المصرية إسراء عماد.. وميض الكاميرا يكسر ظلام فقدان البصر
إسراء لم تتوقع أن تصور الفيلم كاملًا، بل مشهدًا أو اثنين، وفقًا لتوجيهات المخرج بمبدأ الدمج، لكنها فوجئت بقرار إسناد مهمة التصوير كاملة لها.

السياق
عيناها لا تعرف سوى اللون الأسود ،الذي صبغ بصرها منذ ولادتها، لكنه لم يمس بصيرتها وإرادتها، حاصرها طوال 25 عامًا -هي عمرها- لكنه لم يتسلل إلى نفسيتها، بل عاشت معه وتحدت ظروفها، كُف بصرها منذ الولادة، لكنها امتلكت نورها الخاص، الذي أضاءت به عالمها طوال حياتها.
هذه هي إسراء عماد، خريجة كلية الآداب بجامعة حلوان جنوبي القاهرة بمصر، الكفيفة التي صوَّرت فيلمًا سينمائيًا وكُرمت على عملها مرات عدة.
عاشت إسراء معظم مراحلها الدراسية بلا رفيق دراسي، فكان ذهابها للجامعة وعودتها مسؤوليتها، وكذلك الدراسة والامتحانات، وهو ما وّلد لديها دافعًا إضافيًا لإثبات الذات، وتحقيق الأحلام، لاسيما المتعلقة بنطاق دراستها وعملها، إذ درست بقسم الإعلام داخل كلية الآداب، وعملت في صحف ومواقع عدة بمصر فترات ليست قصيرة، لكن شغف التصوير سيطر على رغباتها.
تقول إسراء لـ "السياق" إنها علمت في مارس 2020 عن مبادرة خاصة لتعليم المكفوفين التصوير الفوتوغرافي، تسمى " أد التحدي" تحمست بشدة وقررت خوض التجربة، لتبدأ تعلم كيفية حمل الكاميرا وضبطها ومن ثم تكنيك التقاط الصورة، تحت قيادة مطلق المبادرة المصور خالد فريد.
حماسة إسراء وعزيمتها هي وشركاؤها، جعلتا خالد يفكر في تطوير مبادرته، لتشمل تصوير الفيديو، وأن يقدموا فيلمًا يحكوا من خلال مشكلات ذوي الهمم وأزماتهم اليومية، بالشوارع ووسائل المواصلات العامة، ونظرة المجتمع لهم، وأن يكون من تصوير وبطولة ذوي الهمم، ومن كتابة وإخراج خالد فريد مطلق المبادرة.
الفيلم الذي صوَّرته إسراء باسم " أمل" وشارك في عدد من المهرجانات الدولية، وحصل على جوائز، منها المركز الثالث بهرجان سيفالو الإيطالى FESTIVAL DEL CINEMA DI CEFALÙ، وشهادة تقدير من مهرجان يوسف شاهين.
وتوضح إسراء طريقة اختيارها تكنيك زوايا الكاميرا، من خلال معرفة أبعاد الشخصيات التي سيتم تصويرها وموقعهم من الكادر، وما يوجد في خلفية المشهد، وتحاول أن تراعي النسب، وتضبط كاميرتها على الزاوية المناسبة، وهنا يقودها خيالها والإحساس بالمشهد – على حد تعبيرها- لإخراج كادر مناسب.
إسراء لم تتوقع أن تصور الفيلم كاملًا، بل مشهدًا أو اثنين، وفقًا لتوجيهات المخرج بمبدأ الدمج، لكنها فوجئت بقرار إسناد مهمة التصوير كاملة لها.
"كانت نقلة نوعية فى حياتي، بعد سنوات أحاول أن أصوِّر أفراد عائلتي بالهاتف لعشقي التصوير، الآن أصوِّر فيديو في فيلم قصير سيشاهده الجمهور، لاتزال السعادة تغمرني رغم مرور عامين تقريبًا" تعليق إسراء على قرار تصويرها الفيلم.وتشير إسراء إلى أنها تتأكد من دقة الكادر بمساعدة شخص يصف لها المشهد بعد التصوير، وأنها تحلم يومًا بأن تتطور التكنولوجيا وتصنع كاميرا تُمكِّن ذوى الهمم من معرفة أبعاد الصورة بلا مساعدة، كأن تخرج الصورة مجسمة للحظات تتأكد من خلالها أن الأبعاد منضبطة.
وتتمنى إسراء العودة إلى بلاط صاحبة الجلالة والعمل صحفية، وأن تجد فرصًا بشكل أكبر لذوي الهمم في الصحافة والتصوير بمصر، خاصة بعدما كرمتها وزيرة التضامن الاجتماعي المصرية نيفين قباج، ضمن فعاليات مؤتمر المبادرين.