فورين بوليسي: آمال التوصل إلى صفقة نووية مع إيران تتلاشى
مسؤول أمريكي بارز: يبدو أن إيران ليست مستعدة لاستئناف مفاوضات العودة إلى الامتثال لخُطة العمل الشاملة المشتركة، حتى يتولى إبراهيم رئيسي السُّلطة، الشهر المقبل.

ترجمات - السياق
على عكس آمال البعض، في أن يعمل المرشد الأعلى الإيراني، علي خامنئي، على إحياء الاتفاق النووي لعام 2015، قبل تنصيب حكومة طهران الجديدة، الشهر المقبل، فإن المسؤولين الأمريكيين والأوروبيين، يعتقدون أن النجاح أو الفشل، في التوصل لاتفاق جديد، سيكون في يد الرئيس الإيراني القادم، إبراهيم رئيسي، بحسب مجلة فورين بوليسي الأمريكية.
ونقلت المجلة، عن مسؤول أمريكي بارز، لم تكشف عن هويته، قوله: "يبدو أن إيران ليست مستعدة لاستئناف مفاوضات العودة إلى الامتثال لخُطة العمل الشاملة المشتركة، حتى يتولى إبراهيم رئيسي السُّلطة، الشهر المقبل.
وأشارت المجلة -في تقرير- إلى أنه في الأسابيع الأخيرة، أعرب بعض المشاركين في المحادثات الجارية، بين واشنطن وطهران، في فيينا، عن اعتقادهم بأن خامنئي يريد التوصل إلى اتفاق، قبل أن يترك روحاني منصبه، مشيرين إلى أن خامئني يتخوف من أي رد فِعل عنيف من الإيرانيين، في حال الاكتفاء بتخفيف جزئي فقط للعقوبات الأمريكية، وأن هذا الأمر سيلحق ضررًا سياسيًا برئيسي، المرشَّح المحتمل لخلافه خامنئي كمرشد أعلى للبلاد.
وقال التقرير، إن استمرار التأخر سيزيد صعوبة التوصل إلى أي صفقة نهائية، إن لم يجعله مستحيلاً.
الوقت ليس في صالح إيران
وذكر التقرير أن بعض المراقبين، يرون أن إيران تعتقد خطأ، أن تقدُّمها التكنولوجي في عمليات التخصيب، سيجبر الأمريكيين على تقديم تنازلات.
وقال علي فايز، عضو مجموعة الأزمات الدولية، الذي كان مقرَّباً من كبير المفاوضين الأمريكيين، روبرت مالي: "قد يؤدي هذا الاعتقاد إلى إهدار الصفقة، إذ يعتقد فريق رئيسي، أن الوقت في صالح إيران، وأن بإمكانهم تصعيد البرنامج النووي، بشكل أسرع بكثير مما تستطيع الولايات المتحدة أو الاتحاد الأوروبي مواجهته بالعقوبات، لكن ذلك سيكون سوء تقدير منهم".
لجنة جديدة للتفاوض
قال التقرير إنه في ظِل تعليق المحادثات في الوقت الحالي، فإن وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف، الذي وصفته بأنه أحد مهندسي اتفاق 2015، يسلِّم تفاصيل مفاوضات طهران إلى خليفته، الذي لم يتم إعلان اسمه.
ونقلت "فورين بوليسي" عن دبلوماسي أوروبي، تحدث بشرط عدم الكشف عن هويته، قوله: "إن طهران تعمل على تشكيل لجنة جديدة للتفاوض."
ورأت المجلة، أن فريق الرئيس الأمريكي جو بايدن يبدو، في الوقت نفسه، متردِّداً في تقديم أي تنازلات لطهران، أكثر مما تم تقديمه بالفِعل، مشيرة إلى أن طهران استغلت انسحاب إدارة الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب من الاتفاقية عام 2018، لتحسين قدرتها على تخصيب اليورانيوم بشكل كبير، والاقتراب من تصنيع قنبلة.
ونقلت المجلة عن الدبلوماسي الأمريكي البارز السابق، دينيس روس، قوله: "يرغب الإيرانيون في تخفيف العقوبات، لكنهم يزيدون الضغط من خلال تقدُّم برنامجهم النووي، لذلك سيواصلون دفع هذا البرنامج للمضي قدماً".
