استمرار المظاهرات.. اعتراف من الحرس الثوري يكشف كيف قُتِلت مهسا أميني

فجر أحد كبار قادة الحرس الثوري السابقين محمد باقر بختيار، مفاجأة مدوية حول وفاة الشابة مهسا اميني.

استمرار المظاهرات.. اعتراف من الحرس الثوري يكشف كيف قُتِلت مهسا أميني
مهسا اميني

السياق

لاتزال قضية الشابة مهسا أميني، التي لقيت حتفها في أحد المخافر الأمنية، تشعل الشارع الإيراني؛ فالمظاهرات الليلية والصدامات مع القوات الأمنية- التي تستخدم أساليب وحشية في قمع المحتجين- لم تهدأ منذ إعلان الوفاة التي تضاربت الروايات حول وفاتها.

نزيف داخلي

وفي السياق ذاته -وفق شبكة إيران إنترناشيونال- فجر أحد كبار قادة الحرس الثوري السابقين محمد باقر بختيار، مفاجأة مدوية حول وفاة الشابة الكردية قائلًا: إن أميني دخلت في غيبوبة وتوفيت بسبب ضربات على الرأس، كما أنه تم استئصال "طحالها التالف" بعد نقلها لمستشفى "كسرى"، بالإضافة إلى إصابتها بنزيف داخلي.

وفي وقت سابق نفت طهران تعرُّض الفتاة الكردية "لأي ضرب أو عنف"، مبررة وفاتها بأن صحتها كانت سيئة، وأنها تعاني من مشاكل سابقة.

في المقابل نفت عائلتها ما وصفتها "بالمزاعم"، مؤكدة أن ابنتهم لم تكن تعاني من أي مشكلة صحية، قبل توقيفها من قِبَل ما توصف بـ"شرطة الأخلاق".

الرواية التي كشف عنها القائد السابق في الحرس الثوري الإيراني -وفق تسريبات حصل عليها من داخل النظام على حد قوله- اتفقت مع ما كشفته مجموعة الهاكرز "عدالة علي" والتي نشرت قبل يومين رسالة من داخل النيابة العامة تتضمن شهادات تفيد بأن رأس أميني اصطدم بالرصيف أثناء محاولة اعتقالها. وهو ما أدَّى إلى وفاتها لاحقًا.

 

أوامر عسكرية

إلى ذلك، كشفت وثائق رسمية مسربة، عن إصدار السلطات الإيرانية أوامر عسكرية لمواجهة الاحتجاجات بالقوة.

وذكرت منظمة العفو الدولية، أنَّ الوثائق كشفت خطة السلطات الإيرانية لقمع الاحتجاجات بشكل منهجي وبأي ثمن، مشيرة إلى وجود أدلة على استخدام القوات الإيرانية "القوة المميتة" والأسلحة النارية في مواجهة التظاهرات.

وقالت المنظمة الدولية، إنها سجلت 52 قتيلًا خلال الاحتجاجات حتى الآن، لكنها أوضحت أنها تعتقد أن الحصيلة الحقيقية أعلى من ذلك بكثير.

 

قيود إيرانية

الجدير بالذكر أن مهسا أميني تنحدر من مدينة سقز الكردية في شمال غربي إيران،
غير أن وفاتها أشعلت الشارع بمظاهرات حاشدة -هي الأكبر منذ عقد وأشد ثورية من تلك التي خرجت اعتراضًا على أسعار الوقود في 2019، وأفيد وقتها بمقتل 1500 شخص "حسب رويترز- معظمها من شباب الجامعات إلا أنها فتحت جرحًا لم يندمل حول عدد من القضايا التي تؤرق المجتمع الإيراني من بينها القيود المفروضة على الحريات الشخصية والقواعد الصارمة المتعلقة بملابس المرأة، فضلًا عن الأوضاع المعيشية والاقتصادية المتأزمة التي يعاني منها الإيرانيون.

وأفضت الاحتجاجات -المستمرة حتى الآن- عن مقتل وإصابة واعتقال المئات بينهم 20 صحفيًا.

فيما أعرب مكتب حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة "عن شعوره بقلق بالغ إزاء ردود فعل السلطات العنيفة، وحثها على احترام حق المواطنين في الاحتجاج السلمي".

وتزامنًا مع تلك المظاهرات انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي كالنار في الهشيم مقاطع فيديو لنساء يحرقن الحجاب ويَقْصُصْن شَعْرُهن في الأماكن العامة، مرددين شعارات "المرأة، الحياة، الحرية"، وهتافات معادية للمرشد الأعلى آية الله علي خامنئي، في تحدٍّ خطير للسلطات.

 

قصف أكراد إيران في العراق

في سياق آخر قصفت طهران يوم الأربعاء مواقع في كردستان العراق، تابعة لأحزاب "كردية-إيرانية" معارضة نتج عن القصف الإيراني بالطائرات المسيرة مقتل 13 شخصًا على الأقل وجرح 58 آخرين.

ووفق بغداد فإن القصف نفذته 20 طائرة مسيرة تحمل مواد متفجرة.

الهجوم الإيراني الذي جاء بعد مقتل الفتاة الكردية وصفه محللون بأنه ردٌّ على رفض "الأكراد الإيرانيين" للقمع الذي مارسته الشرطة في فض التظاهرات المنددة بمقتل مهسا أميني.

فيما أدانت السلطات الاتحادية العراقية وحكومة إقليم كردستان القصف الإيراني الذي طال "أربع مناطق في إقليم كردستان العراق". 
وفي خطوة احتجاجية استدعت الخارجية العراقية السفير الإيراني.

 

عناصر "مندسة" في إيران

الرد الإيراني على تلك الأحداث المتلاحقة جاء محملًا "عناصر مندسة" مسؤولية تأجيج الأوضاع وتوسيع الاضطرابات.

مشيرين إلى أنهم أوقفوا "بعضًا من هذه العناصر المناهضة للثورة خلال أعمال شغب في الشمال الغربي".

القناة الكردية- العراقية "كي 24" أعلنت عن إصابة 3 من صحافييها "بجروح خطيرة".   جراء القصف الإيراني.

ومن جانبها، أصدرت حكومة إقليم كردستان بيانا نددت فيه بالضربات قائلة: "نستنكر هذه الأشكال من الاعتداءات المستمرة على أراضينا، والتي يقع بسببها ضحايا مدنيون، ويجب وقف هذه الاعتداءات".