لأول مرة منذ بدء جائحة كورونا.. قمة مجموعة العشرين تحسم ملفات عالقة

الاجتماع يأتي وسط تصاعد التوترات مع تركيا، بشأن التهديدات بطرد الدبلوماسيين، بمن في ذلك السفير الأمريكي في أنقرة، واستحواذ تركيا على نظام دفاع جوي روسي متطور

لأول مرة منذ بدء جائحة كورونا.. قمة مجموعة العشرين تحسم ملفات عالقة

السياق

بنكهة إيطالية، اختتم قادة اقتصاديات مجموعة العشرين، اليوم الأول من القمة التي تعقد لأول مرة منذ عامين، بعشاء في قصر كويرينال بروما، في لقاءات تحاول فيها واشنطن، مصالحة باريس بعد الصفقة الأخيرة، والتعامل بحزم مع التوترات التي شابت علاقتها بتركيا.

ففي مجمع مترامي الأطراف ومزخرف، كان موطنًا للباباوات والقادة الإيطاليين، جلس الرئيس الأمريكي جو بايدن، إلى جانب رئيسة مفوضية الاتحاد الأوروبي أورسولا فون دير لاين، والرئيس الإيطالي سيرجيو ماتاريلا، بينما يحاول «التكتل الأوروبي»، حل أزمة رفع واشنطن -في عهد الرئيس السابق دونالد ترامب- الرسوم الجمركية المفروضة على الصلب والألمنيوم.

وقالت صحيفة واشنطن بوست، في تقرير، إن السيدة الأولى جلست إلى جانب الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، في إشارة أخرى إلى أن فرنسا والولايات المتحدة أصلحتا العلاقات، التي توترت بسبب صفقة دفاع بمليارات الدولارات.

وعقد بايدن اجتماعًا ثنائيًا مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، على هامش قمة مجموعة العشرين، بحسب مسؤول كبير في الإدارة.

 

تصاعد التوترات

وأكدت "واشنطن بوست" أن الاجتماع يأتي وسط تصاعد التوترات مع تركيا، بشأن التهديدات بطرد الدبلوماسيين، بمن في ذلك السفير الأمريكي في تركيا، واستحواذ أنقرة على نظام دفاع جوي روسي متطور.

وقال المسؤول الأمريكي، الذي اشترط عدم كشف هويته، لمناقشة المحادثات الدبلوماسية الحساسة، إن التهديدات وأنظمة الأسلحة ستناقش الأحد، إضافة إلى القضايا المتعلقة بسوريا وليبيا، مشيرًا إلى أنه ستتم أيضا مناقشة رغبة تركيا في الحصول على طائرات F16 الأمريكية.

وهدد أردوغان مؤخرًا بطرد 10 سفراء، بينهم سفراء الولايات المتحدة وفرنسا وكندا وهولندا، لأن سفاراتهم وقَّعت رسالة تطالب بالإفراج عن عثمان كافالا، وهو فاعل خير وناشط في المجتمع المدني.

وتراجع أردوغان عن التهديد، بعد أن أصدرت السفارات بيانات تعهدت فيها، بعدم التدخل في الشؤون الداخلية لتركيا.

وقال المسؤول الأمريكي: لو تابع أردوغان ذلك، لكان الاجتماع الثنائي في خطر، لست متأكدًا من أننا كنا سنعقد الاجتماع، إذا كان قد مضى قدمًا وطردهم.

وعن التهديد، قال المسؤول: «بالتأكيد، سيشير الرئيس إلى أننا بحاجة إلى إيجاد طريقة لتجنُّب حدوث أزمات كهذه في المستقبل(..) التحرك السريع لن يفيد الشراكة والتحالف بين الولايات المتحدة وتركيا».

 

نووي إيران

من جهة أخرى، قال الرئيس بايدن، بداية اجتماع مع قادة دول فرنسا وألمانيا وبريطانيا بشأن إيران، إنه يتوقع استئناف المحادثات النووية مع إيران.

وردًا على سؤال من أحد الصحفيين، عن موعد عودة المحادثات، أجاب بايدن: «من المقرر أن تستأنف».

وقللت إدارة بايدن، من توقعات اجتماع السبت بشأن إيران، بينما قال مسؤول كبير للصحفيين: لن تكون هناك نتيجة من الجلسة، مشيرًا إلى أن فكرة الاجتماع الرباعي، جاءت من المستشارة الألمانية المنتهية ولايتها أنجيلا ميركل، وكانت فرصة للقادة الأربعة للاجتماع في الغرفة نفسها، ومناقشة كيفية إحياء المحادثات النووية.

