لبنانيون غاضبون يقتحمون 7 مصارف... مخاوف من انتصار شريعة الغاب والبنوك تغلق أبوابها

إلى ذلك، قال مصرفيان لرويترز، إن البنوك اللبنانية ستغلق أبوابها لثلاثة أيام الأسبوع المقبل بسبب مخاوف أمنية وسط زيادة في هجمات المودعين.

لبنانيون غاضبون يقتحمون 7 مصارف... مخاوف من انتصار شريعة الغاب والبنوك تغلق أبوابها

السياق

في مشهد بات لبنانيًا بامتياز وعلى وقع الأزمة الاقتصادية الخانقة التي يعانيها البلد العربي، استيقظ اللبنانيون على واقعة تكررت للمرة الرابعة في أشهر، ممثلة في اقتحام أحد المودعين لمصرف جنوبي البلاد، للمطالبة باسترداد أمواله.

فعلى طريقة سالي حافظ، التي اقتحمت مصرفًا لبنانيًا قبل أيام، دخل محمد رضا قرقماز فرع مصرف بيبلوس، في ضاحية الغازية بمدينة صيدا الجنوبية، وعمد إلى تهديد الموظفين بالسلاح وسكب مادة البنزين، مهددًا بحرق الفرع، إن لم يحصل على وديعته.

وبحسب وسائل إعلام محلية، فإن حالة من الهرج سادت الفرع، بعد أن احتجز المودع الذي كان برفقته شخص آخر، موظفين وعملاء داخل الفرع، إلا أنه بعد أقل من ساعة لاقتحامه المصرف، استرد 19 ألفًا و200 دولار أمريكي، ليسلِّم نفسه بعدها إلى القوات الأمنية.

وبضحكة ارتسمت على وجهه، في المقاطع المتداولة عبر مواقع التواصل الاجتماعي، حيا مقتحم المصرف الذي كان مسلحًا بمسدس بلاستيكي، المواطنين الذين كانوا يحتشدون خارج المصرف، قبل أن يغادر -مع الشرطة- مكان الواقعة.

وما إن انتهت الحادثة الأولى في الجنوب، تكررت في العاصمة مجددا، إذ دخل مودع ثانٍ إلى فرع "بنك لبنان والمهجر" في بيروت، مهددا ومطالباً باسترداد ماله. 

تلاه مودع جديد اقتحم فرعا لبنك لبنان والخليج في بيروت أيضا، وآخر في منطقة الحمرا. حيث دخل مواطن غاضب عنوة فرع البنك اللبناني الفرنسي.

إلى ذلك، قال مصرفيان لرويترز، البنوك اللبنانية ستغلق أبوابها لثلاثة أيام الأسبوع المقبل بسبب مخاوف أمنية وسط زيادة في هجمات المودعين

الواقعة الثانية في أيام

الواقعة التي تعد الثانية في أيام، تباينت ردود فعل المغردين واللبنانيين عليها، فبعد التعاطف مع الحادثة الأولى، التي كانت بطلتها سالي حافظ، التي اقتحمت المصرف، للحصول على أموالها، لمعالجة شقيقتها، كانت التعليقات على الواقعة الثانية ممزوجة بالسخرية من الأوضاع التي وصل إليها لبنان، والتأييد لصنيع الرجل، بينما دق فريق ثالث ناقوس الخطر من «شريعة الغاب»، التي قال إنها هي التي تحكم لبنان.

وقال حساب يدعى كلاريتا حنا: عم فكر اقتحم البنك (أفكر في اقتحام البنك)... بس ما في وديعة لإلي سارقينا (لكن ليس لدي وديعة لأسرقها)... سلتي فاضية! (حسابي شاغر)... في حدا بدو ساعدو بتحرير وديعتو؟ (هل من أحد يحتاجني لأساعده في اقتحام المصرف لسحب وديعته)... تحمست حلوة اللعبة!».

وقال حساب يدعى عباس ناهل، يبدو أنه مؤيد لتصرف الرجل: «سعر الدولار 38 ألف ليرة وعم يعطوهم ياهن على 8000 (سعر الدولار في السوق السوداء 38 ألف ليرة بينما تقدره المصارف بـ8 آلاف) سرقة موصوفة بدعم سياسي والشعب أعاد انتخاب النواب ذاتهم».

