انسحاب فاغنر.. بريغوجين يسلِّم مواقعه للجيش الروسي ويحذِّر من ثورة كبرى

أعلن قائد مجموعة فاغنر، بدء انسحاب عناصره من مدينة باخموت بشرق أوكرانيا وتسليمها إلى الجيش الروسي، بعد أيام من تأكيده السيطرة عليها إثر معركة هي الأطول منذ بدء الغزو.

انسحاب فاغنر.. بريغوجين يسلِّم مواقعه للجيش الروسي ويحذِّر من ثورة كبرى

السياق

بعد حرب مدمرة في جبهة باخموت، الأكثر سخونة منذ اندلاع الحرب في أوكرانيا، قبل أكثر من عام، أعلن قائد قوات فاغنر يفغيني بريغوجين، انسحابه من فوق أطلال المدينة، مسلِّما إياها للجيش الروسي.

جاء إعلان بريغوزين، في فيديو الخميس، بثه في قناته عبر تطبيق تلغرام، أوضح خلاله أنهم سيخرجون من أجل الاستراحة، حتى الأول من يونيو المقبل، مضيفًا أنهم سيحصلون على استعداداتهم بعد ذلك لمهمة جديدة، من دون أن يحددها.

وأضاف «نحن في طور سحب وحداتنا من باخموت اليوم. من اليوم وحتى 1 يونيو (حزيران)، ستعود غالبيتها (الوحدات) إلى القواعد الخلفية. سنعيد مواقعنا إلى العسكريين، مع الذخيرة وكل ما يوجد فيها».

وتكبدت قوات فاغنر العسكرية شبه الرسمية خسائر فادحة في الأرواح.

معروف للجميع، الحرب الكلامية التي يشنها بريغوزين، على قادة الجيش الروسي في وزارة الدفاع ورئاسة الأركان، واتهامه لهم "بالخيانة"، لعدم تلبية طلباته في الحصول على الأسلحة والذخيرة الكافية.

ونُشرت تقارير غربية، تبين سوء العلاقة بين قائد فاغنر الشهير الملقب" طباخ بوتين" والقادة العسكريين في الكرملين.

وحسب "وثاق البنتاغون" المسربة، نشرت "واشنطن بوست" أن بريغوزين عرض على الجانب الأوكراني، كشف معلومات عن مواقع الجيش الروسي، مقابل تركه السيطرة على باخموت، وهو ما نفاه قائد "فاغنر" والكرملين.

وفي خضم الأزمة، بينه وبين القيادات الروسية، حذر "طباخ بوتين" -في تصريحات عبر "تلغرام" الأربعاء- من ثورة كبرى وحرب شبيهة بما حصل عام 1917 داخل روسيا، بسبب استياء الروس من قتل أبنائهم في جبهات القتال.

 

خسائر "فاغنر"

وعن خسائره في معارك باخموت الدموية، أقر رئيس مجموعة فاغنر المسلحة يفغيني بريغوجين، بأن نحو 10 آلاف من بين 50 ألف سجين، جندتهم "فاغنر" من السجون الروسية، قُتلوا في أوكرانيا على خط المواجهة في معركة باخموت الدامية.

وقال بريغوجين، في مقابلة نشرها المدون المؤيد للكرملين كونستانتين دولغوف: "اخترت 50 ألف معتقل، قُتل 20 بالمئة منهم".

إلى ذلك أشار إلى أن نسبة مماثلة من مقاتليه المحترفين لقوا حتفهم أيضًا في القتال، من دون تحديد عددهم.

وأفاد بأن الخسائر الأوكرانية أكبر بكثير قائلاً: "عدد القتلى لديّ منخفض بنسبة ثلاثة أضعاف، وعدد الجرحى بضعفين".

وتحدث بريغوجين -للمرة الأولى علنًا- عن خسائر مجموعته، بينما يسعى الجانب الروسي إلى الحفاظ على السرية بشأن عدد القتلى والجرحى لديه.

وقدّرت وثائق أمريكية سرية سُربت مؤخرًا، الخسائر الروسية في الأول من مارس بين 35500 و43500.

في المقابل قدّرت الخسائر الأوكرانية بـ 16 ألفًا إلى 17500، لكن هذه الأرقام لا يمكن التحقق منها.

العام الماضي جنّد يفغيني بريغوجين، الذي أمضى سنوات في السجن، خلال الحقبة السوفييتية، عددًا من السجون، ووعد المعتقلين بإلغاء عقوباتهم إذا نجوا من القتال.

وخلال معركة باخموت، أكدت كييف أن وحدات فاغنر المؤلفة من سجناء سابقين، نفذت هجمات شبه انتحارية، على خطوط الدفاع الأوكرانية، وتكبدت أعدادًا كبيرة من القتلى.

ويتهم بريغوجين القيادة العسكرية الروسية العليا، بعدم مدّه بالأسلحة والذخيرة اللازمة، لتجنُّب هذه الخسائر الفادحة.

وقال، في المقابلة التي نُشرت الثلاثاء: "هناك عشرات الآلاف من الجنود قُتلوا، ربما يكون هناك مئات الآلاف، لا يمكننا إخفاء ذلك"،  داعياً "الجنرالات الروس" إلى إرسال أطفالهم إلى الجبهة.

ونهاية هذا الأسبوع، قال كل من مجموعة فاغنر والجيش الروسي إنهما سيطرا على باخموت، الأمر الذي تنفيه كييف.

وأكد بريغوجين أن قواته ستنسحب من المدينة، في الأول من يونيو وتسلِّم مواقعها للجيش.