وأضاف الدبلوماسي البارز: "كما سيستمرون في التخصيب بأجهزة طرد مركزي متطوِّرة، والتخصيب بنسبة 60%، وإنتاج معدن اليورانيوم، ما يحد من وصول الوكالة الدولية للطاقة الذرية"، موضحاً أن الإيرانيين يرغبون في تخفيف العقوبات، رغم أنهم يسعون إلى إظهار أنهم ليسوا في عجلة من أمرهم للحصول عليها.
مواجهة بين طهران وواشنطن
أكد تقرير المجلة الأمريكية، أنه في حال استمرار المواجهة بين طهران وواشنطن فترة طويلة، قد تصبح العودة إلى خُطة العمل الشاملة المشتركة محل خلاف، وذلك لأنه حينها لن تكون قيود اتفاق عام 2015 قادرة على كبح تقدُّم البرنامج النووي الإيراني بشكل كافٍ.
وأوضح التقرير، أن المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية، رافائيل جروسي، تفاوض على تمديد فترة بروتوكولات التفتيش، لكنه لم يتمكَّن من القيام بذلك مرة ثالثة، ولذا فإنه في حال لم تحل إيران مشكلاتها العالقة مع الوكالة بحلول سبتمبر المقبل، عندما يجتمع مجلس محافظي الوكالة، فإنه سيتم إبلاغ مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، بانتهاكات طهران النووية.
وأضاف التقرير، أنه قد يؤدي إلى إعادة فرض عقوبات الأمم المتحدة، ما سيعيد إيران والقوى الغربية، إلى الوضع الذي كانوا عليه، قبل أن تسعى إدارة بايدن إلى إحياء الاتفاق النووي.
عقوبات على رئيسي
وبشأن الخلافات بين البلدين، أوضح التقرير، أن إحدى القضايا محل الخلاف الآن، تتمثَّل في أن طهران متقدِّمة في الجانب التقني، خاصةً في ما يتعلَّق بالاختبار الحالي لأجهزة الطرد المركزي (آي آر-9) الجديدة، التي تعمل بشكل أسرع بكثير، حتى أن جدولها الزمني لتصنيع قنبلة، تم تقليصه إلى درجة أن بنود صفقة 2015 لا تنطبق عليه الآن.
وقال التقرير، إن فرض الولايات المتحدة عقوبات على رئيسي، بسبب مشاركته في إعدام آلاف المعارضين، أواخر الثمانينيات، فضلاً عن شنه حملة قمع عنيفة أخرى عام 2009، يزيد الأمور تعقيداً أيضاً، وأضاف أنه من المرجَّح أن تطالب الحكومة برفع هذه العقوبات، بمجرَّد تسلُّمها السُّلطة رسمياً، الأمر الذي رأت "فورين بوليسي" أنه سيكون صعبًا على بايدن، على المستوى السياسي.
ورأت المجلة، أن بايدن ليس في حالة مزاجية مناسبة لاستيعاب طهران، موضحة أنه مشغول في سعيه إلى إبرام صفقة في الكابيتول هيل، بشأن البنية التحتية، وميزانيات الإنفاق الأخرى في الولايات المتحدة.
أشهر حاسمة
من جانبه، أكد آرون ديفيد ميللر، من مؤسسة كارنيجي للسلام الدولي، أن الأشهر الثلاثة المقبلة، ستكون حاسمة لأجندة بايدن الداخلية، ولرئاسته للولايات المتحدة، وأضاف: "لهذا السبب هو ليس بحاجة إلى أي عوامل تشتيت خارجية"، وتابع: "لو كنت مستشاراً سياسياً لبايدن، لعملت على إبطاء تنفيذ هذه الاتفاقية، وذلك لأنه لا توجد أي مكاسب سياسية بالنسبة إليه، في التوصل إلى اتفاق، كما أنه لا ميزة للقيام بذلك، إذ يرفض الجمهوريون هذه الصفقة، ومن المحتمل أن يستخدموا الرئيس الإيراني الجديد، قاضي الموت، لمهاجمة بايدن، إضافة إلى أن الكثير من الديمقراطيين المؤثِّرين يرفضونها أيضاً.
وذكرت "فورين بوليسي"، أن طهران تطالب واشنطن برفع العقوبات التي فرضها ترامب، لضمان عدم إحياء اتفاق 2015، مشيرة إلى أنها تشمل أكثر من 700 عقوبة، فُرضت خارج الاتفاقية النووية، التي تهدف إلى وقف الاقتصاد الإيراني، وإهانة قيادة البلاد، خاصة خامنئي والشخصيات الرئيسة في مكتبه، لكن فريق بايدن أكد أنه لن يرفع جميع العقوبات، التي تم فرضها.