أول وثيقة للاستخبارات الأمريكية عن 11 سبتمبر.. الحكومة السعودية غير متورِّطة
الفصل الأخير... ساحة السعودية براء من هجمات 11 سبتمبر

السياق
نشر مكتب التحقيقات الفيدرالي الأمريكي (إف. بي. آي) أول وثيقة، مرتبطة بتحقيقه في هجمات الحادي عشر من سبتمبر، برأ ساحة المملكة العربية السعودية من مزاعم ارتباطها بالهجمات الدامية، وأكد صحة تصريحات الرياض، التي نفت ضلوعها في مثل هذه الأحداث.
ولم تشر الوثيقة، المؤلفة من 16 صفحة والمنقَّحة جزئيًا، إلى أي دليل لتورِّط الحكومة السعودية، في الهجمات التي أودت بحياة زهاء ثلاثة آلاف شخص.
وقالت وكالة رويترز: لم تجد لجنة حكومية أمريكية، أي دليل يفيد بأن المملكة موَّلت تنظيم القاعدة، الذي وفَّرت له حركة طالبان الأفغانية ملاذًا آمنًا آنذاك.
28 صفحة
التحقيقات السابقة، بما في ذلك لجنة الحادي عشر من سبتمبر، كشفت وأصدرت ما تسمى «28 صفحة»، لم تظهر أي دليل على الإطلاق يشير إلى أن الحكومة السعودية أو مسؤوليها، كانوا على عِلم بالهجوم الإرهابي، أو كانوا متورِّطين فيه، بحسب وكالة رويترز.
الوثيقة الأمريكية، توافقت مع تصريحات رئيس لجنة التحقيق في هجمات 11 سبتمبر توماس كين، الذي شارك في إعداد التقرير الصادر عقب استيفاء التحقيقات، مشيرًا إلى أنه لم يعثر على أي شيء، قد يدين السعودية، في جميع الوثائق التي نُشرت والتي لم تُنشر عن الهجمات.
لا دليل رسميًا
وقال كين، في تصريحات لصحيفة ذا غارديان: إن تقرير اللجنة لم يعثر على أي دليل، على أن الحكومة السعودية -كمؤسسة أو كبار المسؤولين السعوديين- مولوا بشكل فردي تنظيم القاعدة، مؤكدًا أن الوثائق التي قرأتها، ومن بينها تلك التي تريد عائلات الضحايا إعلانها الآن، لم أجد فيها أي شيء يشير إلى أي مشاركة من مسؤولي السعودية.
وأشار إلى أنه كان من الممكن، منع وقوع هجوم الحادي عشر من سبتمبر، مؤكدًا أن تقرير اللجنة أشار إلى أنه لو تصرف الرئيس الأمريكي السابق، جورج دبليو بوش، ومن قبله الرئيس السابق، بيل كلينتون، بشكل مغاير، لكان من الممكن الحيلولة دون وقوع الهجوم الإرهابي أو إحباطه.
جاءت الوثيقة الأمريكية وتصريحات المسؤول الرفيع، بعد إعلان الرئيس الأمريكي، جو بايدن قبل أيام، رفع السرية عن ملفات من تحقيق مكتب التحقيقات الفيدرالي، في خطوة رحبت بها المملكة العربية السعودية.
الرياض تعلِّق
من جانبه، قال وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان، خلال مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره النمساوي في العاصمة الرياض، إن المملكة متمسكة بمكافحة الإرهاب مع حلفائها.
وأكد فرحان، أن المملكة طالما طالبت بالكشف عن الوثائق المتعلِّقة باعتداءات 11 سبتمبر، مشيرًا إلى أن الوثائق الأمريكية أكدت عدم تورُّط المملكة في تلك الاعتداءات الإرهابية.
وقال وزير الخارجية، إن بلاده شريكة في مكافحة الإرهاب وستعمل دومًا مع حلفائها في هذا المجال.
تصريحات المسؤول السعودي، جاءت في أعقاب بيان لسفارة بلاده لدى الولايات المتحدة، رحبت فيه بالكشف عن الوثائق السرية المتعلِّقة بالهجمات الإرهابية ضد الولايات المتحدة، في الحادي عشر من سبتمبر 2001.