 

شريعة الغاب

حساب يدعى ندى سليم عرض فكرة جديدة: طالما انه عطوه واعطو غيرو معنتو في مصاري ليش ما عم يعطو الناس مصريتها (ما دامت المصارف أعطته وأعطت غيره أموالهم، فلم لا يعطون جميع المودعين؟) والبنوك عم تذل الناس بالسقف يلي حطينو للسحوبات (والبنوك ترفض إعطاء المودعين كل أموالهم، بينما تلزمهم بحد أقصى للسحب) برافو عليه ما أخذ بالقوة يجب استرداده بالقوة».

إلا أن وجهة نظر أخرى عبَّـر عنها عدد من المغردين، أحدهم يدعى أنطونيو عبدالله، قائلًا: «… شريعة الغاب صرنا!»، بينما وافقه حساب يدعى ياسمين جابر: "انو الناس ضاقت الدنيا فيها اوكي (نعم... ضاق الناس ذرعًا بالأوضاع) بس صرنا بدنا نزقف للجريمة والسرقة ولكل شي خارج عن العرف والتقاليد (لكن أصبحنا نرحب بالجريمة والسرقة ولكل فعل خارج عن العرف والتقاليد) تفه ع هالزمن لي وصلنالو عم نتشاطر ع حالنا وع ولادنا و ع اخواتنا ونسينا كل شي غير انو كل واحد ينفد بريشاتو (نأسف على هذا الزمن الذي أصبح فيه كل منا يستأسد على غيره).

 

واقعة سالي حافظ

تأتي تلك الواقعة بعد يومين من اقتحام بعض المودعين، تتقدمهم سيدة تدعى سالي حافظ أحد فروع «بلوم بنك» في العاصمة اللبنانية بيروت، واحتجازهم عددًا من الرهائن داخل المصرف، للمطالبة بأموالهم.

وبحسب مقاطع فيديو تداولتها مواقع التواصل الاجتماعي في لبنان، فإن السيدة سالي حافظ، التي كانت تحمل في إحدى يديها زجاجة من البنزين وفي الأخرى سلاحًا ناريًا، تمكنت -بعد ساعات من الفوضى داخل المصرف- من الحصول على أموالها.

وبعد دقائق من الواقعة التي دوت في أرجاء لبنان -الأربعاء الماضي- قالت جمعية المودعين إن مسلحًا اقتحم فرع بنك البحر المتوسط في عاليه بجبل لبنان، وتمكن من استرداد وديعته البالغة 30 ألف دولار، مشيرة إلى أنه سلَّم نفسه للقوى الأمنية بعد أن استرد وديعته.

الوقائع الثلاث تأتي بعد أقل من شهر من أخرى مماثلة، لللبناني بسام الشيخ حسين (42 عامًا) الذي دخل مصرف فيدرال بنك في شارع الحمرا بالعاصمة بيروت، للحصول على أمواله التي يحتاجها لدفع فاتورة المستشفى التي يوجد فيها والده.

وبعد ساعات من المفاوضات، انتهت بالاتفاق على إعطاء الشيخ حسين 30 ألف دولار من أصل وديعته البالغة قيمتها 209 آلاف دولار، وأوقفته القوى الأمنية اللبنانية.

مقترح لرد الودائع

كانت الهيئات الاقتصادية وجمعية تجار بيروت تقدمت -الأسبوع الماضي- بخطة مالية جديدة إلى الرئيس ميشال عون، تهدف إلى إعادة نحو 74% من أموال المودعين على مراحل، على أن تتحمل الدولة جزءًا من الخسائر، في خطة أيدها الرئيس اللبناني الذي طالب بالتدقيق المالي الجنائي للبحث عن الحقيقة.

ومن المقرر أن يسهم لبنان في إعادة جزء من الأموال عبر شركة قابضة، بحسب رئيس جمعية تجار بيروت نقولا الشماس الذي قال: «إذا سارت الأمور حسبما هو مخطط لها، يمكن للمودع اللبناني أن يستعيد 74% من أمواله».

وبينما يمر لبنان بأزمة اقتصادية حادة، تراجع فيها سعر العملة المحلية لأدنى مستوى في تاريخها، كانت التحويلات من الأقارب في الخارج شريان الحياة لللبنانيين، لكن مع استمرار انخفاض العملة، واستمرار المأزق السياسي، وعدم وجود مؤشر على استعداد القادة للوفاء بشروط النزاهة التي تعد ضرورية لصفقات الإنقاذ العالمية، أحجم الكثيرون عن ممارسة دورهم الحيوي في الحفاظ على تماسك البلاد.