الملك عبدالله: لا نريد توترًا في المنطقة وعلى إيران تغيير سلوكها
نواجه هجمات على حدودنا بصورة منتظمة من مليشيات لها علاقة بطهران

السياق
توافق عربي وموقف موحد واجتماعات مكوكية خُتمت بقمة جدة بين دول مجلس التعاون الخليجي وقادة مصر والأردن والعراق والرئيس الأمريكي جو بايدن، تلك الاجتماعات وهذه القمة ربما يشيران إلى واقع عربي مختلف، ترسمه قوة موقف موحد بمواجهة تحديات في مقدمتها الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، وتدخلات إيران بالمنطقة.
الاجتماعات العربية الأخيرة بقمة جدة أوصلت رسائل عدة، قد تشير إلى تغير المشهد بالمنطقة، لاسيما بعدما أكد العاهل الأردني، الملك عبد الله الثاني، تطلع الدول العربية لعلاقات طيبة مع إيران، في ظل رغبته عدم إحداث توتر بالمنطقة بشرط تغيير الأخيرة سلوكها، موضحًا أن الحوار هو السبيل لحل الخلافات.
وأشار -خلال حواره لصحيفة الرأي الأردنية- إلى أن التدخلات الإيرانية شملت دولًا عربية، وأن الأردن نفسه يواجه هجمات على حدوده بصورة منتظمة من ميلشيات لها علاقة بطهران، موضحًا أن أي علاقات مع طهران يجب أن تبنى على الاحترام المتبادل، وحُسن الجوار واحترام سيادة الدول وعدم التدخل في شؤونها.
تغيير طهران لسلوكها على أرض الواقع، أمر ترى فيه الأردن مصلحة الجميع في المنطقة، بما فيها إيران وشعبها.
وأكد العاهل الأردني، عبد الله الثاني أن المرحلة المقبلة ستشهد "تنسيقًا وتشاورًا وتعاونًا عربيًا مكثفًا وفاعلًا"، من أجل شعوب الدول العربية وقضاياها.
شاركت 9 دول عربية في قمة مع الرئيس الأمريكي جو بايدن، الذي وصل إلى السعودية بعد لقاءات متعددة في القدس، تعكس اهتمام الولايات المتحدة بالمنطقة.
ويأمل العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني، أن تسهم مخرجات القمة في بلورة رؤية جديدة للإقليم، يكون أساسها التكامل الاقتصادي، والدفع باتجاه إيجاد حلول سياسية لأزمات المنطقة، حسب تعبيره.
وأشار إلى أن الولايات المتحدة شريك رئيس لبلاده، وعلاقتهما متميزة، ولها دور رئيس في جهود إعادة إحياء العملية السلمية، وأن الأردن ينسق بشكل مستمر مع السلطة الوطنية الفلسطينية ومع مصر وبقية الدول العربية الشقيقة في ذلك.
وتابع أن قمة جدة عكست أولوية القضية الفلسطينية ومركزيتها، وحجم التنسيق بين الدول العربية.
ووصف العاهل الأردني الصراع الفلسطيني الإسرائيلي بالقضية الأولى للدول العربية ومفتاح السلام والاستقرر الدائم بالمنطقة، مشيرًا إلى استمرار بلاده، انطلاقًا من الوصاية الهاشمية التاريخية على المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس، في التصدي لأي محاولة لتغيير الوضع التاريخي والقانوني القائم في المدينة المقدسة.
ويواجه الأردن وضعًا صعبًا، بسبب الحدود السورية وعمليات تهريب السلاح والمخدرات، التي أكد الملك الأردني ثقته بقواته المسلحة وأجهزته الأمنية على التصدي لها، مشيرًا إلى أن هناك تنسيقًا مع الأشقاء لمواجهة خطر التهريب.
وقال ملك الأردن إن الأزمة السورية خلفت تبعات كارثية، وإنه لا يمكن حلها إلا بالتوصل لحل سياسي شامل، يعالج هذه التبعات، وينهي معاناة الشعب السوري، ويوفر ظروف العودة طواعية للاجئين.