بيان حازم
وقالت السفارة السعودية في أمريكا، في بيان اطلعت «السياق» على نسخة منه: إن قيادة المملكة العربية السعودية دعت إلى الكشف عن المواد المتعلِّقة بالهجمات بشكل مستمر خلال العشرين عاماً الماضية، مطالبة بالشفافية في ما يتعلَّق بمأساة الحادي عشر من سبتمبر.
وأشارت السفارة، إلى أن الادعاء بأن السعودية متواطئة في هجمات الحادي عشر من سبتمبر، باطل لا أساس له من الصحة، مؤكدة أن الرؤساء الأربعة السابقين للولايات المتحدة، شددوا على أن الرياض أدانت واستنكرت الجرائم الشنيعة، التي ارتُكبت ضد حليفتها وشريكتها الولايات المتحدة.
مواجهة الارهاب
السعودية أكدت أنها تدرك جيداً التهديدات التي يمثِّلها تنظيم القاعدة، من خلال أيديولوجيته وأفعاله الإرهابية، مشيرة إلى أن الرياض كانت إضافة إلى الولايات المتحدة، الهدف الرئيس لتنظيم القاعدة، حتى قبل هجمات الحادي عشر من سبتمبر، إلا أنها لم تدخر أي جهد في مواجهة الإرهاب والتطرف بجميع أشكاله.
وعبَّـرت السفارة عن فخر المملكة بسجلها في مكافحة الإرهاب، بما في ذلك جهودها لإحباط تمويل الإرهاب، واستراتيجيتها الشاملة لمكافحة الفِكر المتطرف، وإضعاف ودحر المنظمات الإرهابية في جميع أنحاء منطقتنا، مشيرة إلى أن الرياض واجهت إلى جانب واشنطن، تنظيم داعش في العراق وسوريا، وألحقتا خسائر كبيرة بالقاعدة في شِبه الجزيرة العربية وتنظيم داعش في اليمن.
وشدَّدت المملكة، على أن العمل المنسَّق بينها وبين الولايات المتحدة، لمواجهة المخططات الإرهابية والتصدي لها على مدى العشرين عاماً الماضية، أنقذ أرواح الآلاف من السعوديين والأمريكيين.
بعض أجزاء القصة الغائبة
وأبدت الرياض تفهمهما، لألم ومعاناة الأسر التي فقدت أحباءها في ذلك اليوم الذي لا يُنسى، باعتبار المملكة إحدى الدول التي استهدفها الإرهاب العالمي.
وأكدت المملكة، دعمها لرفع السِّرية عن أي وثائق ومواد تتعلَّق بتحقيق الولايات المتحدة في الهجمات الإرهابية، على أمل أن يؤدي الكشف عن هذه الوثائق، إلى إنهاء المزاعم التي لا أساس لها من الصحة، بشأن المملكة بشكل نهائي.
وكانت مجلة نيوزويك الأمريكية، رسمت الطريق الذي اتبعه «الإرهابيون» قبل شنهم الهجوم الدامي في 11 سبتمبر 2001، قبل 20 عامًا، كاشفة بعض كواليس التقارير الأمريكية التي رُفعت عنها السِّرية.
وأشارت إلى أن البداية، كانت من اتصال هاتفي، أجراه أسامة بن لادن مؤسس وزعيم تنظيم القاعدة السابق، بوالدته في سوريا في 10 سبتمبر 2001، ليخبرها بأنه قد لا يتمكن من مقابلتها لبعض الوقت، لأن شيئاً كبيراً سيحدث، من شأنه أن ينهي اتصالاتهما فترة طويلة.
وتقول «نيوزويك»، إن الأيام التي سبقت الحادي عشر من سبتمبر، منذ تلقي الرئيس الأمريكي الأسبق جورج دبليو بوش تحذيره الأول في 6 أغسطس حتى 11 سبتمبر، ستظل بعض أكثر الأيام درسًا في التاريخ الأمريكي، وبعضها أكثر حزنًا.