع قائلًا لها إن أمواج البحر أخذت شقيقها بعيدًا، بعد أن وقع في البحر.
وأكدت أن رحلته هذه لم تكن الأولى، فقد ظل عامًا يتدرب على سفن في البحر، ومنها رحلته إلى إيران، التي كانت العام الجاري.
وشددت على أن الأكاديمية البحرية التي كان منتسبًا إليها تواصلت معها، وأخبرتها بأنها ستقف إلى جوار الأسرة، حتى معرفة الحقيقة بشأن سامح.
تحركات رسمية
وزارة الهجرة المصرية أعلنت أنها تابعت قصة اختفاء البحار المصري سامح سيد وزميله، مشيرة إلى أن الوزيرة نبيلة مكرم، طلبت الأوراق الخاصة بهما.
وأكدت أنها في تواصل مع السفارة المصرية بالأردن، لمتابعة تفاصيل اختفاء قبطان مصري في المحيط الهندي، مشيرة إلى أن أصدقاء أحد الشابين المصريين من البحارة تواصلوا معها، وطلبت منهم نقل تفهمها للموقف الصعب الذي تمر به الأسرة، وطلبت صورة جواز السفر لاستبيان المعلومات الرسمية عن الشاب المفقود.
الأكاديمية الأردنية البحرية أصدرت بدورها بياناً، أكدت فيه أنها تتابع الأخبار المتداولة عن غرق إحدى السفن في المحيط الهندي، التي كان فيها فريق من 12 فرداً وتشير الأخبار الأولية إلى غرق تلك السفينة بعد إجلاء أفرادها.
وأشارت إلى أن المتداول -بحسب بعض من تواصل مع ربان السفينة- أن اثنين من فريقها، أحدهما الشاب سامح سيد شعبان، غير معلوم مكانهما، أو محدد مصيرهما، حتى هذه اللحظة.