وبعد الاجتماع، أصدر القادة الأربعة بيانًا مشتركًا، يحثون فيه إيران على الانضمام إلى المحادثات النووية، قائلين: «هذه هي الطريقة الوحيدة المؤكدة لتجنُّب تصعيد خطير، وهو أمر لا يصب في مصلحة أي دولة».

 

أهداف الاجتماع

وبعيدًا عن اللقاءات الثنائية، الهادفة لترميم العلاقات بين دول العشرين، قالت الصحيفة الأمريكية، إن قادة الدول سيبحثون مسائل عدة من التغيُّـر المناخي إلى مكافحة وباء كورونا، وإنعاش الاقتصادي العالمي، مشيرة إلى أنه لم يسبق أن تصدر تغيُّـر المناخ أعمال قمة مجموعة العشرين إلى هذا الحد، كما أنه لم يسبق للقادة، أن توجهوا مباشرة من قمة لمجموعة العشرين، إلى أخرى للمناخ، من المقرر أن تعقد الأحد بغلاسكو في اسكتلندا البريطانية.

وأشارت الصحيفة، إلى أن اثنين من اللاعبين الرئيسين في روما، سيغيبان عن المناقشات، هما الرئيسان الصيني شي جينبينغ والروسي فلاديمير بوتين، اللذان يشاركان في مجموعة العشرين فقط عبر الفيديو.

من جانبه، وجَّه رئيس الوزراء الإيطالي، ماريو دراغي، خلال كلمته، دعوة لزيادة وتيرة توفير اللقاحات للدول الفقيرة، واصفًا فجوة لقاح كورونا العالمية بأنها «غير مقبولة أخلاقيًا»، مشيرًا إلى أن 3% فقط من الناس في أفقر دول العالم تلقوا التطعيم، في حين أن 70% في الدول الغنية حصلوا على جرعة واحدة على الأقل.

وتأمل إيطاليا أن تحصل مجموعة العشرين، على التزامات من دول تمثل 80% من الاقتصاد العالمي، والمسؤولة عن الكمية نفسها تقريبًا من انبعاثات الكربون العالمية، قبل مؤتمر الأمم المتحدة للمناخ.

 

فريق عمل

أعلن وزير الصحة الايطالي، روبرتو سبيرانتسا، أن مجموعة العشرين للمالية والصحة، وافقت على تشكيل فريق عمل، ترأسه في السنة الأولى إيطاليا وإندونيسيا، الرئيس الدوري القادم لمجموعة العشرين، بشأن إيصال لقاحات كورونا إلى العالم.

وقال سيبرانتسا، بعد ختام اجتماع  وزراء المجموعة، عشية قمة العشرين: «تشاطرنا الحاجة إلى تعزيز حملات التطعيم في جميع أنحاء العالم، والالتزام بالوصول إلى 40% من سكانه لتطعيمهم بحلول نهاية العام، و70% منتصف عام 2022».

 

خطوة تاريخية

وزيرة الخزانة الأمريكية، جانيت يلين، أعلنت أن قادة مجموعة العشرين صدَّقوا على الاتفاق الدولي، الذي ينص على فرض ضريبة على الشركات المتعددة الجنسيات بـ 15% كحد أدنى، معتبرة ذلك الاتفاق «خطوة تاريخية».

وأكدت الوزيرة الأمريكية، عبر حسابها في «تويتر»، أن «الاتفاقية التاريخية كانت لحظة حاسمة للاقتصاد العالمي، وستنهي السباق الضار نحو الحضيض بشأن ضرائب الشركات».

وأشارت إلى أن الشركات والعاملين في الولايات المتحدة، سيستفيدون من الصفقة، رغم أن العديد من الشركات الكبرى في الولايات المتحدة، ستضطر إلى دفع المزيد من الضرائب.

ومن المتوقع اعتماد الاتفاق الضريبي، الذي اقترحته الولايات المتحدة، وفقًا لوكالة رويترز، على أن يتم تطبيقه بحلول عام 2023.

 

احتجاجات

من جهة أخرى، فرَّقت الشرطة الإيطالية، بضع عشرات من المحتجين، الذين كانوا يطالبون قادة الحكومات، باتخاذ إجراءات حاسمة بشأن تغيُّـر المناخ، من الجادة الرئيسة القريبة من موقع استضافة قمة مجموعة العشرين في روما، وحمل النشطاء لافتات بينها واحدة كُتبت عليها عبارة «من روما إلى غلاسكو، حلولكم هي المشكلة».

وفرَّقت الشرطة المحتجين، وأجبرتهم على الاتجاه إلى طريق جانبي، حيث استمر المتظاهرون في الاستلقاء أو الجلوس على الرصيف، ما أدى إلى عرقلة حركة السير.